قال وزير السياحة التونسي إلياس الفخفاخ إن الاتفاق الموقع مع الجزائر سيسمح بدعم التعاون المشترك في عدد من المحاور، أهمها التكوين والترويج والاستثمار وكذا الشراكة في المجال السياحي، موضحا أن الطرفين اتفقا على إعداد منتجات سياحية مشتركة، لاسيما في الواحات وكذا مسلك القديس أوغسطين، مشيرا إلى وجود اهتمام صيني وكوري وياباني بمثل هذه المنتجات. وكانت الجزائروتونس فد وقعتا الأربعاء الماضي بمناسبة زيارة أداها الوزير التونسي إلى بلادنا لترؤس الوفد التونسي في اللجنة المشتركة في مجال التعاون السياحي يومي 10 و11 أكتوبر الجاري، اتفاقا يقضي بتمديد أجل برنامج العمل السياحي التنفيذي 2011-2013 إلى سنة 2015، وكذا تطوير التعاون الثنائي في مجال السياحة من خلال أربعة محاور هي: التكوين السياحي والتنشيط والترويج والاستثمار السياحي والتنظيم والتشريع. وعقب التوقيع، عقد الوزير التونسي ندوة صحفية حضرها أصحاب وكالات السياحة والأسفار الجزائريين، أشار فيها إلى أهمية تطوير برامج سياحية مشتركة بين البلدين، لاسيما وأن هناك طلبا آسياويا عليها، وقال إن الجزائر تملك مخزونا سياحيا هاما لدرجة أنه اعترف "عندما تستيقظ السياحة الجزائرية، فإن كل إفريقيا ستهتز". بالمقابل، تحدث الوزير عن تجربة تونس السياحية، التي تمتد لسنوات والتي يمكن توظيفها لتطوير منتجات مشتركة مع الجزائر، لاسيما في إطار السياحة الصحراوية والسياحة الدينية، حيث تدخل هذه المنتجات في لب الاستراتيجية التونسيةالجديدة (ما بعد الثورة)، التي تعتمد على تطوير أنواع أخرى من السياحة، خاصة في الجنوب، مع العلم أن السياحة الشاطئية تمثل 70 بالمائة من النشاط السياحي في هذا البلد. وإذ أقر أن السياحة بالجنوب التونسي تأثرت كثيرا بعد الثورة، حيث تراجعت في 2011 ب 60 بالمائة، فإنه اعتبر أن الوضع في تحسن بفضل التنسيق الأمني الجيد بين الجزائروتونس بالمنطقة الحدودية. كما نفى وجود تأثير سلبي للثورة على السياحة في تونس، وقال إنه لاتوجد أي نية للانغلاق، بل هناك رغبة في الانفتاح أكثر وعلى أسواق جديدة وبعيدة مثل الصين، فضلا عن ربط السياحة بالتنمية الداخلية، وقلل -في السياق- من خطر المد السلفي في تونس، دون أن ينكر وجود الظاهرة، مضيفا أن تونس ستتحدى لها وستفرض القانون، مشيرا إلى أن عدد السلفيين ببلاده لايتجاوز ال 1500 شخص. على الصعيد الثنائي، كشف الوزير التونسي أن 700 ألف سائح جزائري دخلوا تونس هذا العام من بين 5 ملايين سائح، ملاحظا أن العدد ارتفع كثيرا مقارنة ب 2011، رغم أنه لم يصل إلى المليون سائح، الذي شهدته سنة 2010، وأضاف أن 90 بالمائة منهم يدخلون التراب التونسي عبر البر، لذا اعتبر أنه من الضروري تحسين ظروف الاستقبال في الحدود، معترفا بأن عدة صعوبات مازالت مطروحة، لاسيما في منطقة العبور بملولة، حيث تنعدم هياكل استقبال ملائمة، كما تطول مدة الإجراءات الإدارية. ودعا -في السياق- الوكالات السياحية إلى تطوير ثقافة الحجز المبكر من أجل تفادي المشاكل، باعتبار أن 70 بالمائة من الجزائريين يحجزون في آخر لحظة ولايمرون على وكالات السفر، ومن المقرر -كما أضاف- أن تطلق حملة بداية العام القادم للتشجيع على البرمجة المسبقة للعطل. وأعلن -بالمناسبة- عن دراسة إعادة فتح الخط البحري بين الجزائروتونس، وكذا فتح خط السكة الحديدية بين البلدين، دون أن يحدد تاريخا لذلك، فضلا عن إنشاء شركة طيران، خاصة بأسعار تنافسية. وعن الوجهة الجزائرية، اعتبر أن الجزائر تملك مخزونا هاما، لكن لا يتم الترويج له، إضافة إلى نقص هياكل الاستقبال ولذا تحدث عن رغبة تونسية في الاستثمار داخل الجزائر، كما كشف عن تنظيم أسبوع ثقافي جزائري بتونس. من جانب آخر، أعرب الوزير، أول أمس، عن ارتياحه لنوعية التنسيق الأمني "الجيد" على الحدود الجزائرية-التونسية، وقال السيد الفخفاخ في تصريح صحفي عقب استقباله من قبل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية السيد عبد القادر مساهل "نحن مرتاحون من الجانبين لنوعية التنسيق الأمني الموجود لحماية الحدود، خاصة وأن قطاع السياحة مرتبط بالأمن". كما أضاف أنه تم خلال هذا اللقاء "تبادل الآراء حول الوضع الأمني، لا سيما على الحدود التونسيةالجزائرية وكذا الحدود التونسية الليبية وتطور الأوضاع من أجل أكثر تعاون وأكثر تنسيق بين البلدين لمعالجة المشاكل التي يمكن أن تواجهنا"، كما عبر السيد الفخفاخ عن أمله في "تفعيل" المشاريع التي تم التوقيع عليها. كما تحادث وزير الشباب والرياضة، السيد محمد تهمي، مع وزير السياحة التونسي، السيد الياس الفخفاخ، حول التعاون الجزائري-التونسي في مجال الشباب والرياضة، حسبما أفاد به بيان للوزارة. وأوضح البيان أن الوزيرين استعرضا خلال اللقاء وضع العلاقات الثنائية "المدعوة إلى التطور أكثر، لاسيما في مجال الشباب والرياضة"، وأضاف أن "الطرفين قاما خلال اللقاء باستكشاف عدة فرص هامة في إطار تعزيز هذه العلاقات في مجال سياحة الشباب والتبادل في إطار التجمعات الرياضية في البلدين".