نسجت مسرحية “الجميلات” للمخرجة صونيا، خيوطا ناعمة نعومة النساء الجزائريات الجميلات والعاشقات لوطنهن، لتكريم المجاهدات والمناضلات اللواتي وقفن مثلما وقف الرجال في وجه الاحتلال الفرنسي، عبر نص نجاة طيبوني الذي جاء ملحميا يسرد جزءا من تاريخ المقاومة الوطنية إبان الثورة التحريرية. بحضور وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي وثلة من المجاهدات، عرضت مسرحية “الجميلات” أول أمس بالمسرح الوطني الجزائري، والعمل من إنتاج المسرح الجهوي عز الدين مجوبي بعنابة وأخرجتها سكينة مكيو المعروفة في الوسط الفني باسم صونيا عن نص لنجاة طيبوني، حيث يندرج العرض في إطار الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس وتأميم المسرح الوطني. تعد مسرحية “الجميلات” تكريما لجميع النساء اللواتي كافحن ضد الاحتلال الفرنسي إبان ثورة التحرير، وسمحت هذه المسرحية التي استغرقت 75 دقيقة للجمهور اكتشاف الحس الوطني والنضالي للمجاهدات اللواتي كرسن حياتهن للدفاع عن القضية الوطنية والتخلص من ظلم الاستعمار الفرنسي، وبخصوص العرض قالت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي أن مسرحية “جميلات” تترجم حجم وعي جيل الاستقلال بكل تضحيات المناضلات الجزائريات من جيل أمهات وجدات الممثلات والمخرجة وكاتبة نص المسرحية. وأعربت الوزيرة عن فخرها وسعادتها بهذا الجيل من الفنانات المسرحيات الذي ينبئ بأن مستقبل الجزائر بخير. وتتقاسم أدوار التمثيل فيها كل من ليندا سلام، ليديا لعريني، رجاء هواري، أمال مخلوف، ومونى بن سلطان، وتدور أحداث العمل المسرحي بسجن سركاجي في أواخر 1961، حيث تتواجد خمس سجينات يطرحن قضية وطن في لحظة ذاكرة لآلامهن وبطولاتهن وأحلامهن وعظمتهن، في أسلوب ملحمي مبالغ فيه، بحيث لم يخرج من قالب سرد التاريخ بطريقة مباشرة، كما طغى على النص عاطفة جياشة تأثر لها الحضور ولا سيما المجاهدات الحاضرات. وتسلط مسرحية “الجميلات” الضوء على جميلات الجزائر اللواتي عشقن الوطن، ولأجله اخترن النضال والتضحية لتحيا الجزائر، ويقف وقفة عرفان لكل جزائرية تصدّت من موقعها للاستعمار ولكل شهيدة أسقت بدمها الطاهر أرض الأبطال وأيضا لكل مناضلة ذاقت العذاب وحكم عليها بالإعدام أو بالسجن المؤبد، حيث تقول نجاة طيبوني في مقطع من مسرحيتها “رجال ونساء ضحوا من أجل هذا الوطن العزيز، فاطمة نسومر قادت رجال في ساحة الفداء وعلي لابوانت لم يقل لحسيبة أنت امرأة ليس لك الحق في الاستشهاد، والمستعمر حين حكم بالإعدام لم يفرّق بين الرجل والمرأة”. من جانبها، صرحت المخرجة صونيا أن العرض لم يتحمل وضع طرف المحتل في الموضوع واكتفى بدعامة بسيطة لتوضيح الضغط الفرنسي على السجينات. وأشارت، أن همها الوحيد في المسرحية هو عرض حال مجموعة من المناضلات اسمهن جميلة يروين معانتهن وأمنياتهن في زنزانتهن، وأردفت تعرب عن إعجابها بالنص من حيث الأشعار والالتزام الذي يحمله.