في أول “داربي” له كمدرب لفريق مولودية وهران، خرج المدرب السويسري راؤول صافوا متحسرا على نتيجة التعادل التي خرج بها فريقه في لقائه بجاره اتحاد سيدي بلعباس، ولم يجد غير الحكم الرئيسي زواوي، ليرمي عليه فشل تشكيلته في تحقيق الفوز الحتمي لها حتى تتصالح مع أنصارها، حيث اتهمه بالتساهل مع حارس الزوار بن موسى، الذي قال عنه مدرب “الحمراوة” بأنه ضيع لوحده قرابة 12 دقيقة. وعدم احتساب كامل الوقت بدل الضائع، وتكسير ريتم تشكيلته التي كان بمقدورها نيل نقاط المباراة لولا هذا السبب، وكذلك رفض فريق “المكرة” اللعب واكتفائه بالتحصن في الدفاع، حسبه، وأنه نجا من عقاب شديد من لدن لاعبيه لولا سوء الحظ كذلك، الذي عاكسهم في لقطتي اصطدام الكرة بالقائم الأيسر في مرة أولى والعارضة الأفقية في المرة الثانية، فبرأي التقني السويسري، مولودية وهران فريق كبير، لكنه راح ضحية لا عدل الحكام، خاصة في المبارتين الأخيرتين، ومن ثم لا ينبغي في هذه الحالة لوم المدرب ولاعبيه واتهامهم بالتقصير فوق المستطيل الأخضر. ورفض صافوا ربط سلبية نتيجة فريقه بأدائه، حيث اعتبر أن هذا الأخير كان راقيا ويدل على تطور من لقاء لآخر، وأن التصحيحات التي يقوم بها بدأت تؤتي أكلها تدريجيا، وأن الانسجام أضحى يتقوى شيئا فشيئا، كما أن الإيجابيات التي برزت له في اللقاء الماضي في قسنطينة تأكدت لديه، ومنها الرغبة في الفوز والحرارة في اللعب رغم التعب الذي لا يزال متمكنا من أشباله. أما نده بوعلي فؤاد مدرب اتحاد سيدي بلعباس، فاعتبر نيل فريقه نقطة التعادل بمثابة غنيمة كبيرة، بالنظر إلى الضغط الكبير الذي كان على لاعبيه، وحتى منافسيهم لوضع حد للتعثرات، وأن هذا التعادل فرصة له كالمولودية للثقة أكثر في إمكانياتهم، والنظر بأمل كبير للمستقبل. وكصافوا تأسف بوعلي لتضييع بعض الفرص التي كانت ستتيح لفريقه العودة إلى الديارالبلعباسية بكامل الزاد، لكنه عاد ليقول بأن اللاعب الجزائري يلعب وفق النتائج المسجلة والضغط الممارس عليه طوال الوقت سواء في التدريبات أو المباريات الرسمية، داخل الملعب أو خارجه، لكن ورغم ذلك فهو وأشباله محملون بأمانة الإبقاء على فريق اتحاد سيدي بلعباس في الرابطة الاحترافية الأولى. وبالعودة إلى “الداربي” ال45 بين فريقي مولودية وهران واتحاد سيدي بلعباس، نقف عند مستوى متوسط مع تميز تكتيكي عند الزوار الذين كانوا أحسن تنظيما في الشوط الأول، حيث انتهجوا خطة حذرة مع تصيد أخطاء الوهرانيين في الهجمات المرتدة التي كانوا يقومون بها تحت قيادة لاعب الوسط حميش ( أحسن لاعب في المباراة)، والذي بفضل مجهود فردي رائع مكن زميله بوخاري من فتح مجال التسجيل بواسطة كرة أرضية قوية، خادعت الحارس الشاب دحمان الذي عوض المحنك مزاير كما كان متوقعا، وكان ذلك في الدقيقة 37، وحميش نفسه ضيع الضربة القاضية عندما أهدر فرصة هدف ثان في الدقيقة 59، كانت ستقضي على آمال “الحمراوة” وأنصارهم لو تجسدت، وهذا التضييع هو الذي شجع المحليين على مضاعفة ضغطهم طوال الشوط الثاني، والذي توج بهدف التعديل بواسطة داغولو في د67، وجاء بعد فرصة سانحة جدا أبطلت مفعولها عارضة مرمى بن موسى التي تحالفت معه في هذا اللقاء، فنابت عنه في مرة أولى في صد كرة لاعب المولودية عواد بعد تنفيذه لخطأ مباشر في الدقيقة ال15، ليتأجل بعدها انتصار المولودية الوهرانية في بداية هذه البطولة الوطنية والتي تؤشر بصعوبة “الحمراوة” في التعامل معها.