غير مكترث بالانتقادات الدولية حوله ينتظر ان يؤدي رئيس زيمبابوي روبرت موغابي اليوم اليمين الدستورية رئيسا للبلاد حتى قبل اعلان نتائج الدور الثاني من انتخابات الرئاسة التي جرت أول امس الجمعة. والاكثر من ذلك ان موغابي سيتوجه مباشرة بعد ادائه اليمين الى مدينة شرم الشيخ المصرية لحضور اشغال قمة الاتحاد الإفريقي المقرر أن تبدأ أعمالها بعد غد الاثنين وستكون قضية بلاده على طاولة الرؤوساء المشاركين. وتحولت الأزمة السياسية في زيمبابوي من أزمة داخلية إلى قضية ذات ابعاد دولية بعدما عرفت الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت اول امس انتقادات لاذعة من قبل المجتمع الدولي الذي رفض الاعتراف بشرعيتها. وفرضت الأزمة السياسية الزيمبابوية نفسها منذ اليوم الأول على أجواء اجتماع مجلس وزراء الاتحاد الإفريقي التحضيري للقمة الإفريقية ال11 التي تنطلق أشغالها غدا بمنتجع شرم الشيخ المصري بالرغم من تفضيل المشاركين عدم التطرق إلى هذه المعضلة التي تسارعت تطوراتها وأخذت أبعادا دولية. غير أن المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي الذي واصل أشغاله أمس بالتطرق إلى قضايا أخرى لم يتمكن من البت في الازمة الزيمبابوية وفضل احالتها على قمة الرؤوساء للبت فيها. ولكنه وحتى وإن لم تدرج القضية في جدول أعمال المجلس الوزاري إلا أنها ألقت بظلالها على المناقشات والجلسات المغلقة للاجتماع بحكم تداعياتها والتطورات الخطيرة التي قد تنجم عنها حيث أصبح يرى فيها المتتبعون أنها أشبه بالأزمة الكينية التي تسببت في مقتل المئات ونزوح عشرات الآلاف الآخرين. ويرفض الاتحاد الإفريقي إلى حد الآن إدانة الرئيس روبرت موغابي الذي رفض تأجيل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية رغم دعوات المعارضة والمجموعة الدولية من منطلق عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلد ذو سيادة وربما هو ما جعل الأزمة السياسية في زيمبابوي لا تتصدر جدول أعمال القمة ال11 للاتحاد الإفريقي. وفي مقابل ذلك فضل الاتحاد الافريقي دعم مساعي الوساطة التي يقودها الرئيس الجنوب إفريقي تامبو مبيكي باسم لجنة التنمية الاقتصادية لإفريقيا الجنوبية المعروفة اختصارا باسم "سادك" . وعبر جون بينغ رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي عن قناعته بإمكانية التوصل إلى حل ذو مصداقية لاحتواء الأزمة الزيمبابوية. وقال بينغ في تصريح امس ادلى به بشرم الشيخ باتجاه الصحافيين "امنحوا لنا الوقت الكافي لمناقشة القضية مع الزعماء الأفارقة ومع مجموعة السادك" . وعلى نقيض الاتحاد الإفريقي الذي رفض إدانة الرئيس موغابي تواصل الولاياتالمتحدةالأمريكية تحركاتها باتجاه إلغاء نتائج الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في زيمبابوي التي وصفتها ب "غير الشرعية" بعدما قرر الرئيس موغابي خوض هذه الجولة رغم انسحاب منافسه الوحيد زعيم المعارضة مورغن تشفانغيري. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أن الولاياتالمتحدة بصدد صياغة رفقة بريطانيا مشروع لائحة جديدة ستعرضه على مجلس الأمن الدولي بخصوص الوضع في زيمبابوي بهدف توجيه رسالة ردع قوية باتجاه الرئيس موغابي. وكانت رايس وصفت الانتخابات الزيمبابوية بأنها "مخجلة" وقالت إن بلادها ستستخدم موقعها في رئاسة مجلس الأمن لتقود حملة إدانة دولية ضد نظام الرئيس موغابي. ليس ذلك فقط فقد أعلنت الولاياتالمتحدة أنها تعتزم حشد المجتمع الدولي بغية فرض عقوبات على زيمبابوي بعد أن فشل مجلس الأمن في إدانة الانتخابات الرئاسية التي أجريت أول أمس وسط أجواء من التوتر. وكان مجلس الأمن الدولي قد أخفق في تبني بيان يعتبر جولة الانتخابات التي أجريت الجمعة الأخير في زيمبابوي ب "غير شرعية" واكتفى بالإعراب عن أسفه لقرار زيمبابوي المضي قدما في إجراء جولة الإعادة في الوقت الذي لا تتوفر فيه الشروط المناسبة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة. وقال سفير الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة زلماي خليل زاد أن واشنطن تحدثت مع أعضاء مجلس الأمن الآخرين بشأن احتمال فرض عقوبات على زيمبابوي. وأضاف "بدأنا بالفعل مناقشات مع بعض الزملاء بشأن قرار يفرض عقوبات مركزة بشكل ملائم على النظام في زيمبابوي على أساس استمرار الأوضاع مثلما كانت خلال الفترة الماضية" . وكان الرئيس موغابي أعرب عن ثقته في الفوز بالانتخابات التي انسحب منها منافسه زعيم المعارضة مورغن تشفانغيري التي لقيت إدانة من عدة دول غربية وإفريقية. ومن جهته استبق تشفانغيري إعلان نتائج الجولة الثانية بقوله إنها ستعكس فقط خوف الناس لكنه لم يستبعد خيار التفاوض مع موغابي للوصول إلى حل لأزمة في البلاد التي أثارت موجة عنف خطيرة.