انطلقت، أمس، بالعاصمة الإيرانيةطهران الاجتماعات التحضيرية للقمة ال 16 لحركة عدم الانحياز المقرر عقدها يومي الخميس والجمعة المقبلين بحضور ممثلي حوالي 130 دولة لبحث عدد من المواضيع والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. ومن المتوقع أن تأخذ الأزمة السورية حصة الأسد في أشغال القمة، خاصة وأن إيران أعلنت أنها ستكشف خلال القمة عن تفاصيل مقترح كانت قد عرضته قبل ثلاثة أيام لاحتواء هذه الأزمة واعتبرت أنه من الصعب أن يرفضه الفرقاء السوريون. وجددت إيران، أمس، دعمها لدمشق بعدما اعتبرت أن "أمن سوريا هو أمنها" في رسالة واضحة إلى دول غربية وأخرى عربية تسعى جاهدة إلى الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد بعدم تخليها عن هذا الأخير. وإلى جانب الملف السوري، ستطرح عدة ملفات أخرى على طاولة البحث تأتي في مقدمتها الأزمة النووية الإيرانية ومساعي طهران لرفع العقوبات الغربية المفروضة عليها، إضافة إلى القضية الفلسطينية وسبل تمكين الفلسطينيين من إقامة دولتهم المستقلة ومواجهة قمع المحتل الإسرائيلي. في هذا السياق، دعا وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي دول عدم الانحياز إلى التصدي للعقوبات الدولية المفروضة على بلاده بسبب برنامجها النووي، وقال لدى افتتاح الأعمال التحضيرية للقمة والتي ضمت خبراء من حوالي مائة دولة ستشارك فيها أن "حركة عدم الانحياز يجب أن تتصدى بجدية للعقوبات أحادية الجانب التي فرضتها بعض الدول ضد بعض أعضائها". وانتهز رئيس الدبلوماسية الإيرانية الفرصة ليجدد التأكيد أن برنامج بلاده النووي سلمي بحت ولا يخفي وراءه أية أغراض عسكرية مثلما يشكك في ذلك الغرب. وتخضع إيران منذ العام 2006 لعقوبات دولية تم تشديدها في الآونة الأخيرة عبر فرض حظر مالي ونفطي غربي مشدد. كما دافع صالحي أمام الوفود المشاركة في الاجتماعات التحضيرية بقوة على موقف بلاده الداعم للقضية الفلسطينية، خاصة وأن إيران وعلى نقيض بعض الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز لا تعترف بالكيان الصهيوني، وهو ما جعل رئيس الدبلوماسية الإيرانية يؤكد أن كل حل عادل للقضية الفلسطينية يجب أن يمر عبر معارضة نظام المحتل الإسرائيلي غير شرعي. وكانت إيران، التي تعتبر من بين أكبر الداعمين لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" تراجعت عن دعوة هذه الأخيرة للمشاركة في أشغال القمة واكتفت بتوجيه الدعوة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي استنكر بشدة دعوة رئيس حكومة حماس المقالة إسماعيل هنية واعتبر ذلك تكريسا للانقسام الفلسطيني. من جهة أخرى، عبر الوزير الإيراني أيضا عن رغبته في أن تتخذ القمة "إجراءات فعالة ضد أعمال الإرهاب التي تقوم بها حكومات بدعم من قوى غربية"، مشيرا بشكل خاص إلى "اغتيال عدة علماء نوويين إيرانيين منذ 2010". وتتهم طهران أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية بالوقوف وراء هذه الاعتداءات التي تهدف إلى تعطيل برنامجها النووي. كما شدد علي أكبر صالحي على ضرورة إدخال إصلاحات "شاملة وشفافة وفاعلة" على هيكلية منظمة الأممالمتحدة بعد ستة عقود من تأسيسها "لتواكب التطورات العالمية المعاصرة". للإشارة، فإن القمة ستعرف مشاركة الأمين العام الأممي بان كي مون رغم التحفظات التي أبدتها الولاياتالمتحدةالأمريكية من حضور الرقم الأول في الأممالمتحدة في أشغال القمة بطهران، كما ستعرف القمة مشاركة حوالي 36 رئيس دولة أو حكومة وما لا يقل عن 40 وزيرا أو مسؤولا ساميا. وسيكون من بين الرؤساء المشاركين الرئيس المصري محمد مرسي الذي سيقوم بأول زيارة لرئيس مصري إلى إيران بعد 30 عاما من انقطاع العلاقات بين طهران والقاهرة، وهو ما جعل مسؤولين إيرانيين يصفون القمة بأنها "أكبر حدث دبلوماسي في تاريخ إيران" بما تحمله من رسالة واضحة باتجاه الغرب مفادها أن إيران ليست معزولة على الساحة الدولية.