توفي الفنان السوري صبحي الرفاعي صباح أوّل أمس، نتيجة أزمة قلبية نقل إثرها إلى مستشفى الطب الجراحي، وشيّع جثمانه أمس بعد صلاة الظهر من جامع “لالا باشا” الواقع في شارع بغداد.والفنان الرفاعي ابن حي الميدان الدمشقي الذي ولد فيه عام 1945، عاشق للمسرح وهاوٍ له منذ سنوات دراسته الثانوية ضمن مسرح الشبيبة والمسرح العمالي والمسرح القومي، ولم يقف حبه لأب الفنون عند ذلك، بل شارك في عروض المسرح المصري الاستعراضي، كما أسّس الرفاعي فرقة مسرحية خاصة، إضافة إلى شغله منصب مدير للمسرح العمالي لحوالي عشر سنوات متتالية. شكّل المسرح عشق الرفاعي الأول، حيث وهب سنوات طويلة من عمره للعمل فيه مقدّماً العديد من الأعمال، منها “ثورة الموت”، “رؤى سيمون”، “المفتش العام”، “الاستثناء والقاعدة”، “سهرة مع الدخالين”، “العين والمخرز”، “رحلة السمرمر”، “الأميرة الصلعاء”، وكذا “هاملت”، “خارج السرب” و«نبوخذ نصر”. ومن الشغل للمسرح والشغف به تأسّس ولع الفنان الرفاعي بالتمثيل، محاولاً من خلاله الابتعاد عن التكرار، وتقديم صورة مغايرة دوماً عبر الولوج إلى عوالم الشخصيات التي يؤديها، والاهتمام بتفاصيل كلّ دور شكلاً وجوهراً حتى باتت له بصمته الخاصة التي جعلت الكثير من المشاهدين يتعاطفون معه، لا سيما في أدوار المغلوب على أمره أو صاحب الحق الذي لا يتخلى عن حقه وغيرها الكثير؛ هذا الاهتمام بجوهر فن التمثيل وعلاقته بالجمهور، جعلاه يشارك في العديد من الأفلام السينمائية منها “رحلة 21” و«دموع في عيون حائرة”، إضافة إلى مجموعة من الأفلام القصيرة، وكلّها رسّخت صورة هذا الممثل في أذهان المشاهدين كرجل من الحياة السورية العامة بكل بساطته وقدرته على النفاذ والتأثير في نفوس من يتابعه، لا سيما أن خياراته الفنية لم تركز على حجم الدور بقدر السعي إلى صدق الأداء، وتشبيكه مع يوميات الناس ومشاهداتهم الحية. كما امتلك الفنان الرفاعي صوتاً مميزاً مكّنه من رسم ملامح الكثير من الشخصيات عبر ذاك الصوت فقط، وهو ما برز عبر مشاركاته في العديد من البرامج الإذاعية ك«حكم العدالة”، “ظواهر مدهشة”، “مجلة التراث”، “بانوراما”، “شخصيات روائية”، “تمثيلية لم تتم” و«خزانة العرب”. أمّا للتلفزيون، فقدّم الكثير من الشخصيات ما تزال حية في ذاكرة المشاهدين ووجدانهم ضمن أعمال، منها “يوميات مدير عام”، “حمام القيشاني”، “جواد الليل”، “ ليل المسافرين”، “الشريد”، “عودة غوار”، “الأخطبوط”، “الرجل الآخر”، “أحلام لا تموت”، “الفصول الأربعة”، “الأيام المتمردة”، “دنيا”، “نساء بلا أجنحة”، “أبو الهنا”، إلى جانب “الزير سالم”، “الأوائل”، “الذخائر”، “العوسج”، “أنا وعائلتي”، “غزلان في غابة الذئاب”، “وراء الشمس”، “باب الحارة”، “أبو كامل”، “الحصرم الشامي”، “شركاء يتقاسمون الخراب”، “الاجتياح”، “الانتظار”، “عصي الدمع”، “مرايا”، “بقعة ضوء”، وغيرها كثير.