اتفق المتعاملون الاقتصاديون الجزائريون ونظراءهم الايطاليين على تنظيم منتدى أعمال مرة كل سنة بالتناوب في الجزائر وإيطاليا حسبما أكده مساء الأربعاء الماضي رئيس منتدى رؤساء المؤسسات السيد رضا حمياني والمدير العام لفرع أسفريكا/ميديترانيو لمنظمة أرباب العمل الايطالية السيد بيير لوجي داغاتا. وأضاف السيد حمياني الذي قاد وفد المتعاملين الإقتصاديين الجزائريين في منتدى الأعمال الجزائري الإيطالي المنعقد بروما، أن الطرفين اتفقا على تنظيم لقاء مرة في السنة بالجزائر وإيطاليا خلال الفصل الأول للسنة، من أجل إعطاء “مضمون ملموس” للشراكة الإقتصادية بين البلدين. وأكد عقب العرض الذي قدمه أمام المتعاملين الإقتصاديين الإيطاليين “الإهتمام الكبير” الذي تم إبداؤه اتجاه السوق الجزائرية التي “تفتح آفاقا كبيرة” بالنسبة للمؤسسات الإيطالية. وأشار في ذات السياق، إلى أن الطرفين اتفقا على وضع بواباتهما الالكترونية تحت تصرف مقاولي البلدين من أجل تسهيل التبادلات، مع احتمال عقد شراكات في مختلف القطاعات. وحسب السيد حمياني، فأن اهتمام المتعاملين الاقتصاديين تجلى أيضا خلال لقاءات “الأعمال” بين المهنيين التي دامت قرابة خمس ساعات في حين لم تكن تدوم طويلا في السابق. ولدى تطرقه إلى الاتفاق الخاص بالزيارات المبرمة بهذه المناسبة، أوضح السيد داغاتا أن تنظيم منتدى الأعمال بين الطرفين سيسمح ب«إطلاق مشاريع شراكة بين البلدين في شتى المجالات”، موضحا أن السوق الجزائرية تمثل “فرص هامة”بالنسبة للمؤسسات الإيطالية، لاسيما في الصناعات التحويلية والصناعة الغذائية بالنظر إلى كون الجزائر مستورد هام للمواد الغذائية. وفي معرض حديثه عن لقاء الأعمال الذي وصفه ب"الهام جدا”، أوضح السيد داغاتا أنه جاء في الوقت الملائم لبعث الحوار بين الطرفين في إطار عقد قمة رفيعة المستوى بين البلدين بالجزائر. وذكر السيد داغاتا بأن البلدين قرّرا في البيان الختامي للقمة، تكثيف الشراكة بين مؤسسات البلدين في مختلف المجالات، وأعلن أن المتعاملين الجزائريين ومنظمة أرباب العمل الإيطالية وقعوا خلال الاجتماع على”اتفاق تعاون” لبعث مشاريع شراكة في مختلف القطاعات، مشيرا إلى أن فرص الاستثمار بالنسبة للمؤسسات الإيطالية في الجزائر من شأنها بعث التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلدين. واعتبر في هذا الإطار، أن”الجزائر المستقرة سياسيا تتوفر على سوق تثير اهتمام المؤسسات الإيطالية، لاسيما في سياق الأزمة الاقتصادية الحالية”، مشيرا إلى أن “التعاون بين البلدين الذي كان مقتصرا لحد الآن على المؤسسات الكبرى لاسيما في قطاع الطاقة، سيمتد من الآن فصاعدا إلى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة”. وبالموازاة مع منتدى الأعمال الجزائري-الإيطالي، نظم بمقر سفارة الجزائر بروما يوم دراسي جمع الممثلين الدبلوماسيين الجزائريين ومسؤولي ايكو-بولدينغ (مجمع شركات إيطالية في الجزائر (وهران) ولابانكا فينيتو والجمعية المهنية للصناعيين الإيطاليين (المؤسسات والصناعات الصغيرة والمتوسطة) لمنطقة فيتشانزا، تم خلالها توضيح الامتيازات التي يوفرها التشريع الجزائري للمقاولين الأجانب. وأشار مصدر دبلوماسي جزائري في إيطاليا، إلى أن هذا اليوم الدراسي مكن المسؤولين المعنيين من التعرف على فرص الشراكة التي توفرها السوق الجزائرية ومزايا هذه السوق في بلد “مستقر سياسيا”. واتفق الطرف الإيطالي مع الممثلية الدبلوماسية الجزائرية في إيطاليا، على تنظيم بعثات تفقد إلى الجزائر من أجل تفعيل التعاون الاقتصادي في مختلف القطاعات.