تحتضن جوهرة المغرب العربي، فعاليات مهرجان موسيقى الحوزي في طبعته الأولى هذه الأيام، والذي يحمل في طياته تكريم عميد الأغنية الحوزية الشيخ الغافور، ويعتبر هذا المهرجان الذي ستشارك فيه مجموعة من الجمعيات الرائدة في الميدان، على غرار”المطربية” للبليدة، ”النهضة” من وهران، ”المقديرية” لمعسكر، ”الجزيرة” للجزائر العاصمة، ”الأصالة” و«الموحدية” لندرومة، فرصة لتعريف الجمهور وخاصة الشباب بهذا الإبداع الخالص، علما أن الجمعيات المشاركة استطاعت أن تقدم هذا الفن التقليدي القائم بذاته بشكل مميز، ويعتبر الحوزي من الفنون الشفهية المنقولة، وقد رأى النور في مدينة تلمسان، ويعتبر امتدادا للزجل الأندلسي الذي استلهم من الشعر العامي، وهو من الألوان الغنائية التي تعكس ثقافة الشعب الجزائري، على اختلاف المناطق التي يوجد بها. وتقام مثل هذه المهرجانات حفاظ على هذا الفن وإخوته من الاندثار أو الدخول في بوابة كان، وكذا لحمايته من عمليات السطو التي طالت كل الفنون، حيث يطل في كل مرة مغن من بلاد أو مكان ما ليقدم أغنية من التراث الجزائري على أنها من إبداعه الخاص، ولأنها وليدة التراث والجمال، تحصد النجاح الهائل الذي يحسب له في ظل عدم حفظها وصيانتها في السجل التراثي ليسلب إرث الأجداد، إلى جانب تفعيل هذه المهرجانات، حفاظا عليها من النسيان واعترافا بأعمال الكبار الذين صعبوا بالفعل المهمة على جيل هذه الأيام ممن يبحثون عن الموجود للاعتراف به. والجدير بالذكر، أن من شيوخ هذا الفن الأصيل نجد؛ ابن التريكي، ابن مسايب وبن سهلة.