انتقل إلى رحمة الله، أمس السبت، رئيس الجمهورية الأسبق الشاذلي بن جديد عن عمر يناهز ال83 سنة بالمستشفى العسكري محمد الصغير النقاش بعين النعجة (الجزائر) حسبما علم من عائلة الفقيد. وقد تدهورت الحالة الصحية للفقيد في الآونة الأخيرة، حيث أدخل إلى هذا المستشفي منذ أزيد من أسبوع أين خضع إلى العناية المركزة. وجاء في بيان النعي الذي أصدرته رئاسة الجمهورية، أمس، انه "لتمكين أفراد الأسلاك النظامية والمواطنين من إلقاء النظرة الأخيرة على الفقيد الراحل فإنه سيتم عرض جثمانه بقصر الشعب ابتداء من منتصف نهار اليوم 7 أكتوبر 2012". وسيتم مواراته الثرى غدا الاثنين (8 أكتوبر 2012) بعد صلاة الظهر بمربع الشهداء بمقبرة العالية. وخلص البيان إلى أنه بهذه المناسبة الأليمة قرر رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إعلان الحداد الوطني لمدة ثمانية (8) أيام عبر كامل أرجاء التراب الوطني ابتداء من يوم أمس السبت. ولد الراحل الشاذلي بن جديد في الفاتح جويلية 1929 بقرية السباع ببلدية بوثلجة التابعة لولاية الطارف وانخرط سنة 1954 في جبهة التحرير الوطني قبل أن يلتحق سنة بعد ذلك بجيش التحرير الوطني بالولاية الثانية (منطقة قسنطنية). وفي سنة 1956 أصبح الراحل الشاذلي بن جديد قائدا في ناحيته وبعدها نائب قائد منطقة سنة 1957 وقائد منطقة برتبة نقيب سنة 1958. كما انتقل لفترة وجيزة إلى القيادة العملياتية لمنطقة الشمال سنة 1961 ليعين عاما بعد ذلك قائدا للناحية العسكرية ال5 (قسنطينة) برتبة رائد. وبعد الاستقلال أي في سنة 1963 أوكلت له مهمة الإشراف على انسحاب القوات الفرنسية من تلك المنطقة قبل أن يتولى قيادة الناحية العسكرية الثانية (منطقة وهران) في ال4 جوان 1964. وقد كان الراحل بن جديد عضوا في مجلس الثورة في 19 جوان 1965 بعد الإطاحة بالرئيس احمد بن بلة. تولى في فيفري 1968 الإشراف عن انسحاب القوات الفرنسية من منطقة وهران لاسيما عملية الجلاء من مرسى الكبير لتتم ترقيته سنة بعد ذلك إلى رتبة عقيد. كلفه مجلس الثورة سنة 1978 خلال فترة مرض الراحل هواري بومدين بتولي تنسيق شؤون الدفاع الوطني. تم تعيينه في جانفي 1979 أمينا عاما لجبهة التحرير الوطني بعد المؤتمر ال4 ثم مرشحا للانتخابات الرئاسية ليتم انتخابه رئيسا للجمهورية في ال7 فيفري 1979 مع توليه منصب وزير الدفاع الوطني إلى غاية جويلية 1990 وهو التاريخ الذي تولى فيه هذا المنصب رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي العميد خالد نزار. أعيد انتخابه في منصب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في ديسمبر 1983 ليتم اختياره كمرشح لرئاسة الجمهورية من قبل المؤتمر ال5 لجبهة التحرير الوطني لعهدة ثانية. أعيد انتخابه كرئيس للجمهورية مرتين متتاليتين سنتي 1984 و1988. غداة أحداث أكتوبر 1988 قام الراحل الشاذلي بن جديد بإصلاحات سياسية مختلفة من بينها مراجعة الدستور الذي كرس التعددية الحزبية ابتداء من فيفري 1989. وفي جوان 1991 أعلن حالة الطوارئ في كامل التراب الوطني وقرر تأجيل الانتخابات التشريعية ل27 جوان من نفس السنة. بعد أن قام في ال4 جانفي 1992 بحل المجلس الشعبي الوطني تخلى الراحل الشاذلي بن جديد عن مسؤلياته مقدما استقالته في ال11 جانفي 1992 للمجلس الدستوري أمام كاميرات التلفزة الوطنية. وكان الراحل بن جديد خلال الفترة التي قضاها على رأس الدولة الجزائرية وراء إنشاء اتحاد المغرب العربي بعد لقاء جرى في زرالدة سنة 1989 بين قادة بلدان المغرب العربي.