انتظرت تشكيلة مولودية وهران، الدقيقتين الأخيرتين من الوقت الأصلي لكي تكسب “الداربي” الذي جمعها بغريمها التقليدي وداد تلمسان، والفضل يعود بدرجة كبيرة إلى مدربها جمال بن شاذلي الذي أحسن توظيف لاعبيه الاحتياطيين، معتمدا على خبرته، حيث كان موفقا في إدخاله ابن يطو الذي وقع الهدف الوهراني الأول في الدقيقة ال89، وساوندانغو الذي مرر كرة الهدف الثاني لعواج في الدقيقة الأخيرة من اللقاء، لتكون المحصلة النهائية ثلاث نقاط غالية، وخروجا من دائرة المهددين بالسقوط لأول مرة منذ انطلاق البطولة، والأكثر تحقيق المدرب بن شاذلي هدفه الذي سطره عند مسكه للأمور الفنية للمولودية، ألا وهو بلوغ رصيد 14 نقطة عند إسدال الستار عن مرحلة الذهاب. وقد كان لقاء الغريمين العنيدين متكافئا على مدارالشوطين، وحتى في صنع الفرص، حيث ضيع كل طرف فرصتين جيدتين، بداية بوداد تلمسان الذي لم يحسن استغلال خطأين في المراقبة من قبل دفاع المولودية ليأخذ الأسبقية في الدقيقتين ال11 عن طريق طويل وبلغري في الدقيقة ال34، أما من جانب الوهرانيين، فضيع لهم بورزامة في الدقيقة 23 وعواج في الدقيقة 44، وكلتا الفرصتين جاءتا من قذفتين من خارج منطقة العمليات... ليتواصل مسلسل إهدار الفرص في الشوط الثاني، رغم انخفاض أداء المحليين الذين وجدوا في حماس جماهيرهم وتشجيعاتهم المتواصلة سندا ودفعا كبيرين، خاصة لما عاد أشبال المدرب عبد الكريم بن يلس للتهديد، بعدما أحكموا سيطرتهم على منطقة الوسط طيلة نصف ساعة الأولى من الشوط الثاني، غير أنهم ضاعوا في الوقت الذي كان مفروضا عليهم أن يبقوا أكثر تركيزا، أي في ربع الساعة الأخير، وذلك لنقص زادهم البدني، وخصوصا في الدقيقتين الأخيرتين من الوقت الأصلي، اللتين كانتا قاتلتين لآمال التلمسانيين في العودة بنقطة ثمينة، وبالتالي مواصلة سلسلة النتائج الإيجابية المسجلة منذ مجيء المدرب عبد الكريم بن يلس، والمتمثلة في خمس لقاءات دون هزيمة بما في ذلك مباراة الكأس. وبغض النظر عن فوز المولودية الوهرانية، فإن الفريقين بحاجة ماسة إلى تكثيف العمل لتحسين أدائهما وطبعا نتائجهما الفنية، ومدرباهما يؤكدان على ذلك، وسندهما وخلاصهما، حسبهما، هو تدعيم التشكيلتين في الميركاتو الشتوي، فجمال بن شاذلي وعكس بن يلس، أفصح عن حاجته لأربعة لاعبين، حارس مرمى، لاعبي وسط ومهاجم. أما عن الفوز فاعتبره مكافأة من اللاعبين لجهودهم هم أولا ولجمهورهم، ومهدئا للأمر داخل البيت الحمراوي، وضرب موعدا في مرحلة الإياب مع وجه مغاير للمولودية الوهرانية. ونفس الإصرار أبان عنه المدرب المحنك عبد الكريم بن يلس في تصريحه ل«المساء”، عندما وعد بالإبقاء على فريق وداد تلمسان في بطولة الرابطة الاحترافية الأولى، بعد أن يكون قد أعد كتيبته وصحح أخطاءها في فترة الراحة، وبدا متحسرا من الهزيمة لأن فريقه لا يستحقها، وأن “ الحمراوة” حالفهم الحظ لا أكثر ولا أقل، حسبه.