في حديث خاص مع “المساء”، تحدث مصمم الديكور العالمي “محمد يحياوي” المدعو “يامو” عن أن المواطن الجزائري لا يعير أهمية كبيرة لتقنيات التصميم والتهيئة المنزلية، وأرجع سبب ذلك إلى عوامل مادية بحتة، إضافة إلى نقص التكوين في مجال التصميم الداخلي، وكشف عن خطوة له في إطلاق تربصات في التهيئة المنزلية والديكور في 2013. - تم اختياركم عرابا للصالون الدولي للديكور في طبعته الأولى بصفتكم مصمما عالميا، حدثنا عن هذه التظاهرة أكثر..
* لقد تأخر إقامة صالون الديكور والتهيئة المنزلية، لكنه أتى أخيرا. فكرنا في إقامة تظاهرة تجمع مابين المصمم والفنان والمستورد في مجال الأثاث والمواطن، ونكون نحن بمثابة الملاحظ، حتى نخرج في الأخير بنتائج ستكون المحرك الأساسي لطبعات لاحقة لذات التظاهرة، هدفنا من كل هذا تنظيم صناعة الديكور في الجزائر، إذ يوجد الكثير من مصممي الديكور في الوطن، ولكن بدون تأطير ولا توجيه، وهذا بسبب غياب أرضية موحدة تمثل الانطلاقة لكل مصمم، وسنعمل في الطبعات القادمة من صالون الديكور على التأسيس لهذه الأرضية.
- هل تقصدون بالأرضية جمع مصممي الديكور حول “ديزاين” موحد، ثم تكون اللمسات شخصية؟
* لا، وإنما نقصد تأسيس مرجعية للتصميم بلمسات جزائرية، وأنا شخصيا أعمل على إطلاق دورات تكوينية مع نهاية 2013 حول التهيئة المنزلية، وأدعو عن طريق “المساء” كل الراغبين في الالتحاق بهذه الدورات، الاتصال بنا، أو حتى الراغبين في المشاركة في الطبعة الثانية من صالون الديكور التي نريدها أن تكون أكثر احترافية للارتقاء بصناعة الديكور في الجزائر، وموجهة بالدرجة الأولى للمؤسسات.
- وكيف ترون هذه الصناعة في الجزائر، ألا تعتقدون أنها “عشوائية”؟
* بلى بالضبط هذا ما أقوله، في الجزائر تنعدم كليا ثقافة الاستعانة بمصمم ديكور لتهيئة المنازل، ربما سبب ذلك الظروف المادية بالنظر إلى ما قد يكلفه المصمم. نقطة أخرى هي أن هناك تفكيرا توافقيا حول الربح المادي فقط مع إغفال كل ما يمس الجمالية، وأقصد هنا البحث عن تهيئة منزلية توافق المدخول الأسري، ولكن الأهم أن تكون بلمسات فنية جزائرية، بمعنى أن الأسرة الجزائرية “تعمّر برك”، أي أنها تبحث عن أثاث كبير يملأ زوايا المنزل فحسب، ولا يراعي حتى الثقافة المحلية.
- هل تقصدون أن الأثاث لا بد أن يعكس الثقافات المحلية للشعوب؟
*بالتأكيد،لا يمكن استيراد ثقافة ونسيان ثقافتنا، أقصد بذلك أن الأثاث عامل ثقافي يعكس البيئة التي ننتمي إليها. أنا من القبائل الصغرى وأحب الحلي التقليدية لمنطقة بني يني، ولقد قمت بتصميم جدارية منحوتة يدويا بنقوشات بربرية لاقت إقبالا كبيرا في إيطاليا، وهذا ما يشعرني بالسعادة حين أتمكن من تصميم أشياء بلمسات جزائرية ولكنها تروج في بلدان أجنبية، وهذا تعريف نوعا ما بالثقافة الجزائرية وبكنوزها الكثيرة.
كما أن الديكور حكاية خاصة، أي أنه يتماشى مع أذواق الفرد. نجد في السوق مئات الأنواع، الألوان والأحجام للأثاث، الثريات، السجادات، الزرابي وغيرها من أساسيات التهيئة المنزلية، مع الإشارة إلى أن عالم الديكور يعرف التجديد كثيرا بما يتماشى مع الألوان والخامات الجديدة، لذلك لا يمكننا حصر التصميم في لون معين أو اتجاه واحد، وإنما النصائح تقدم للزبون حسب بيئته، منزله وعوامل أخرى كثيرة تدخل في الحسبان.
- كلمة أخيرة؟
*أحلم بإقامة دار في الجزائر يباع فيها أثاث جزائري الصنع واللمسة وبأسعار معقولة، حتى يتمكن الناس من شرائها، وبها مختصون في التهيئة المنزلية لتقديم النصائح للزبون حتى يشتري أثاثا يتماشى مع حجم المنزل وطلائه. يجب على الناس التفكير في تأثيث منزلهم بأشياء تخلق الانسجام، وليس على شاكلة المسلسلات أو غيرها، لأن الهدف من التهيئة المنزلية الراحة والسعادة..