كان أنصار اتحاد الجزائر على حق لما قالوا أن الانتصار الذي حصل عليه فريقهم في الداربي العاصمي ضد مولودية الجزائر في الجولة الثالثة سيمنحه قوة إضافية وسيحرر اللاعبين من الارتباك بعد تسجيلهم تعثرين متتاليين في الجولتين الأوليين أمام شباب قسنطينة ( 0-0) و مولودية العلمة (3-2). وهاهي تشكيلة سوسطارة تضرب بقوة في الجولة الرابعة من البطولة، وأي رد فعل! حيث عادت من باتنة بانتصار عريض (3-0) حققته على حساب الشباب المحلي الذي أعادت معه الكرة، إذ فازت عليه بنفس الملعب في لقاء الذهاب من بطولة الموسم المنصرم، وقد أدرك العاصميون هذه المرة الضعف الكبير الذي يعاني منه الباتنيون منذ بداية المنافسة، ولم يفوتوا فرصة استغلال الفترة الصعبة التي يمر بها منافسهم للعودة بنتيجة إيجابية من هذا التنقل، الذي خصص له مدرب اتحاد الجزائر استراتيجية واضحة تمثلت في الاعتماد على الهجوم والظهور بفعالية كبيرة داخل منطقة الخصم، إذ أن الفرص الثلاث الحقيقية التي أتيحت لاتحاد الجزائر ترجمها إلى أهداف كل من سوقر(د 12) وقاسمي (د 74) و وعزة (د 90)، وعلق مدرب الفريق أنجل قاموندي على هذا الفوز الباهر بالقول : « ليس من السهل تحقيق انتصار خارج الديار أمام منافس باتني كان يبحث عن تسجيل نتيجة إيجابية بسبب غضب الأنصار الذي كان واقعا على لاعبيه، وقد كنا متخوفين من رد فعلهم، لكن مع مرور الوقت اكتشفنا أننا أقوى من تشكيلتهم وبادرنا بالهجوم بعد فترة ترقب قصيرة». ومن أجل الحفاظ على انسجام اللعب داخل فريقه، فضل التقني الأرجنتيني إقحام نفس التشكيلة التي واجهت العميد في الجولة الثالثة، مع إعطاء تعليمات صارمة لكل من جديات وسوقر وتجار لتقديم مساندة قوية لقلب الهجوم قاسمي، الذي يبدو أن اتحاد الجزائر وجد في شخصه الفعالية التي كان يبحث عنها. ولاحظ الجميع بقاء الحارس الشاب منصوري في مرمى الفريق للمرة الثانية على التوالي، وهو ما يؤكد رغبة الطاقم الفني في إحداث تنافس كبير بينه وبين زماموش يخدم بالدرجة الأولى مصلحة الفريق، وكان أنصار الإتحاد قد طلبوا من قاموندي قبل تنقل الفريق إلى بانتة القيام بتجديد ثقته في منصوري، لا سيما وأن زماموش يمر بفترة فراغ لا تسمح له باللعب بكامل إمكانياته المعنوية. ضبط التشكيلة المثالية ولا شك أن هذا الانتصار سيجعل اللاعبين يثقون أكثر فأكثر في إمكانياتهم التي لم يكتشفها بعد المدرب قاموندي، إذ ان هذا الأخير لا يزال في مرحلة البحث عن ملامح التشكيلة المفضلة التي يريد الارتكاز عليها في البطولة، لكن دون إغفال ضرورة تسيير التعداد بعقلانية من أجل تفادي إيقاعه في فترة فراغ أو إرهاق، لا سيما وأن الفريق تنتظره مواجهات في غاية الصعوبة، إذ سيلعب بعد الجولة القادمة التي يستقبل فيها أهلي برج بوعريريج، ضد كل من وفاق سطيف بملعب هذا الأخير وشبيبة القبائل ب 5 جويلية ثم يتنقل إلى ملعب أول نوفمبر بالمحمدية لمواجهة اتحاد الحراش، ولذلك يتعين على الطاقم الفني تسيير هذه الفترة بالشكل الذي يسمح لفريقه بتسجيل نتائج إيجابية تسمح له بالبقاء في أعلى الترتيب، ولا شك أن التنافس بين اللاعبين سيكون على أشده من أجل الظفر بمكانة في التشكيلة الأساسية، لا سيما وأن قاموندي تلقى تعليمات من إدارة النادي لكي يعمل تدريجيا على تشبيب تعداد الفريق من خلال الاعتماد من حين لآخر على عناصر من فئة الآمال، فالمسيرون يريدون ان يتم استغلال كل طاقات الفريق، لا سيما و ان اتحاد الجزائر معني بالكأس العربية التي سيدشن مشاركته فيها يوم 19 أكتوبر بمواجهة النادي الموريتاني أف سي تيفراغ زينة بملعب هذا الأخير.