واصل، أمس، خوان مانديز المقرر الخاص للأمم المتحدة حول التعذيب زيارته إلى مدينة العيون عاصمة الصحراء الغربيةالمحتلة التي حل بها مساء الأحد الماضي في زيارة تشمل أيضا المغرب وتدوم أسبوعا. ومن المقرر أن يزور المقرر الأممي سجن “لكحل” الذي يضم سجناء الرأي الصحراويين كما أنه من المقرر أن يلتقي أيضا بعدد من ضحايا التعذيب المغربي في الصحراء الغربية. وكان المقرر الخاص للأمم المتحدة حول التعذيب قد التقى، أول أمس، بأعضاء المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين وبأعضاء اللجنة الصحراوية لتقرير مصير شعب الصحراء الغربية. وقدم نشطاء حقوقيون صحراويون للمقرر الأممي ملفا مفصلا عن حقيقة وبشاعة انتهاكات حقوق الإنسان المقترفة من طرف عناصر أجهزة الأمن المغربية في الصحراء الغربية وشهادات حية للمواطنين من مختلف الأعمار الذين تعرضوا لممارسات العنف المغربي. كما تطرق أعضاء المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين الذي تترأسه الناشطة الحقوقية الصحراوية أميناتو حيدر إلى عشرات التقارير السنوية التي تصدرها جمعية “كوديسا” والتي توثق هذه الممارسات غير الإنسانية. وكان للمقرر الخاص للأمم المتحدة حول التعذيب كذلك فرصة للقاء أعضاء اللجنة الصحراوية عن تقرير مصير الشعب الصحراوي تم خلاله تقديم شهادات حول ممارسات التعذيب وسوء المعاملة التي ارتكبتها سلطات الاحتلال المغربية ضد العديد من النشطاء الصحراويين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان. كما تم خلال الاجتماع أيضا التطرق إلى الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها الشعب الصحراوي نتيجة صموده وتمسكه بحقه العادل في تقرير المصير والاستقلال. والمؤكد أن زيارة المقرر الخاص للأمم المتحدة حول التعذيب إلى الصحراء الغربية ووقوفه عن قرب على حقيقة وضع مأساوي يتخبط فيه السكان الصحراويون المحرومون من أدنى حقوقهم في التعبير والتجمع والتظاهر السلمي، مما سيفضح الادعاءات المغربية الكاذبة في احترام حقوق الإنسان. وأكثر من ذلك فإن هذه الزيارة ستضع السلطات المغربية في حرج وهي التي تعرضت لانتقادات حادة من مؤسسة روبيرت كينيدي الأمريكية للدفاع عن حقوق الإنسان التي أعدت تقريرا أسودا فضح خروقات حقوق الإنسان المغربية في الصحراء الغربية بعد الزيارة التي قامت بها رئيسة المؤسسة كيري كينيدي وشملت المدن الصحراوية المحتلة.
