يوم 25 سبتمبر المقبل ستحل الذكرى الخامسة والعشرون لرحيل علم من أعلام مدرسة فن الضحك بالجزائر حسن الحسني، وبالمناسبة سطر الديوان الوطني للثقافة والإعلام يوما تكريميا لفقيد الفن الفكاهي الجزائري، وذلك يوم 28 سبتمبر الجاري بقاعة الموقار بالعاصمة. وارتأى المنظمون تنظيم هذه الوقفة من خلال عرض ثلاثة أفلام للراحل، هي فيلم «ديسمبر» للمخرج لخضر حمينة، على الساعة الثانية زوالا، يليه فيلم «بني هندل» للمخرج لمين مرباح على الساعة الرابعة، ليختتم بفيلم «أبواب الصمت» للمخرج عمار العسكري بحصتين الأولى على السادسة والثانية على الثامنة مساء. ويعد الممثل حسن بن الشيخ الشهير بحسن الحسني (1916-1987) واحدا من مشاهير السينما الجزائرية، ولد في شهر أفريل عام 1916 بمنطقة بوغار بولاية المدية، ويعتبر مدرسة في فن الكوميديا الجزائرية بتقمص شخصياته النابعة من قلب الريف، حيث عرف خلال أعماله بشخصية نعينع ثم بشخصية بوبقرة لتتعدد شخصياته من الفلاح إلى القاضي في الكثير من أعماله مثل «ريح الأوراس» وحسن طيرو ثم «الأفيون والعصا» والأسر الطيبة و«وقائع سنين الجمر» وغيرها من الأعمال السينمائية الجيدة والتي كان آخرها فيلم «أبواب الصمت» للمخرج عمار العسكري والذي توفي حسن الحسني أثناء تمثيل آخر لقطاته، وكان ذلك يوم 25 سبتمبر 1987 حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى عين النعجة بالجزائر العاصمة. وتدور أحداث فيلم «أبواب الصمت» عام 1955، وقبل أن تندفع ثورة الجزائر تحدث عمليات اعتقالات واغتيالات واسعة في الجزائر، من خلال قصة عمار الأبكم الأصم الذي يود أن يلتحق بفرق المقاومة. شارك حسن الحسني في تأسيس جمعية «شمس» عام 1936 بالبرواقية وفي عام 1937 وأثناء زيارة الفنان الكبير محي الدين بشطارزي للمدية، شارك حسان الحسني في بعض العروض الفكاهية التي أعجب بها محي الدين بشطارزي، واكتشف أن حسن الحسني له قدرات فائقة وموهبة في التمثيل، فنصحه بمتابعة التمثيل، ما جعل الفنان يبادر بإنجاز مسرحية بعنوان «أحلام حسان»، ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية سارع الفنان بوبقرة إلى إنجاز عدة مسرحيات كلفته السجن بكل من سجن سركاجي والبرواقية والبليدة، لما حملته من أهداف وطنية، وقد شغل الفنان أوقات فراغه داخل السجن بتقديم بعض العروض المسرحية الفكاهية للسجناء. ناضل الفكاهي «بوبقرة» في صفوف حزب الشعب الجزائري، وكذا حركة الانتصار للحريات الديمقراطية، ثم التحق بالإذاعة والتلفزة سنة 1953 وأدى أول دور درامي في مسرحية «المتابعة»، زج به في السجن بسبب مسرحية «الحرية» سنة 1950 وبقي هناك إلى غاية عام 1959. ثم اقتحم المسرح الوطني بعد الاستقلال، وقدم أعمالا فنية راقية لا تزال حاضرة في أذهان من أحبوه إلى يومنا هذا، وقد أسس سنة 1966 فرقة المسرح الشعبي بمعية رشيد زوبة ومصطفى العنقى والطيب أبو الحسن. أما ولوجه عالم التمثيل فكانت بدايته مع المخرج محمد الأخضر حمينة في فيلم «ريح الأوراس» في نفس السنة، والى جانب أعماله الفنية شغل الفنان حسان الحسني منصب نائب بالمجلس الشعبي الوطني سنة 1976.