بحث الرئيس السوري بشار الأسد مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس سبل احتواء الأزمة السورية المستمرة منذ 19 شهراً، والتي راح ضحيتها عشرات آلاف الأشخاص. وقال وزير الخارجية الإيراني لدى وصوله إلى العاصمة دمشق أنه جاء من أجل إجراء مشاورات مع القادة السوريين حول أزمة أكد أن تسويتها لن تتم إلا داخل ما وصفها “بالعائلة السورية” في إشارة واضحة إلى رفض كل تدخل خارجي في أزمة بدأت سلمية وتحولت إلى صراع دام بين الفرقاء السوريين. والمؤكد أن زيارة صالحي إلى دمشق التي دامت يوماً واحداً جاءت بهدف إحاطة الرئيس الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم بأجواء الاجتماع الذي شاركت فيه إيران وتركيا ومصر وعقد بالقاهرة الاثنين الماضي. وأعرب رئيس الدبلوماسية الإيرانية بعد لقاء جمع بنظيره السوري عن أسفه لعدم مشاركة العربية السعودية في اجتماع القاهرة الذي ضم إيران ومصر وتركيا وكان من المفروض أن تشارك فيه أيضاً المملكة السعودية ضمن المبادرة التي أطلقها الرئيس المصري لإعادة بحث الأزمة في محيطها الإقليمي. وكان علي أكبر صالحي الذي شارك في هذا اللقاء اقترح إرسال مراقبين من الدول الأربعة إلى سوريا في مسعى جديد لوقف حمام الدم في هذا البلد وذلك رغم فشل مسعى عربي ثم دولي مماثل. وهو المقترح الذي يكون الوزير الإيراني قد عرضه على الجانب السوري الذي كان وافق سابقاً على إرسال بعثة من المراقبين العرب ثم بعثة ثانية دولية إلا أن أعضاء البعثتين لم تتمكنوا من أداء مهمتهم بسبب ضراوة الاقتتال بين القوات النظامية والمنشقة عنها. بالتزامن مع ذلك يتوقع أن تشكل الأزمة السورية أهم المواضيع في نقاشات الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة ما بين 25 و29 سبتمبر الجاري خلال المناقشة العامة السنوية التي يشارك فيها رؤساء ورؤساء حكومات ووزراء خارجية من دول مختلفة. ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي الأربعاء القادم لبحث الأزمة السورية حيث سيقدم الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي المشترك إلى سوريا أول تقرير منذ بدء مهمته بداية الشهر لأعضاء المجلس حول اللقاءات التي عقدها خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة السورية. وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن استعداد بلاده للتعاون مع جميع الدول العربية لتقديم أي مساعدة تتطلبها مهمة المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا. وجاء ذلك في بيان أصدرته وزارة الخارجية الروسية بعد المحادثات التي أجراها لافروف مع رؤساء البعثات الدبلوماسية للدول العربية وسفارة جامعة الدول العربية في العاصمة الروسية موسكو. وقال لافروف أن “موقف روسيا إزاء الأزمة السورية يصب نحو التوصل إلى حل المشاكل والنزاعات السياسية سلمياً في إطار مبدأ الحوار الوطني دون أي تدخل خارجي”. ولا تزال الخلافات شديدة بين أطراف المجموعة الدولية بخصوص كيفية التعامل مع الأزمة السورية فبينما تطالب دول عربية وغربية بالإضافة إلى المعارضة السورية بالتدخل العسكري في سوريا تعارض كل من روسيا والصين صدور أي قرار في مجلس الأمن يصب في هذا السياق من منطلق أن ما يحدث في سوريا شأن داخلي يجب حله عبر حوار وطني.