يعود المهرجان الثقافي الوطني لمسرح الطفل إلى مدينة خنشلة في دورته الخامسة ما بين 27 أوت إلى 3 سبتمبر المقبل بدار الثقافة “علي سوايحي”، وسيكون من شأن هذه الفاعلية أن تكسّر الرتابة على سكان المنطقة وأن يتمتّع براعم خنشلة بأسبوع كامل من الفرح والفرجة مع أب الفنون، لاسيما في هذه الفترة المتزامنة مع العطلة الصيفية. أضحت الفعالية، التي بدأت محتشمة، موعداً أساسياً في الأجندة الثقافية للولاية وأصبح الخنشليون يوفّرون كافة الأسباب لنجاحه، ويرتقب خلال هذه الطبعة التي ستحمل شعار “لقاء الأجيال” أن ينطلق بقافلة مزركشة الألوان تتكوّن من 600 طفل، تجوب الشوارع الرئيسية للمدينة في جوّ إحتفالي وبهيج، حيث سترفع لافتات ثقافية وتربوية تعكس أهمية هذا اللقاء مع الفن. ستتميز الدورة بمشاركة ستة مسارح جهوية (وهران، باتنة، عنابة، معسكر، سوق أهراس وأم البواقي)، و22 فرقة مستقلة جاءت من أربع عشرة ولاية، إلى جانب فرق مسرحية من تونس ومصر، كما تحتضن التظاهرة ملتقى بعنوان “مسرح الطفل ... إلتقاء أجيال”، إذ سيسمح الموضوع بمناقشة الآليات الكفيلة بتحرير المسرح بشكل عام ومسرح الطفل على وجه الخصوص، من جميع القيود، كما يسمح هذا المنبر من طرح مجموعة من الأسئلة، مثل “ما هي طبيعة التمثيل في مسرح الأطفال؟”، “ما هي المواضيع التي يثيرها؟”، “هل للتأليف المسرحي المستوحى من التراث خصوصيات؟” وغيرها من الأسئلة. وستقوم مجموعة من المختصين الجزائريين والأجانب في الفن الرابع بتنشيط الملتقى، بالإضافة إلى تنظيم ورشات عمل يشرف عليها محترفون على تحليل واقع مسرح الطفل في الجزائر وتعرض على المتربصين تجارب متعلقة بهذا الفن. وفي ختام المهرجان سيتم توزيع جوائز تتراوح بين 300 ألف دينار و50 ألف دينار مكافأة لأفضل 11 عملاً تقرّرها لجنة التحكيم، منها أفضل تمثيل، أفضل إخراج، أفضل سيناريو، أفضل ديكور وغيرها، بالإضافة إلى جائزة لجنة التحكيم الخاصة. ولأنّه “لقاء للأجيال”، فكلّ العروض سواء كانت مستمدة من التراث أو من النصوص المعاصرة قد أختيرت لإثارة الجمهور من خلال خلق حوار بين الأطفال والراشدين ممثلين كانوا أو متفرجين، وعلاوة على بعده الترفيهي، يسعى المهرجان الثقافي الوطني لمسرح الطفل أيضاً إلى غرس هذا الإهتمام بالتعبير المسرحي في ذهن ونفس الطفل، وإلى فتح فضاء للتعارف بين الأطفال من جميع مناطق الوطن.