أفسدت سلوكات المواطنين بالعاصمة، المخطط الذي أعدته مؤسسة رفع النفايات المنزلية «ناتكوم» بمناسبة عيد الأضحى المبارك، للقضاء على النفايات في شكل دوريات استثنائية تعمل بالتناوب طيلة أيام العيد، حيث أكد مصدر من «ناتكوم» أن هذه الأخيرة عجزت عن إخفاء الديكور المنفر، بسبب عدم احترام المواطن لأوقات إخراج النفايات والرمي العشوائي للقمامة في أوقات مختلفة، حسبما أكده. أصبحت النفايات تشكل «ديكورا» يميز أحياء العاصمة، فأينما تولي وجهك تقابلك أكياس النفايات المنتشرة منها أنواع الروائح الكريهة، رغم العمل الجبار الذي تقوم به مؤسسة رفع النفايات المنزلية « ناتكوم» التي سطرت برنامجا استثنائيا خاصا بعيد الأضحى المبارك، ومارس الأعوان عملهم رغم الأمطار الطوفانية التي شهدتها العاصمة، لكن هذه المجهودات ذهبت مهب الريح بسبب غياب الحس المدني وعدم مبالاة المواطن الذي يرمي بفضلاته في أي مكان دون مراعاة الأماكن المخصصة لذلك، كما لا يخرج النفايات في الأوقات المطلوبة، مما يصعب من مهمة أعوان النظافة، الأمر الذي أكدته وحدات «ناتكوم» بالعاصمة ل «المساء». وأوضح مصدر مسؤول من وحدة « لاقلاسيار» ل «المساء»، أن مؤسسة رفع النفايات المنزلية أعدت برنامجا خاصا بعيد الأضحى وضاعفت عمل أعوان رفع النفايات والخرجات التي وصلت إلى أكثر من أربع مرات، انطلاقا من الساعة الرابعة صباحا إلى غاية الساعة الثامنة ليلا، كما ضاعفت «ناتكوم» أشغال تنظيف المساحات العمومية والمساجد والأماكن الخاصة بعملية «النحر»، في الوقت الذي حُدد بالنسبة للأسواق برنامج خاص يخص جمع النفايات وكنس وتنظيف كل الأسواق الشعبية التابعة إقليميا لعمل المؤسسة، لكن البرنامج خرج عن إطاره وفشل بسبب إهمال المواطن ولا مبالاته بنظافة الحي وعدم الاكتراث للمجهودات المقدمة من طرف المؤسسة التي يوجَّه لها أصبع الاتهام في كل مرة. وأضحت الصورة واحدة في أحياء العاصمة، على غرار بلديات باش جراح، الكاليتوس، برج الكيفان والمحمدية، حيث تحوّلت مختلف الحاويات التي نصبتها البلديات إلى أكوام من الفضلات المحروقة والمبعثرة في كل جوانب الحي، بسبب عمليات الحرق العشوائية التي تتعرض لها في كل ليلة، وترجع شهادات سكان الأحياء المعنية بالأمر إلى أن شاحنات رفع النفايات تزور الأحياء، لكن يوجد اختلاف بينها وبين المواطن فيما يخص الأوقات، لأن المواطن يستهلك كثيرا خصوصا أيام عيد الأضحى المبارك، ويخرج النفايات في أي وقت دون احترام برنامج «ناتكوم»، لكن بالمقابل يعتبر آخرون أن الأمر يتعلق بعدم قيام مؤسسة « ناتكوم « ومصالح البلدية بدورهم، موضحين أن المؤسسة تخرج في دورية واحدة في اليوم، وهي لا تكفي للقضاء على النفايات، ويقول أحد سكان بلدية «الكاليتوس إن وضعية المحيط تدهورت بشكل كبير، بعد أن غرق في النفايات العائلية التي شوهت مظهر الحي الخارجي ليبقى «الديكور» نفسه يطبع الحي حتى أيام العيد، غير أن مواطنا آخر من حي «الموز» بالمحمدية، كان أكثر حدة حينما حمّل مصالح البلدية مسؤولية انعدام النظافة على مستوى الحي، منتقدا دورها السلبي، في وقت تملك كامل الصلاحيات والوسائل للقضاء على مشكل انعدام النظافة.