يعود لاعبو اتحاد الجزائر اليوم إلى جو التدريبات بعد مرور يومين على الانتصار الذي حققوه أمام مولودية الجزائر في الجولة الثالثة من الرابطة الاحترافية الأولى، وقد انقلبت الأوضاع في نادي سوسطارة من التشاؤم إلى التفاؤل، ويحاول الجميع طي صفحة الفترة العصيبة التي عاشها المسيرون والطاقم الفني واللاعبون والأنصار أيضا في أعقاب التعثرين اللذين سجلهما زملاء سوقر في الجولتين الأوليين أمام شباب قسنطينة ومولودية العلمة، حيث تعادلوا مع الفريق الأول بملعب بولوغين وخسروا مع الثاني خارج قواعدهم. وكانت الصدمة قوية على أركان النادي وأوساطه الرياضية، إذ لا أحد كان يتوقع إخفاق الفريق في بداية المنافسة، وعاش المسيرون والطاقم الفني واللاعبون ضغطا رهيبا، إلى درجة أن إدارة النادي كانت على استعداد للتضحية بمدرب الفريق، قاموندي، الذي تعرض لانتقادات لاذعة، حيث أعاب عليه الجميع سوء خياراته التكتيكية والهفوات الكثيرة التي ارتكبها في كيفية تحديد التشكيلة الأساسية، ورأى الأنصار ان التقني الأرجنتيني لم يقدر المستوى الحقيقي لكثير من لاعبيه، وهو ما يفسر توزيعهم أمام السنافير والعلمة على مناصب لا تتجاوب مع إمكانياتهم الحقيقية على غرار كودري وبوشامة اللذين قلص من دورهما في وسط الميدان، وأيضا اللاعب الدولي الجديد الشافعي الذي اضطر إلى مطالبة مدربه بوضعه في محور الدفاع عوض اللعب على الجهة اليمنى منه، كما ان الخطة التكتيكية التي رسمها في الجولة الأولى والثانية لم تكن مجدية، وكان من الطبيعي وقوع تذمر كبير وسط الأنصار وحتى المسيرين الذين طلبوا من قاموندي إحداث تغييرات في التشكيلة الأساسية وفي منهجية اللعب، من شأنها بعث روح جديدة في الفريق، مثلما حدث بالفعل أمام مولودية الجزائر، حيث لعبت تشكيلة سوسطارة بكثير من الإرادة والعزيمة وقام كل لاعب بدوره على أحسن ما يرام، وتمثلت المفاجأة الكبيرة في إقحام الحارس الشاب منصوري مكان زميله الدولي محمد الأمين زماموش الذي يمر بفترة فراغ جعلته غير مستعد من الناحية المعنوية للمشاركة في الداربي العاصمي الذي برز فيه مستخلفه منصوري الذي منح، بفضل تدخلاته الموفقة أمام مهاجمي مولودية الجزائر، ثقة كبيرة لزملائه في الدفاع، وأكد أنه بوسع الطاقم الفني الاعتماد عليه في الجولات القادمة من المنافسة، كما لاحظ الجميع ان المهاجمين وبشكل خاص قاسمي استفادوا من دعم عناصر وسط الميدان، مما جعل الخطوط الثلاثة للفريق تلعب في انسجام كبير. الفوز على العميد جنب النادي الوقوع في أزمة حادة وأقرت الأسرة الرياضية للفريق، بأن الفوز على مولودية الجزائر جنب نادي سوسطارة الوقوع في أزمة حادة كانت ستقلص من حظوظ التشكيلة في الموسم الجديد. وأكدت مصادر قريبة من فريق اتحاد الجزائر، أن المدرب قاموندي يفكر في القيام بتغييرات كثيرة على تركيبة التشكيلة الأساسية، لا سيما وأن بعض عناصرها تأخرت لحد الآن عن تفجير طاقاتها، ولا شك ان الأمور ستتضح أكثر بمناسبة الجولة القادمة التي سيستقبل فيها اتحاد الجزائر شباب باتنة، إذ ان الفوز على هذا الأخير سيساعد لاعبيه على كسب الثقة بالنفس وتجاوز الصعوبات التي قد تعترضهم في المستقبل.