تحت شعار “الجزائر في القلب”; يعتزم منظّمو المهرجان الدولي لموسيقى المالوف إنجاح الفعالية في دورتها السادسة، المزمع انطلاقها من 20 إلى 25 أكتوبر الجاري بالمسرح الجهوي لمدينة قسنطينة، من خلال برنامج ثري سيحضره ضيوف مرموقون من ست دول عربية. الاستمتاع هو سمة الطبعة السادسة للمهرجان الدولي لموسيقى المالوف في الحفلات المقررة كل سهرة، إذ سيكون الجمهور القسنطيني على موعد مع الفن الراقي والمتأصّل في جذور الموسيقى الجزائرية الكلاسيكية، باعتبار موسيقى المالوف الطابع الذي اشتهرت به مدينة قسنطينة، وهو نوع متفرّع عن الموسيقى العربية الأندلسية، وسيكرم الفنان الشيخ عبد الرشيد بوخويط في الحفل الافتتاحي عرفانا بعطائه الفني، كما سيتم تقديم عرض موسيقي للفنانين عباس ريغي وتواتي توفيق من قسنطينة، توفيق بن طيار من ميلة، رفاس سليم من عنابة، وسيستهل الجوق النسوي “أريج” من المملكة المغربية اليوم الأوّل من المشاركة الأجنبية في المهرجان. وأكّد محافظ المهرجان السيد جمال فوغالي ل«المساء”، أنّ الطبعة السادسة لهذه التظاهرة الدولية تزامنت هذه السنة وخمسينية استقلال الجزائر، وبالتالي ستتفاعل مع المناسبة. موضّحا أنّ الصوت النسوي سيكون في الواجهة تكريما لدوره أثناء الثورة التحريرية من خلال تأديته لأغنية المالوف والموشحات. فالإضافة إلى الفرقة النسوية “أريج” من المغرب، ستترجم مشاركة الفنانات لميس خوري من سوريا، نينة من لبنان وسنيا مبارك من تونس، التقدير الذي تحرص محافظة المهرجان على تقديمه للمرأة المبدعة، وتشارك من العراق فرقة “طيور دجلة”، وفرقة “ثلاثي الطرب الأصيل” من مصر. وبخصوص الفرق المحلية، ستشارك كل من فرقة بدر الدين بوشامة وجمعية القسنطينية للتراث الموسيقي، وفرقة الفن والأدب من البليدة، ويتخلل أيام المهرجان، تنظيم مجموعة من المعارض من قبل جمعية “جسور” للفنون والتراث الشعبي وجمعية “البهاء”، ويتعلّق الأمر بمعرض للفنون التشكيلية للفنان عمار علالوش، ومعرض للآلات الموسيقية، اللباس التقليدي القسنطيني، وكذا النحاس. وتعتبر الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية وريثة الموسيقى العربية، التي تعدّ بذاتها خلاصة للحضارات الشرقية القديمة، وبفضل احتكاك بلاد المغرب ببلاد الأندلس، عرفت الموسيقى مسارا خاصا بها إلى أن تحرّرت من المدرسة الكلاسيكية الشرقية، ونتج عنها منظومة من 24 نوبة، تمزج بين القواعد النظرية والرموز الميتافيزيقية، وكل نوبة تمثل ساعة من الزمن، لكن لم يبق منها سوى ست عشرة نوبة، أربع منها غير مكتملة في مدرسة الجزائر العاصمة، وكانت نوبات المالوف في البداية متأثرة بمدرسة اشبيليا ثم بعدها بالموسيقى العثمانية.