مقتل السفير الأمريكي وثلاثة موظفين في هجوم على القنصلية ببنغازي قتل السفير الأمريكي في ليبيا رفقة ثلاثة موظفين أمريكيين مساء أول أمس إثر اقتحام متظاهرين ليبيين للقنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الشرقية احتجاجا على فيلم يسيء للرسول الكريم تزامن عرضه في دور السينما الأمريكية مع الذكرى ال 11 لهجمات 11 سبتمبر.وأكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس، مقتل السفير كريس ستيفنس الذي صادف وجوده بمقر القنصلية الأمريكية ببنغازي أثناء اقتحام عشرات المتظاهرين الغاضبين لمقرها ومهاجمة موظفيها. وكانت مصادر أمنية ليبية قد قالت إن عددا من المسلحين المجهولين هاجموا مجمع القنصلية الأمريكية في بنغازي في وقت متأخر من مساء أول أمس واشتبكوا مع قوات الأمن الليبية التي اضطرت للانسحاب مع تعرضها لنيران كثيفة من جانب كتائب الجماعات الدينية المتشددة. ووقع الهجوم على خلفية فيلم يسيء للرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- تحت عنوان "محمد نبي الإسلام" أنتجه بعض أقباط المهجر بالولاياتالمتحدةالأمريكية وأثار موجة احتجاجات عارمة في العالم الإسلامي. وقال إبراهيمي دباشي مساعد الممثل الليبي الدائم لدى الأممالمتحدة إن الهجوم أسفر عن سقوط ما لا يقل عن عشرة ضحايا بين قتلى وجرحى في صفوف قوات الأمن الليبية المكلفة بحماية أمن القنصلية الأمريكية وأشار إلى أن بعض الضحايا سقطوا في بداية الهجوم. وسارعت السلطات الليبية التي وجدت نفسها في حرج شديد جراء هذا الاعتداء الدامي إلى تقديم اعتذار رسمي لواشنطن وأكدت أنها قامت بعملية إجلاء موظفي القنصلية. وتوالت ردود فعل دولية مختلفة بين ردود فعل غربية منددة بالاعتداء الذي أودى بحياة السفير الأمريكي وأخرى إسلامية مستنكرة لعرض فيلم يستفز مشاعر أزيد من مليار مسلم ويعد حلقة جديدة تضاف إلى سلسلة الأفلام الوثائقية والرسوم الكاريكاتورية المسيئة لخاتم الأنبياء. وأدان الرئيس الأمريكي بشدة مقتل السفير وموظفي القنصلية ببنغازي وقال إن هذا الحدث "يعزز أكثر التزام الولاياتالمتحدة بالدفاع عن الحرية والعدالة والشراكة مع الدول والشعوب عبر العالم". كما أضاف أنه طالب إدارته بتوفير كل الإمكانيات الضرورية لحماية أمن الموظفين الأمريكيين في ليبيا وتعزيز أمن كل التمثيليات الأمريكية عبر العالم". لكن الرئيس أوباما الذي أكد أن بلاده ترفض كل المساعي التي تهدف إلى المساس بمعتقدات الآخرين لم يتوجه ولو بمجرد كلمة عتاب واحدة إلى المسؤولين عن عرض الفيلم رغم أن تداعياته كانت متوقعة، لكن منتجيه أصروا على عرضه غير آبهين بمشاعر أزيد من مليار مسلم. ويبدو أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وجدت في حادثة مقتل سفيرها في ليبيا الفرصة لنشر عدد من قواتها في هذا البلد الذي لم يعرف بعد طعم الاستقرار والأمن منذ اندلاع الأزمة التي أطاحت بالنظام السابق، وأعلنت عن إرسال قوة تضم حوالي 50 عنصرا من المارينز مختصة في مكافحة الإرهاب إلى هذا البلد. وتقاطعت ردود فعل مختلف العواصمالغربية من باريس مرورا بروما ووصولا إلى لندن وغيرها بإدانة الهجوم وطالبت السلطات الليبية بضرورة إيقاف المتورطين وإحالتهم على العدالة لمحاكمتهم. نفس الموقف عبرت عنه الأممالمتحدة على لسان جيفري فيلتمان مساعد الأمين العام الأممي للشؤون السياسية الذي قال "الأممالمتحدة التي تعارض كل أنواع الافتراءات ضد أي ديانة لا ترى أي تبرير لمثل ذلك العنف الذي حدث ببنغازي". بالتزامن مع ذلك، شهدت العديد من مقرات السفارات الأمريكية في عدد من البلدان الإسلامية والعربية اعتصامات ومظاهرات حاشدة منددة بعرض الفيلم، فقد خرج مئات المتظاهرين الغاضبين في كل من القاهرة وتونس والرباط وكابول وغيرها من العواصم العربية والإسلامية في مظاهرات احتجاجية عارمة منددة بعرض مثل هذا الفيلم المسيء للدين الإسلامي الحنيف. وبينما قام محتجون بالعاصمة المصرية القاهرة باستبدال العلم الأمريكي فوق السفارة الأمريكية بالراية الإسلامية، نددت الحكومة المصرية بشدة بالفيلم الذي أكدت أنه "هجومي وغير أخلاقي"، لكنها طالبت المتظاهرين بالتعقل والتحلي بالهدوء خلال الاحتجاج. نفس الموقف عبرت عنه الفاتيكان التي استنكرت بشدة "الجرائم غير المبررة والاستفزازات" ضد المسلمين، لكنها بالمقابل أدانت أيضا ردة الفعل غير المقبولة ضد الإساءة للإسلام في إشارة إلى الهجوم الذي أودى بحياة السفير الأمريكي ببنغازي. من جانبها، أدانت الحكومة الأفغانية بشدة ما وصفته بالعمل "غير الإنساني والهجومي" الذي يستهدف المسلمين ورسولهم الكريم وأمرت بحجب المواقع التي تبث الفيلم عبر شبكة الأنترنت في البلاد.