اعترف الرئيس الزيمبابوي المنتهية عهدته روبرت موغابي أمس، بهزيمته في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية وذلك لأول مرة منذ إجراء الانتخابات العامة يوم 29 مارس الماضي والتي تسببت في خلق أزمة سياسية حادة في البلاد. وتزامن اعتراف موغابي مع تحديد اللجنة الانتخابية العليا لموعد الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية بيوم 27 جوان القادم من جهة، وعودة خصمه العنيد زعيم المعارضة مورغان تسفانغيراي إلى البلاد بعد أكثر من شهر قضاه في الخارج. وأقر الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي، بأن خسارته في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت في البلاد في 29 من شهر مارس الماضي بأنها كانت خسارة كارثية. وجاء اعتراف الرئيس موغابي بهزيمته خلال الاجتماع الاستثنائي للجنة المركزية لحزب الاتحاد الوطني الإفريقي لزيمبابوي الحاكم، وقال أنه بالرغم من أن نتائج الانتخابات الرئاسية لم تسفر عن فائز معين إلاّ أنها كانت فادحة. ومن المقرر أن ينافس الرئيس موغابي البالغ 84 عاما والذي يرأس البلاد منذ استقلالها عام 1980 خصمه زعيم المعارضة مورغان تسفانغيراي والذي قرر المشاركة في هذا الدور عقب فشل كلاهما في الحصول على نسبة تتجاوز الخمسين في المئة المطلوبة للفوز في الجولة الأولى من الانتخابات التي أجريت في 29 من مارس الماضي. وكانت اللجنة الانتخابية أعلنت بعد خمسة أسابيع من إجراء الانتخابات العامة حصول مرشح المعارضة على 9ر47 بالمئة من إجمالي الأصوات مقابل 2ر43 بالمئة للرئيس موغابي. وكان من المقرر أن يتم الإعلان عن هذا الموعد في غضون 21 يوما بعد الإعلان عن النتائج الرئاسية ولكنه وبسبب حالة الاحتقان السياسي التي تميز الساحة الزيمبابوية منذ إجراء الانتخابات العامة في 27 مارس الماضي قررت اللجنة الانتخابية تمديد هذه المهلة إلى 90 يوما. ويأتي الإعلان عن هذا الموعد عشية العودة المرتقبة لزعيم المعارضة مورغان تسفانغيراي الذي كان قد غادرها منذ أكثر عن شهر في مسعى للبحث عن الدعم الخارجي للظفر بكرسي الرئاسة. وقال لوك تامبور ينيوكا مدير الإعلام في حركة التغيير الديمقراطي المعارضة إن تسفانغيراي سيصل اليوم السبت إلى زيمبابوي وسيتولى على الفور متابعة شؤون البلاد". من جهته قال تسفانغيراي الذي يزور إيرلندا حاليا لحضور مؤتمر للجماعات الليبرالية إنه سيعود لإنقاذ شعب زيمبابوي مما سماه ظلام ديكتاتورية الرئيس روبرت موغابي. ودعا تسفانغيراي دول الجوار الإفريقي إلى المساعدة في تحقيق انتقال سلمي للسلطة وقال إنه يعلم أن الحركة من أجل التغيير الديمقراطي ستشكل الحكومة المقبلة، وأضاف أن سقوط موغابي أمر حتمي. وكانت المعارضة قد دعت نهاية الأسبوع قادة دول إفريقيا الجنوبية إلى عقد قمة عاجلة لممارسة ضغوط على الرئيس روبرت موغابي لإجراء الدورة الثانية من الانتخابات الأسبوع المقبل.