لقي 12 أفغانيا مصرعهم في هجوم انتحاري مزدوج استهدف فجر أمس أحد القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة بأفغانستان في وقت قتل فيه جنديان أمريكيان في هجوم مسلح استهدفهما شرق البلاد. وقتل ما لا يقل عن عشرة مدنيين أفغان وشرطيين أفغانيين في التفجير المزدوج الذي استهدف قاعدة عسكرية بمنطقة سياد أباد بمحافظة ورداك بوسط أفغانستان والتي تضم إلى جانب القوات الأمريكية المنضوية تحت لواء حلف الناتو قوات معتبرة تابعة للجيش الأفغاني. وقال شهيد الله شهيد المتحدث باسم السلطات المحلية بمحافظة ورداك إن "رجلا فجر نفسه قرب المدخل الرئيسي للقاعدة مما سمح بشاحنة مفخخة من دخول القاعدة والانفجار بعدها"، وأضاف أن "عدد الجرحى كبير إلى درجة أنه لا يمكن عدهم" في وقت تحدثت مصادر طبية أنها استقبلت ما لا يقل عن 43 مصابا. وسارعت حركة طالبان إلى تبني مسؤوليتها عن التفجير الذي أكدت معلومات أولية أنه لم يسقط أو يصب فيه أي جندي أجنبي غير أن مصدر من قوة المساعدة الأمنية التابعة لحلف الناتو في أفغانستان المعروفة اختصارا باسم "إيساف" أشار إلى إصابة جنديين من قوات الحلف خلال التفجير. بالتزامن مع هذا التفجير المزدوج قتل جنديين أمريكيين في هجوم مسلح استهدفهما شرق أفغانستان. وصعدت الحركة المتمردة في الأشهر الأخيرة من عملياتها الهجومية ضد قوات حلف الناتو المنتشرة في أفغانستان ونظيراتها الأفغانية إلى درجة أصبح ذلك يؤرق قيادة حلف الناتو التي وجدت نفسها عاجزة عن مواجهة هذه الهجمات التي أخذت منحا جديدا بعدما تمكنت طالبان من التسلل إلى داخل المؤسستين العسكرية والأمنية الأفغانيتين. وقد تضاعفت في الآونة الأخيرة الهجمات التي يشنها جنود ورجال أمن أفغان ضد نظرائهم الغربيين فيما أصبح يعرف بحوادث "النيران الصديقة" التي زادت من خلط حسابات قيادة قوات التحالف في هذا البلد المتوتر. وهو ما جعل الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتعهد بإنهاء الحرب في أفغانستان "بطريقة مسؤولة"، حيث وعد بتقديم المساعدة لقدامى المحاربين، وقال أمام جنود في قاعدة "فورت بليس" العسكرية بولاية تكساس بمناسبة الذكرى الثانية لإعلان نهاية المهمة القتالية للولايات المتحدة في العراق إنه "مثلما حدث في العراق فإننا سننهي هذه الحرب في أفغانستان بشكل مسؤول"، وأضاف أنه "خلال العام المقبل سيتولى الأفغان القيادة بشأن أمنهم وفي عام 2014 ستنتهي العملية الانتقالية".