تختتم مساء اليوم بقصر المعارض، فعاليات الطبعة الثانية لصالون التهيئة المنزلية والديكور، الذي عرف مشاركة 78 عارضا يمثلون مختلف شركات التهيئة المنزلية والتزيين، منهم ممثلون عن شركات أجنبية تسوق منتجاتها الديكورية بالجزائر ومعظمها تبحث عن زبائن ذواقين للديكور العصري على غرار المطابخ الذكية وغرف النوم الحديثة. وعرف الصالون الدولي للديكور والتهيئة المنزلية هذه السنة، ارتفاعا ملحوظا في عدد المشاركين، اغلبهم عرضوا منتجات ديكورية جميلة استقطبت أنظار الزوار، خاصة المطابخ العصرية التي أدخلت عليها تجديدات جميلة تحاكي تنوع أذواق النساء على الخصوص، فعرضت خامات منها بألوان قرميدية وزهرية وبيضاء زادتها جمالا تلك الإكسسوارات الرقيقة التي وضعت باعتناء حتى تظهر للزبونة جمالية “المطبخ” الذي يعتبر بامتياز مملكة المرأة في بيتها، وطبعا ما كان المشاركون ليغفلوا هنا إضافة بعض اللمسات العصرية الإبداعية على نحو “عبّز يسيل” بمعنى بكبسة زر يمكن للمرأة فتح الصنبور أو إشعال الموقد أو حتى تسخين الأكل.. وغيرها، كل ذلك في نطاق ذات المملكة التي أصبحت تصنع بمقاييس معينة وبألوان محببة، وطبعا بإنقاص أو إضافة التفاصيل حسب كل ذوق... كما برع العارضون في لفت الانتباه إلى مختلف أنواع الصالونات، هذه الأخيرة تنوعت بين الخشبية والجلدية وأنواع القماش الفاخر، حتى “اسْتيل” هذه الصالونات أصبح عصريا أكثر ويتماشى مع الطابع العصري، فالفرد اليوم يحب الركون إلى الراحة في بيته وهو هنا يطلب راحته أينما كان، فلا يقصد غرفة نومه ليريح نفسه ويدلي بقدميه، لأنه يمكنه فعل ذلك وهو يجلس على الأريكة الجلدية التي أصبحت تطوى للخلف وللأمام، فيستلقي ليستريح في أية زاوية شاء من زوايا بيته.. كما تظهر أنواع أخرى من الصالونات العصرية المصممة على شاكلة الصالونات المغربية التقليدية، ولكن الجديد فيها تلك الألوان الجذابة من خامات الأقمشة الرفيعة، وطبعا وضعت خامات الألوان فوق الصالون المعروض للسماح للزبائن باختيار اللون المحبب ويصنع بعدها الصالون حسب الطلب، ولعل هذا ميزة التأثيث العصري بحيث لاحظت “المساء” ان معظم العارضين لمختلف الأثاث في ذات الصالون ارفقوا العينات من المعروضات التي تنحصر كما اشرنا إليه في الصالونات وغرف النوم والمطابخ وغرف المعيشة، بخامات متنوعة من الجلود أومن الألوان، لتمكين الزبائن من العثور على رغباتهم وميولاتهم في التأثيث المنزلي وطبعا يكون ذلك تماشيا مع الألوان المعتمدة في الطلاء بالمنازل وحسب القدرات الشرائية كذلك للأسر، حسبما أشار إليه السيد رياض دهان المدير التجاري لمؤسسة “بال كوزين”. موضحا ان السياسة الترويجية المنتهجة عالميا تعتمد بالأساس على كسب معركة الذوق من خلال تقديم رؤى جديدة للمنتوجات المعروضة للزبون، الذي أضحى من جهته أكثر طلبا من ناحية فرض رؤيته الشخصية للأثاث وبذلك إكساب منزله كل سبل الراحة التي يتطلع إليها بعد جهد عمل يوم كامل”. ومن جهته، يرى السيد كريم حداوي المشارك في صالون الديكور بأنواع مختلفة من تحف السيراميك العصرية، ان الصالون المتخصص في الديكور والذي يعتبر السيراميك أحد أركانه بالنظر إلى استعمالاته المتعددة في التزيين المنزلي سواء أطقم الفناجين مختلفة الألوان والأحجام التي توضع بمكتبة التزيين بالصالون أوحتى الاباجورات بمختلف أشكالها وأحجامها “أنا اليوم اقترح على زبائني مصنوعات بالسيراميك مستوحاة من جمال القصبة الأصيلة، فحاولت الجمع بين التقليدي والعصري من خلال هذا المعرض المهم، حقيقة بالنسبة لنا كحرفيين وكعارضين للتعريف بنا ولتسويق منتجاتنا، ومهم أيضا للزبون الذي يتمكن من إيجاد عديد المنتوجات التزيينية في مكان واحد وبالتالي التنويع في تأثيث منزله دون الحاجة إلى الدوران بين عدة محلات في أماكن قد تكون متباعدة جدا ليصل إلى هدفه المنشود”. لجان الأحياء في خدمة الصناعة التقليدية من جهته يقول السيد رضا يايسي، رئيس فدرالية الحرفيين والصناعة التقليدية بالاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، ان “هذا الصالون يمنح الفرصة لنا كفاعلين في مجال الصناعة التقليدية لتقييم مجمل لهذه الصناعة ومعرفة أين وصلت تحديدا، خاصة بالنسبة لكل التعديلات التي أدخلت عليها من طرف الحرفيين أنفسهم، وأيضا فرصة لإظهار الحرفي، خاصة في بعض الحرف التي توشك على الاندثار مثل النقش على النحاس، صناعة البابوش وحتى حياكة “حايك المرمة”. ويضيف ذات المتحدث ان الفدرالية تعمل حاليا على إعادة بعث هذه الصناعات التقليدية من خلال “جذب أنظار الشباب البطال، خصوصا نحو إتقانها، وذلك من خلال برنامج التكوين في الصناعة التقليدية عن طريق عمل إحصائي للجان الأحياء التي أشركناها معنا في هذا العمل، البرنامج هذا انطلق قبيل شهر ويعمل حاليا مع 34 لجنة حي في بلدية الجزائر الوسطى في انتظار اتساع قائمة برنامج الدعم على كل لجان الأحياء في 57 بلدية بتراب ولاية الجزائر النموذجية، وتعميم الخطوة لاحقا على ولايات الوطن”. ويكشف المتحدث، ان البرنامج يقوم على 3 خطوات ترتكز في التدعيم والتكوين والتمهين في الصناعة التقليدية بالنسبة للشباب البطال المدمج ضمن ذات البرنامج بالتنسيق مع وزارة التكوين المهني، بحيث يدرس الشاب على الأقل مرة واحدة في الأسبوع في معاهد التكوين المهني حسب الاختصاص الذي اختاره، ويهدف من جهة أخرى إلى امتصاص البطالة. كما يوضح رضا يايسي صاحب فكرة هذا البرنامج، انه انطلق من غيرته على الحرفة الأصيلة والصناعة التقليدية من جهة، وغيرته كذلك على الطاقات الشبانية التي ركن بعضها إلى البطالة، فما كان منه إلا ان فكر في جذب تلك الطاقات إلى مجال تخصصه وفتح بذلك المجال أمام الوجهين للنفع والاستنفاع، ولا يقتصر مشروعه هذا على مجال الصناعة التقليدية فحسب، وإنما يشمل أيضا مجال البناء “الذي لاحظنا مؤخرا استقدام يد عاملة أجنبية فلِم لا يفتح ذات المجال أمام السواعد الشبانية الجزائرية بشرط تكوينها وتأهيلها أولا في مجال البناء ولواحقه لتكون النتائج أحسن؟” يقول المتحدث. مسابقة أحسن ديكور في الأفق جدير بالإشارة إلى ان الطبعة الثانية للصالون الدولي للتأثيث والديكور “المنزل” تختتم مساء اليوم. وبحسب مديرة وكالة “ألجنسي” لامية ڤليف المنظمة للصالون، فإن هذه الطبعة الثانية عرفت ارتفاعا في عدد الزوار وصل على مدار أيامه إلى 7 آلاف زائر بعد ان حققت الطبعة الأولى السنة الماضية زيارة 2000 زائر، كما ارتفع عدد المشاركين إلى 78 عارضا بعدما كان السنة الماضية لا يتعدى 25 عارضا. وقالت المتحدثة على هامش افتتاح الصالون الثلاثاء الفارط، أن “هذا الصالون يعتبر فرصة لإظهار مواهب الحرفيين في الديكور والتزيين المنزلي، وكذا احتكاك المصدرين وصانعي الأثاث والديكور مع الزبائن”. وأوضحت كذلك ان “هذا الصالون يُمكّن من التعريف بالمواهب الجزائرية في فن التزيين المنزلي وأصحاب الحرف التقليدية وتبادل التجارب مع مجموعة من المشاركين الأجانب من دول عربية وأوروبية، على غرار تونس وايطاليا واسبانيا وتركيا وفرنسا وألمانيا وفنلندا والدانمارك. موضحة انه يتم التفكير في تخصيص مسابقات خاصة بأحسن ديكور مشارك في الصالون الدولي للديكور والتهيئة المنزلية في طبعات مقبلة.