أجمع مواطنو وجمعيات أحياء بلدية المرسى شرق العاصمة، على أن المجلس الشعبي البلدي الحالي أنجز عدة مشاريع تنموية كان قد وعد بها خلال بداية عهدته، إلا أنه - حسبهم - لم يتمكن من إنجاز بقية المشاريع المهمة، مشيرين أن العديد منها أنجز، لكن لم يتم فتحه أو تسليمه، وصرح سكان بلدية المرسى الذين التقتهم «المساء»، أن المجلس البلدي الحالي وُفّق نوعا ما في إنجاز عديد المشاريع التنموية التي سلمت وتم استغلالها.2 وفي هذا الصدد، ذكر هؤلاء أنه من بين هذه المشاريع التي جُسّدت على أرض الواقع، هو إنجاز مكتبة بلدية، حيث تم الشروع في بنائها منذ أكثر من 4 سنوات وانتهت الأشغال بها بنسبة 100 بالمائة، إلا أنها لم تفتح بعد لأسباب يجهلونها، مضيفين أنها ستزيل متاعب طلبة وتلاميذ المرسى من التنقل اليومي إلى البلديات المجاورة».كما تحدث هؤلاء عن إنجاز السوق الجوارية «درموش» التي تحتوي على 50 طاولة، وقالوا بخصوصها؛ إن الأشغال انتهت بها بنسبة 100 بالمائة، وبعض من محلاتها سلمت لأشخاص لايقطنون بالبلدية، وقد تساءلوا عن بقاء السوق الجوارية موصدة بالرغم من انتهاء الأشغال بها منذ مدة، الأمر الذي يحتم على سكان المنطقة التوجه إلى البلديات المجاورة من أجل اقتناء مستلزماتهم.
الشباب ينتظر تسليم 50 محلا تجاريا وتحدث ممثلو المجتمع المدني ببلدية المرسى أن البلدية باشرت إنجاز ال 100 محل تجاري لبرنامج رئيس الجمهورية، وأشاروا في هذا السياق، أنه تم إنجاز النصف منها، أي 50 محلا، متسائلين عن مصير النصف الآخر ومؤكدين أن شباب المنطقة أودع ملفات الاستفادة لدى المصلحة المختصة ببلدية المرسى، وأن المصالح المحلية أبلغتهم أنه يوجد 140 طلبا مقبولا بخصوصها، مشيرين إلى أنهم ينتظرون توزيعها على المستفيدين لمباشرة نشاطهم والقضاء على شبح البطالة. وأضاف محدثونا أنه من بين المشاريع التي وعد بها المجلس البلدي الحالي ونفذها؛ المؤسسات التربوية خاصة الابتدائيات، وقال في هذا الشأن ممثل عن إحدى الجمعيات بالمرسى «بوعلام. ج«؛ إنه تم إنجاز مدرسة جديدة بأحد الأحياء، مع تعبيد 3,5 كلم من الطرقات، كما تمّ تجديد قنوات الصرف الصحي وأنابيب المياه الصالحة للشرب بكل من حيي 20 أوت والوئام، مع توصيل الغاز الطبيعي لهذه الأحياء وتوسيع مكتبتي البلدية وبناء قاعة للاجتماعات، وكذا إنشاء ساحة للعب بحي 96 سكنا تساهميا، وتهيئة طريق سيدي سليمانبالمرسى على الجهة البحرية، مع تجديد الإنارة العمومية بحي محمد بوضياف والمرسي.وقد استحسن مواطنو المنطقة هذه المشاريع التي قام بإنجازها المجلس الشعبي البلدي، إلا أنهم أعربوا عن انتقادهم من جهة أخرى لعدم وفاء المجلس الحالي بوعوده بخصوص عدة مشاريع تنموية مهمة وتأخير العديد منها. وذكر سكان بلدية المرسى في حديثهم ل « المساء» أن عدة مشاريع طالبوا بإنجازها مرارا، إلا أنها لم تنجز، مضيفين أن المجلس قد وعد بإنجاز أخرى، إلا أنه لم يتمكن من ذلك. ومن ضمن المشاريع العالقة التي طالب بها السكان منذ مدة طويلة - يضيف هؤلاء - هو تهيئة المعلم التاريخي برج «تامنفوست» واسترسلوا قائلين؛ «نحن الشباب الذي نريد أن نعمل في موسم الاصطياف يهمنا هذا المعلم، وفي العديد من المرات يتحدث المجلس الحالي بتخصيص مبلغ مالي من أجل تهيئته وجعله أكثر استقطابا للسياح، وهو ما لم يتجسد لحد الآن.
400 عائلة محصاة تنتظر الترحيل وذكر محدثونا أن البلدية كانت قد برمجت ضمن مشاريعها إنجاز 200 سكن اجتماعي تساهمي، بناء مسمكة بميناء تامنفوست، تخصيص قطعة أرضية سياحية وروضة للأطفال بالبلدية، إلا أن هذه المشاريع - حسبهم - لم تنجز على أرض الواقع إلى يومنا هذا، بالإضافة إلى هذا، «لم يتم إنجاز نصف مجمع جواري رياضي ولم تستغل المرافق العامة الموجودة على مستوى ساحل تامنفوست». ويشير قاطنو بلدية المرسى أنهم كانوا ينتظرون بشغف بناء متوسطة جديدة وثانوية بطاقة استيعاب تقدر ب 1000 مقعد من أجل الحد من الاكتظاظ الحاصل بالثانويات المجاورة، والتي كان قد وعد بها المجلس البلدي الحالي، إلا أننا لم نر ذلك، فضلا عن عدم توفير النقل المدرسي بالأحياء النائية والمعزولة وعدم بناء مساحات خضراء ومرافق خاصة للعب الأطفال بحي محمد بوضياف، يقول محدثونا. من جهتهم قاطنو البيوت الهشة والسكنات الفوضوية والشاليهات، أعربوا عن قلقهم لعدم ترحيلهم إلى سكنات لائقة، وقال ممثل عن حي «الشعبة» السيد «حمزة. ب« إن مصالح البلدية أخبرتهم بأنها أحصت أكثر من 400 بيت قصديري بكل من حي ‘'درموش''، ‘'المحجرة'' و ‘'الشعبة'' وما يقارب ال 100 شاليه، ووعدتهم بترحيلهم إلى سكنات لائقة في إطار برنامج رئيس الجمهورية الرامي إلى القضاء النهائي على هذه السكنات، بعدما أصبحت تشوه المنظر العام للمدينة، لإعادة الصورة الحضرية للبلاد، مضيفا أنهم يقومون بجمع كل أغراضهم في كل مرة يسمعون بعملية ترحيلهم، إلا أنهم لازالوا ينتظرون الفرج ولم يطرأ عن رحيلهم أي جديد.
لم يطرأ أي جديد لحل أزمة النقل كما أجمع المجتمع المدني بالمرسى على أن النقل لا يزال يشكل هاجسا بالنسبة لهم، خاصة بالمناطق النائية والمعزولة، وقال ممثل عن جمعية حي جنبر «الطاهر. «أن هذا الحي يشهد نقصا حادا في وسائل النقل بسبب عزوف بعض سائقي حافلات النقل الجماعي الولوج إلى داخل الأحياء، لاسيما المسافرين المتوجهين إلى البلديات المجاورة؛ كعين طاية، برج البحري، تمنفوست، لابيروز والكاريار، الأمر الذي يحتم على القاطنين به التنقل مشيا على الأقدام لمسافة طويلة.وأضاف محدثنا أن عدة أحياء منعزلة بالبلدية لازالت تواجه مشكل النقل، على غرار أحياء مالفيو، قبة، زاوية سيدي الحاج مسعود، جنبر والكاريار، مشيرا إلى أنه في أوقات الذروة تمر حافلة واحدة على الساعة السابعة، وبعدها تتوقف الخدمة، حيث ينتظر المسافرون قرابة الساعة قدوم حافلة أخرى، وإن توقفت فإنها لاتسع للكم الهائل من المسافرين المنتظرين بالمحطة، ويضطر البعض منهم إلى المشي على الأقدام للوصول إلى المكان المقصود أو اقتناء سيارة أجرة أو سيارة «الكلوندستان». وأضاف هؤلاء أن أصحاب الحافلات لا يزالون يعتمدون على خط وحيد، وهو الخط الرابط بين بلدية عين طاية وقهوة الشرقي، مرورا بمختلف أحياء البلدية، مما جعله يشهد اضطرابا يوميا نتيجة تجاوزات الناقلين بعدم احترام خط النقل، وهو ما أثّر سلبا على حركة تنقل سكان المنطقة. كما لا زالت بعض الأحياء تنتظر تجسيد مشاريع تنموية، منها تهيئة وتزفيت الطرقات، توفير الإنارة العمومية والمياه الصالحة للشرب، تهيئة قنوات الصرف الصحي، رفع القمامات التي تنتشر ببعض الأحياء بشكل مذهل، على غرار حي البئر بتامنفوست، والذي لازال قاطنوه يلحون على تهيئته، وأضاف في هذا الشأن أحد قاطنيه أنهم يعيشون وضعية صعبة نتيجة تدفق المياه الملوثة، والتي حولت سكناتهم إلى مستنقع، فالغبار المتطاير على مستوى الحي والروائح الكريهة كذلك تحبس الأنفاس وجعلت هذه العائلات عرضة للأمراض الخطيرة.
بطاقة فنية لبلدية المرسى المرسى بلدية تابعة للدائرة الإدارية للدار البيضاء شرق ولاية الجزائر، تأسست في 1984 بعد التقسيم الإداري الجديد، وانفصلت عن عين طاية لتصبح بلدية قائمة بذاتها، وتعد بلدية المرسى من البلديات السياحية التي تحتّل موقعا استراتيجيا هاما، بحكم أنها تقع بين بلدية برج البحري من الجنوب، وبلدية عين طاية من الشرق، ومن الشمال والغرب تطل على البحر، وتبعد عن العاصمة بحوالي 30 كلم، حيث يبلغ عدد سكانها ما يقارب 11800 نسمة تتربع على مساحة تقدر ب 332 كيلومترا مربعا، وهي منطقة إستراتيجية تستحوذ على معلم أثري هام يتمثل في ‘'الحصن التركي'' الذي شيد في فترة الحكم العثماني في البلاد، واستغله بعد ذلك الرومان، ومرت بها حضارات متعاقبة إلى غاية دخول الاستعمار الفرنسي على البلاد، حيث قاموا باتخاذ هذا الحصن كبرج للمراقبة.