أصبح من الصعب الدخول إلى محطة نقل المسافرين بالشراقة، إذ تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى حلبة مصارعة بين أصحاب الحافلات والمسافرين الذين كثيرا ما يشتكون من التجاوزات الخطيرة، بينما أبدى الناقلون انتقادهم أيضا لوضعية الأرضية التي تحولت إلى حفر ومطبات تسببت في أعطاب لمركباتهم التي تشهد هي الأخرى وضعيات غير لائقة. وفي الوقت الذي يتقاذف المسافرون والناقلون الاتهامات، لا تزال مديرية النقل لولاية الجزائر تقف موقف المتفرج، رغم النداءات المتكررة. عند دخولك إلى المحطة، تلفت انتباهك الحفر والمطبات المتواجدة بكل ركن منها، حيث تملأها أحيانا مياه الأمطار الراكدة الممزوجة بالأوحال عند تساقط الأمطار، أما صيفا، فيتطاير منها الغبار والحصى، رغم أنها تعد محورا استراتيجيا هاما نحو مختلف بلديات العاصمة. حفر ومطبات في انتظار تحرّك الوصاية والسلطات وقد أبدى العديد من الناقلين الذين حاورناهم، قلقهم إزاء هذه الوضعية الحرجة، مبدين أسفهم بسبب تجاهل السلطات المعنية وعدم تهيئة هذه المحطة، وفي هذا الصدد، قال صاحب حافلة متوجهة من الشراقة نحو باب الوادي: ”نحن نواجه مشاكل اهتراء هذه المحطة التي لم تعرف أية عملية تهيئة ولا ترميم منذ سنوات طوال، مركباتنا تكاد تتحطم من الحفر والمطبات”، وأكد محدثنا أن المديرية الوصية لم تفتح أبواب الحوار مع الناقلين، رغم المراسلات المتكررة. أما صاحب حافلة تضمن النقل نحو بن عكنون، فأشار إلى أن العمل بالمحطة لم يعد سهلا، قائلا: ”نحن نجازف بحياتنا وحياة المسافرين، فمركباتنا تدهورت كثيرا في مدة وجيزة جدا بسبب هذه الحفر، ونحن نريد تفسيرا لصمت مديرية النقل والسلطات المحلية التي وعدت بالتكفل بانشغالات المواطنين دون تجسيد في الواقع. حافلات ”هرمة” تحتل خط تافورة الملفت للانتباه بمحطة الشراقة، حافلات هرمة تعود لسنوات الثمانينات، أصبحت غير صالحة للسير، متجهة نحو محطة تافورة، هذه الحافلات أصبحت ملجأ العديد من المسافرين الذين لا يجدون بديلا عنها، باعتبارها تقلهم من الشراقة إلى وسط العاصمة مباشرة، أصبحت تشكل خطرا حقيقيا عليهم، لأن مدة صلاحيتها انتهى منذ سنوات، حتى أن السلطات المعنية سبق وأن وعدت بتوقيفها عن العمل لما قد تشكله من خطر على حياة المسافرين من جهة، وتكون سببا في تلوث البيئة أيضا، لكن هذه القرارات لم تجد طريقها نحو التجسيد، وقال لنا أحد المسافرين المتجهين نحو تافورة؛ ”نقضي تقريبا ساعتين قبل الوصول إلى وسط العاصمة في هذه الحافلات الهرمة التي أصبحت غير قادرة على استيعاب العدد الهائل من المسافرين، نظرا لهشاشتها، بالإضافة إلى بُعد المسافة وعدم قدرة الحافلة على السير. ويضيف آخر بأن النوافذ والكراسي غير مهيأة، مما يجعل المسافرين يضطرون إلى الوقوف لساعات قبل الوصول إلى المحطة، دون الحديث عن تجاوزات السائقين التي غالبا ما تنتهي باعتداءات، أما آخرون، فيضطرون إلى اقتناء الحافلات المتجهة نحو شوفالي، ثم اقتناء حافلات أخرى نحو وسط العاصمة، تجنبا لضياع الوقت في حافلات هرمة لا تقوى على السير”، أما المسافرون المتجهون نحو منطقة عين البنيان أو شوفالي، فهم يواجهون صعوبات الأمرين قبل ركوب الحافلات، نظرا لارتفاع عدد المسافرين، رغم توفر الحافلات، إلا أنها أصبحت غير قادرة على استيعاب المتجهين نحو هذه المنطقة، فيضطرهم الأمر إلى التدافع للحصول على مقعد بالحافلة، مما يتسبب في حدوث العديد من المشادات والمناوشات الكلامية. زيادات عشوائية وغياب للرقابة ينتقد المسافرون تلك الزيادات العشوائية الخارجة عن نطاق القانون، والتي يقرها الناقلون في مناسبات دون سابق إنذار، بينما يضطرون هم المسافرون إلى دفعها في كل مرة، وقال أحد المسافرين؛ ”لقد اهترأت جيوبنا من الزيادات، ففي كل مرة نُرغم على دفع زيادات تصل ما بين 5 أو 10 دنانير، والغريب في الأمر أن هذه الزيادات غير معلن عنها من قبل المديرية ولا الوزارة، لكن يقوم الناقلون بتعليق أوراق تسجّل بها الزيادات، مرفقة بختم من المديرية، نجهل فعلا الجهة الحقيقية التي منحتهم هذا الحق”، يقول محدثنا ويتساءل العديد من المسافرين عن الدور المنوط لمديرية النقل لولاية العاصمة، التي لا زالت تلتزم الصمت، رغم النداءات المتكررة.