ارتفعت حصة اللحوم المجمدة المسوقة خلال شهر رمضان إلى أزيد من 50 ألف طن تم استيرادها من عدة دول أجنبية، خاصة الهند بغرض ضبط كفة أسعار اللحوم الحمراء التي حطمت الرقم القياسي ولم تنخفض طوال الشهر الكريم، وحسب مختصين في المجال فإن نظام ضبط المنتجات واسعة الاستهلاك لم يتمكن هذه السنة من التأثير على بورصة اللحوم الحمراء طالبين من وزارة الفلاحة والتجارة فتح تحقيق ميداني لتحديد أسباب الظاهرة في ظل توفر المنتوج الوطني. بينت أرقام مصالح الجمارك أنه منذ بداية السنة تم استيراد أزيد من 50 ألف طن من اللحوم المجمدة والطازجة للبقر والغنم تحسبا لشهر رمضان الفارط الذي بلغت فيه أسعار اللحوم البيضاء والحمراء مستويات قياسية تواصلت طوال الشهر ولا تزال لغاية اليوم مرتفعة لأسباب يقول عنها أهل الاختصاص إنها تعود بالدرجة الأولى إلى المضاربة التي استفحلت في السوق. في هذا الصدد، أكد صاحب شركة خاصة لاستيراد اللحوم المجمدة من البرازيل أن سعر الجملة لم يتغير، حيث حدد في سقف 450 دج للكيلوغرام الواحد، لكن تجار التجزئة أشهروا أسعارا مرتفعة حيرت العديد من تجار الجملة. من جهتها، أوضحت لنا مصادر من شركة تسيير المساهمات للمنتجات الحيوانية أن نظام الضبط المطبق بخصوص المنتجات واسعة الاستهلاك "سيربلاك" لم يتمكن من تعديل كفة أسعار اللحوم البيضاء والحمراء خلال شهر رمضان بسبب الطلب المرتفع على المنتجات المعنية، فرغم المخزون الذي شرع في توفيره منذ بداية السنة عبر فرع "فريغوميدي" والذي زاد عن 30 ألف طن وسوق خلال الشهر الكريم عبر 600 نقطة بيع عبر التراب الوطني بسعر تراوح بين 450 و550 دج، إلا أن ارتفاع الطلب جعل المخزون ينفد بسرعة مما دفع بالمؤسسة إلى التعاقد مع مربين خواص لاقتناء لحوم طازجة يتم ذبحها بالمذابح البلدية لتزويد نقاط البيع التي كانت تشهد إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، وهو النشاط الذي عهد به لفرع "الجزائرية للحوم" التابع لمجمع "برودا"، حيث تمت هذه السنة تجربة عملية تخزين كميات من لحم الغنم المحلي وسوق بسعر 990 دج عبر كامل نقاط البيع التابعة للمجمع، وذلك بطلب من وزير القطاع الذي أمر إطاراته بتخزين الفائض من إنتاج اللحوم الحمراء التي وصل خلال السداسي الأول من السنة الجارية إلى 3 ملايين و25 ألف قنطار بالنسبة للحوم الحمراء و2 مليون و62 ألف قنطار للحوم البيضاء. وتشير مصادرنا إلى أن سوق اللحوم الحمراء والبيضاء يشهد في الفترة الأخيرة عدم استقرار الأمر الذي يتطلب فتح تحقيق لتحديد أسباب الارتفاع الجنوني للأسعار بين ليلة وضحاها، فرغم تموين السوق بكميات من اللحوم المجمدة، إلا أن الأمر لم يؤثر على الأسعار التي واصلت في الارتفاع طوال شهر رمضان، ولا تزال مطبقة من طرف التجار ليومنا هذا رغم انخفاض الطلب. وبخصوص المخزون الوطني للدجاج المجمد، الذي أعد بالتنسيق بين مجمع "برودا" والديوان الوطني لتغذية الأنعام والذي قدر بقرابة 10 آلاف طن فقد شهد هو الآخر إقبالا كبيرا من طرف المستهلكين بعد تحديد الأسعار في سقف 260 دج، وهي السنة الثالثة على التوالي التي يخزن فيها المجمع المنتوج الإضافي من اللحوم البيضاء بالتعاقد مع المربين والمذابح، وتشير تقارير وزارة الفلاحة بخصوص استهلاك اللحوم البيضاء إلى ارتفاع حصة الفرد الواحد خلال السنوات الأخيرة، فبعد أن كانت تقدر ب 9 كلغ سنويا للشخص الواحد سنة 2009، انتقلت إلى 19 كلغ السنة الفارطة، أما بخصوص الديك الرومي فيستهلك الجزائري معدل 9 كلغ في 2011 مقابل 3 كلغ قبل ثلاث سنوات. يذكر أنه من بين 380 ألف طن من اللحوم الحمراء التي يستهلكها الجزائريون سنويا 50 ألف طن منها يتم استيرادها من البرازيل والهند وبعض الدول الأوروبية التي توافق عليها وزارة الفلاحة بعد إرسال فرق المراقبة البيطرية إلى الممونين للوقوف على ظروف تربية الحيوانات وطريقة الذبح التي يجب أن تتماشى والتقاليد الإسلامية، مع الحرص على السلامة الصحية.