خرج المناهضون للنظام السوري، أمس، في عدد من المناطق السورية حاملين شعار ''جمعة خذلنا العرب والمسلمون''، فيما أكدت لجان تنسيق الثورة السورية استمرار عمليات القصف والدهم والاعتقالات التي ينتهجها الجيش النظامي، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان تواصل الاشتباكات بين الجيش الرسمي والمنشقين عنه، ما أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصا يوم أمس. جدد المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي عنان، دعوته للرئيس الأسد لتنفيذ الخطة المتفق عليها، بعدما أبدت السلطات السورية الموافقة عليها، حيث أشار المتحدث باسم عنان، أحمد فوزي، إلى أن المجتمع الدولي ''ينتظر مرحلة تنفيذ النقاط الست المتفق عليها، إذ لا تكفي الموافقة الشفهية لا بد للنظام السوري أن يجسد موافقته من خلال وقف العنف وإطلاق سراح المعتقلين''، مشيرا إلى أن المعلومات الواردة من الداخل السوري تشير إلى استمرار النظام في الأساليب القمعية. من جهتها أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية التي تزور العاصمة السعودية، الرياض، حيث التقت العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز من أجل التشاور حول الوضع في سوريا قبل أن تتوجه وزيرة الخارجية الأمريكية إلى إسطنبول للمشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا. وأشارت وزيرة الخارجية الأمريكية إلى أنها تسعى إلى الوصول لتقارب في وجهات النظر مع الدول الخليجية، بالنظر لدعم السعودية ومعها عدد من دول مجلس التعاون الخليجي لفكرة تسليح المعارضة السورية، الأمر الذي ترفضه الولاياتالمتحدةالأمريكية، فيما يبدو أن الدبلوماسية الغربية تسعى إلى تبني طرح جديد في التعامل مع الأزمة السورية من خلال فرض الحوار بين الفرقاء السوريين بعدما كان الطلب يقتصر حصريا على الدعوة لتنحي الرئيس بشار الأسد. وكان قد أكد البيان الختامي للقمة العربية ببغداد، أول أمس، إجماع الدول المشاركة على رفض التدخل العسكري في سوريا، إلى جانب الدعوة إلى الحوار، ولعل ما يؤكد تغير اتجاه السياسة الدولية في التعامل مع الأزمة، تصريحات نائب وزير خارجية روسيا الذي أشار إلى أن بلاده لا مانع لديها في قبول ''استقالة الرئيس بشار الأسد من منصبه بهدوء إذا كان ذلك يتطابق وإرادة الشعب السوري''، مضيفا أن روسيا لا تدعم الشخص وإنما المصلحة العامة لسوريا والمنطقة. بالموازاة مع الموقف الروسي، حليف النظام السوري جددت السلطات العليا في إيران موقفها الثابت والداعم للنظام في سوريا، حيث أشار آية الله علي خامنائي، المرشد الروحي الأعلى في إيران إلى أن بلاده ستظل ثابتة في موقفها الداعم للنظام السوري ''إيران ستدافع عن سوريا دائما من أجل الحفاظ على الخط الأمامي لمقاومة النظام الصهيوني''، جاء الموقف خلال اللقاء الذي أجراه الزعيم الروحي الإيراني مع رئيس وزراء تركيا، طيب رجب أردوغان الذي تعتزم بلاده استضافة مؤتمر أصدقاء سوريا المناهض للنظام في سوريا. وبينما أبدى المجلس الوطني السوري المعارض، والذي تم الإعلان عن أنه الممثل الشرعي للشعب السوري دون إجماع من المعارضة، موافقته على البيان الختامي للقمة العربية وقبوله مبدأ التحاور مع النظام السوري عقب تسليم الرئيس الأسد صلاحيته إلى نائبه، أشارت مصادر دبلوماسية من الأممالمتحدة إلى أن إدارة حفظ السلام بالأممالمتحدة تعتزم إرسال فريق إلى دمشق للبدء في وضع خطط لبعثة محتملة لمراقبة أي وقف لإطلاق النار قد يتم التوصل إليه في سوريا. ونقلت وكالة ''رويترز'' للأنباء عن مصادر دبلوماسية مطلعة قولها أن المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية اتفق مع السلطات السورية على إرسال بعثة مكونة من 200 إلى 250 مراقب من مختلف الجنسيات فور تجسيد وقف إطلاق النار.