اعترف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، السيد عبد العزيز زياري، أمس الأحد، بالجزائر العاصمة، بأن ”المواطن لا زال غير مقتنع بالخدمات الصحية المقدمة له رغم المجهودات المبذولة من قبل الدولة لتحسين القطاع”، في وقت أشار فيه مدراء الصحة إلى النقص الفادح في الموارد البشرية المسجل بهذا القطاع الحساس بالعديد من ولايات الوطن. وأكد السيد زياري خلال إشرافه على اللقاء الوطني التقييمي لمدراء الصحة على ضرورة البحث عن طرق كفيلة بتحسين استقبال المواطن والسهر على صحته في جميع المراكز الصحية والمؤسسات الاستشفائية. وأوضح خلال هذا اللقاء الأول من نوعه بعد توليه حقيبة الصحة أن البرامج الجهوية هي جزء لايتجزأ من السياسة الوطنية للصحة حاثا على ضرورة تطبيق البرامج الصحية بنفس الطريقة بكل الولايات. وفيما يتعلق باهتمام مدراء الصحة بالورشات والمشاريع الخاصة بالقطاع على حساب الخدمات الصحية، أكد المسؤول الأول عن القطاع أن مدير الصحة ”ليس رئيس ورشة” وعليه أن يتكفل باهتمامات المواطن قبل كل شىء مشيرا إلى التفكير في عدم إلزامه بهذه المهمة. وركز السيد زياري بالمناسبة في تقييم مدراء الصحة على متابعة البرامج الصحية والمشاريع المنجزة والتي هي في طريق الانجاز خاصة تلك التي تدخل في إطار برنامج رئيس الجمهورية. وأكد في نفس السياق على تسخير الدولة لكل الوسائل المادية والضرورية بغية تحسين القطاع وتقريب الصحة من المواطن. وبخصوص استدراك النقص المسجل في الأطباء الأخصائيين قال السيد زياري بأنه بصدد وضع خارطة صحية بغية تغطية شاملة، مؤكدا على إعطاء الأولوية لمناطق الجنوب والهضاب العليا. وشدد على ضرورة تطبيق البرامج الوطنية الوقائية بما فيها صحة الأم والطفل ومكافحة الأمراض غير المعدية، مؤكدا على تحسين الخدمات ونوعية التكفل بالمريض. ولدى تطرقه إلى الدور الذي يجب أن يلعبه القطاع الخاص والذي يجب أن يكون مكملا للقطاع العمومي، أكد السيد زياري على دور مفتشي الوزارة للسهر على خضوع العيادات الخاصة إلى القوانين التي تسير القطاع. ومن جهة أخرى، تطرق مدراء الصحة بعدة ولايات على غرار سطيفومستغانم وبرج بوعريريج وسكيكدة ووهران في أشغال هذا اللقاء إلى النقص الكبير المسجل في الأطباء في بعض الاختصاصات كطب النساء والتوليد والتكفل بالكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم.. مرجعين سبب ذلك إلى طلبات التحويل في وسط السلك الطبي التي أثرت على توازن الخدمة بالاضافة إلى قلة التأطير بالنسبة للسلك الاداري. وأشار مدير الصحة لولاية مستغانم السيد علي خير الدين إلى أن الخدمة الصحية المتخصصة بقطاعه ترتكز بنسبة 63 بالمائة بمقر الولاية مما يحرم بقية المناطق النائية من هذه الاختصاصات والتي تحاول الولاية استدراكها من خلال الفرق الطبية المتنقلة. كما ركزت، من جهتها، مديرة الصحة لولاية برج بوعريرج السيدة دليلة زغلاش على ضرورة وضع خارطة صحية تستجيب لاحتياجات المنطقة مع إدراج خدمات القطاع الخاص تكملة للقطاع العمومي. ومن جهة أخرى، أشار مديرا الصحة لولايتي سكيكدة ووهران على التوالي السيدان محمد ناصر دعماش وعبد القادر قصاب إلى ضرورة تعزيز الولايتين بالقابلات والأطباء المختصين في الأمراض التنفسية والصدرية.