هو أحد الرموز الفنية المغربية في مجال الموسيقى والطرب الأندلسيين، هو نغمة منفردة تغريك بالإنصات إليها وإن لم تستوعب مضامين ما ينشد، فإنك تقف على طريقة الإنشاد المميزة، استطاع أن يحبب هذا النوع من الموسيقى إلى العامة وجعلها محبوبة لدى شرائح كثيرة من الشعب العربي، إنه الفنان المغربي الكبير محمد باجدوب الذي التقته ”المساء” ونقلت لكم هذا الحوار... الفنان باجدوب معروف ولكن هل لنا أن نتعرف عليك أكثر؟ محمد باجدوب: من مواليد 1945 بمدينة آسفي المغربية، هو العبد الضعيف والعبد المتواضع لا يطمع إلا في حسن الخاتمة وفي رضى الجمهور الجزائري والعربي، وأتمنى أن أكون عند حسن الظن، ونخدم الفن الروحي الصافي الذي لا محاد لنا عنه، هذا هو الذي يجب أن يعتني به الشباب، لأن الناس ملت من الصخب والأغاني الرديئة، والآن سيرجعون لتغذية الروح، وهذا لن يكون إلا عن طريق الفن الصوفي الذي نتمنى له التطور والديمومة، كما أتمنى من الجميع أن يعتني كثيرا به، لأني كنت مغرما بهذا الفن الأصيل وبالزاوية والصوفية والرجوع إلى الأصل، وأتمنى أن تكون الانطلاقة من الشباب لاكتشاف الصوفية، وأتمنى أن تكون الانطلاقة هنا من سطيفالمدينة الطيبة وأتمنى أن تكون بادرة خير لذلك.
كلمة عن المهرجان في طبعته الثانية؟ بصراحة لم أكن أتوقع أن أجد هذه الأهمية وكل هذا التنظيم والحضور الكثيف والجماهير الغفيرة، بالإضافة إلى حفاوة الاستقبال، وأتمنى لهم التوفيق وأقول لهم سيروا على الدرب فمن سار على الدرب وصل.
هل هذه أول مشاركة لك في سطيف؟ نعم، هذه هي أول مشاركة لي في المهرجان بمدينة سطيف الجميلة، ولكن ليست هذه أول مرة أزور فيها الجزائر، لأنه عندما تكون الدعوة من الجزائر لا أتكلم ولا أناقش، تربطني علاقة جيدة بالجزائر الحبيبة وبأصدقائي فيها، وأكون جد سعيد حين أزورها.
هل ترى بأن الإعلام في مستوى تطلعات الفرق الإنشادية في هذه الفترة في الدول العربية؟ الإعلام يقوم بما يجب، ولكن حبذا لو يزيد أكثر لأنه بلا إعلام لا يمكن أن نصل إلى ما وصلنا إليه ولا يمكننا إظهار المادة الروحية الصوفية لما هي عليه الآن والإعلام تقع على كاهله مسؤولية إيصال هذه المادة للشباب، خاصة وأن هناك من يقول أن الصوفية بدعة وخرافات، وأنا شخصيا أؤكد أنه لا توجد أية بدعة، نحن نجتمع لذكر الله والتسبيح له كثيرا، والدليل هو الحضور المكثف للعائلات وامتلاء الحجرات والناس تستمع للأناشيد والكلمات الراقية، وأتمنى في الأيام القادمة أن نلتقي مجددا ونرى تطورا ملحوظا وكبيرا للصوفية، حينها يتراجع الكثيرون عن أحكامهم حولها.
كلمة أخيرة... العبارات قليلة للجمهور الجزائري ومهما قلت لن أعطيه حقه من الحديث، وبمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، لا يسعني إلى أن أشكر الجمهور الغفير بولاية سطيف على وجه الخصوص، كما أتوجه بشكري الكبير للشعب الجزائري الشقيق ومن بعدها الشكر للمسؤولين وكل الفنانين والمنشدين الجزائريين، كما أحيي كل شاب يعشق سماع الأناشيد الصوفية في الجزائر، وأشكركم على هذه الالتفاتة التي تدل على أننا في الطريق الصحيح.