أشرف أمس، الدكتور محمد دكاكان الخبير في السلامة الأمنية، على ندوة السلامة المهنية التي ينظمها الديوان الوطني لتطوير التكوين المتواصل وترقيته لمدينة الرويبة. تهدف الندوة التي تقام على مدار يومين إلى نشر ثقافة السلامة المهنية بين العاملين وتأمين بيئة عمل سليمة وتهيئة الظروف التي تجعل من أماكن العمل بيئة خالية من الحوادث، بما يساهم في توفير الأمان وانعدام التعرض للإصابة وذلك في الظروف التي تشكل خطورة على العاملين والاقتصاد الوطني عامة. وكشف الدكتور محمد دكاكان ل«المساء" على هامش الملتقى، أن هذا الأخير ينعقد بعد التطورات الخطيرة التي عرفها المشهد الأمني من اعتداء إرهابي على منشأة الغاز بإن أمناس، وبالتالي ضرب المصالح الاقتصادية للبلد وزعزعة صورة الجزائر ككل "ولذلك ارتأينا، أنّه من المهم جدا إطلاق سلسلة من الملتقيات حول موضوع السلامة الأمنية الداخلية بالمؤسسات بكامل التراب الوطني، تهدف لرسكلة القائمين على الأمن الداخلي للعامل الذي نعتبره غاية في الأهمية، مع الحرص المستمر على الاهتمام بتدريب العنصر البشري والارتقاء بأدائه في هذا التخصص، لمواكبة التقدم السريع فيما يتعلق بصناعة السلامة الداخلية للمؤسسات".ويعتبر الخبير في السلامة الأمنية، أن "تحسيس الفاعلين في مجال السلامة الداخلية حول هذا النشاط مهم جدا، فقد تم تجاهله منذ سنوات، بل تم تكليف جهات غير متخصصة للإشراف عليه، ناهيك عن الفراغ القانوني المُسير لهذا الملف. هنا أشير إلى أن القوانين المسيرة للأمن والسلامة المهنية داخل المؤسسات قد تمت صياغتها في التسعينيات وهي حاليا تحتاج لإعادة نظر سريعة وحقيقية حتى تتماشى مع المستجدات الحالية في ذات المجال". وصرح الدكتور، بأن الندوة تأتى في إطار الاهتمام بتنمية مهارات الموارد البشرية باعتبارها العامل الاساسى في الإنتاج وعصب الاقتصاد.وقال "إننا حاليا لا نقلل من أداء أي جهة قائمة على السلامة المهنية لأي مؤسسة، وإنما نشدد على أننا هنا لنقل خبراتنا في مجال الأمن والسلامة الداخلية التي اكتسبناها على مدار عديد السنوات داخل الوطن وخارجه".ودعا الخبير في معرض مداخلته أمام المشاركين في الملتقى والذين يمثلون مؤسسات للسلامة الأمنية لمختلف أرجاء الوطن، إلى "إيلاء الأهمية القصوى في إسناد إدارة أنظمة الأمن والسلامة المهنية للجهة المخولة بذلك، مع أهمية تغيير الذهنيات حول أعوان الأمن، الذين يثبت الميدان أحيانا أن لا علاقة لهم بالأمن وإنما وضعوا بتلك الأماكن الحساسة على أساس المحاباة في التشغيل". موضحا أن الأمن والسلامة المهنية يرتبطان بكل مجالات الحياة لأهميتهما البالغة في حماية الأرواح والممتلكات والاقتصاد، لذلك لا بد من إرساء برامج حماية أمنية حقيقية تقوم على أساس دراسات معمقة مسبقة تؤسس لقواعد الوعي الوقائي، وبيان التعليمات الأمنية الحقيقية المواكبة لتطورات العصر في هذا المجال.