التقى كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، السيد بلقاسم ساحلي، مساء يوم الخميس، في مانشيستر، بأعضاء الجالية الجزائرية المقيمة بالمملكة المتحدة. وسمح اللقاء المتبوع بنقاش جرى بحضور سفير الجزائر بالمملكة المتحدة السيد عمار عبة وقنصل الجزائربلندن السيدة دليلة سماح لأفراد الجالية الجزائرية المقيمة ببريطانيا بالتعبير عن انشغالاتهم. وقدم السيد ساحلي للحضور المتكون من تشكيلة واسعة من ممثلي الرعايا الجزائريين الذين ينشطون في مختلف القطاعات بمنطقة مانشيستر الإصلاحات السياسية والاقتصادية العميقة التي تشهدها البلاد وكذا الخطوط العريضة لبرنامج عمل الحكومة. كما استعرض مخطط العمل المكرس للجالية الوطنية بالخارج الذي يمثل أولوية بالنسبة للحكومة. في هذا الإطار ركز على تعميق وتكثيف الروابط المتعددة بين هذه الجالية وبلدها الأصلي، مؤكدا على ضرورة أن تنظم نفسها في جمعيات ناشطة وتمثيلية للدفاع عن مصالحها على الصعيد المحلي ولكي تتمكن كل تشكيلاتها من المشاركة في جهود التنمية الوطنية. واستعرض كاتب الدولة بعدها النشاطات التي سيباشرها مستقبلا لتجسيد مسار إنشاء المجلس الاستشاري للجالية الوطنية المقيمة بالخارج الذي قرره رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وأوضح أنه سيشكل الإطار الأمثل الذي من شأنه أن يوحد العلاقات المتعددة للجالية الوطنية مع البلد الأصلي في عديد المجالات. كما أصغى السيد ساحلي إلى الانشغالات التي عبر عنها المواطنون لاسيما فيما يتعلق بظروف الاستقبال على مستوى قنصلية لندن وتعليم اللغة الوطنية والنشاطات ذات الطابع الثقافي والوضع الخاص للجزائريين الموقوفين بالمملكة المتحدة وغلاء تذاكر الطائرة. وبشأن هذه النقاط أشار إلى الجهود المبذولة بالتعاون مع الدوائر الوزارية المعنية بغية التكفل بهذه الانشغالات. وصرح الوزير أن ظروف الاستقبال في قنصلية لندن توجد في صميم اهتماماته معلنا في هذا الإطار اقتناء عن قريب مقر قنصلي جديد سيعمل على تلبية طلبات أعضاء الجالية الجزائرية. وفيما يخص اللغة العربية، ذكر الوزير بوجود برنامج تعليمي على الانترنيت تم تطويره بالتعاون مع الديوان الوطني للتعليم عن بعد مقترحا الاطلاع عليه. وذكر السيد ساحلي المحادثات التي أجراها مع الوزير البريطاني المكلف بالهجرة السيد مارك هاربر حول عدد من المواضيع منها وضعية المعتقلين ووجوب احترام كرامتهم وحقوقهم في الطعن وكذا الجوانب المتعلقة بحياتهم العائلية في المملكة. وأوضح انه ألح أيضا على تحسين ظروف استقبال وإقامة الجزائريين في بريطانيا وقدم الخطوط العريضة لمشروع الاتفاق المتعلق بتسهيل تنقل الأشخاص بين البلدين الذي أدرجه الطرف الجزائري مؤخرا. وقد جدد أعضاء الجالية الوطنية بالإجماع تأكيدهم على تمسكهم الثابت ببلدهم واستعدادهم الكامل لخدمتةوالمساهمة بكل جدية في تطويره. وتمحور النقاش الذي تلى تدخل السيد ساحلي حول المشاكل الإدارية والبيروقراطية التي تشكو منها الجالية الجزائرية في بريطانيا. وقد عبر أغلبية المتدخلين عن الاختلالات والتباطوء الإداري وكذا أوقات فتح مكاتب القنصلية (التي تغلق على الساعة الثانية زوالا) وهي لا تلبي بذلك احتياجاتهم. كما انتقد الحاضرون خدمات شركة الخطوط الجوية الجزائرية من حيث الاستقبال وغلاء التذاكر واقترحوا فتح خط جوي بين مانشستر والجزائر العاصمة. وهي ملاحظات واقتراحات سجلها الوزير. وقد تردد موضوع تعليم اللغة العربية حسب البرنامج الوطني كثيرا في التدخلات حيث يشتكي الجزائريون المقيمون في بريطانيا من مشاكل تعلم أبنائهم اللغة العربية حيث يتردد اغلبهم على المدارس الأردنية واليمنية والسعودية. وعبر الجزائريون المقيمون في مانشستر عن ارتياحهم لهذا اللقاء الذي يعتبر الأول من نوعه في المدينة والذي سمح بإجراء حوار مثمر. وقالت نسيمة في الأربعين من عمرها وأم لطفلين ل(واج) أن “لقاءنا مع الوزير إيجابي ويعكس اهتمام الحكومة بالجزائريين في الخارج”. أما حسين متقاعد فقد اعتبر هذا اللقاء إيجابيا ولكنه تأسف لكون المشاكل الدارية أخذت حيزا كبيرا من المناقشة حيث كان يأمل لو دار الحديث حول مشروع عمل مع السلطات مثل إنشاء مركز ثقافي في المملكة المتحدة وتعليم اللغة العربية ومساهمة الكفاءات في التنمية الوطنية. (واج)