مازال الرّسول صلى اللّه عليه وسلم يمثل حاجزا أمام أطماع الصهاينة وجبهة أمامية تتحطّم عليها كلّ المشاريع والمخطّطات، فهو قائد المقاومة وعلى رأسها اسمه، وفي استشهاد عناصرها اسمه، وفي تشييع شهدائها اسمه، وعلى منابر المساجد اسمه، وفي كل آذان للصلاة اسمه، وفي كل خطبة جمعة اسمه، فهو متواجد على الأرض وفي كل قلب ينبض، هذا التواجد الذي لم يكن لرجل من قبله ولا يحظى به أي عظيم من عظماء الانسانية بعده، الرسول يواجه المعتدين ويتصدّر طلائع المجاهدين في فلسطين وكلّ المقاومين للظلم والاحتلال والاضطهاد. ولهذا يعدّ بالنسبة للصهاينة وأذيالهم العدوّ الأول والمطلوب الأوّل في مشاريعهم، فمن أين تهدأ قلوبهم وتأمن أنفسهم واسمه يدوي في كل صلاة وفي كل قذيفة وكلّ قطرة دم، وموطن معراجه القدس وصعوده الى السماء، فالقدس أضحت بالرسول صلى اللّه عليه وسلم المدينة الإسلامية الثالثة بعد مكةوالمدينة من حيث القداسة لأنّها القبلة الأولى، وأن الرسول صلى اللّه عليه وسلم تصدر الأنبياء كل الأنبياء والرسل فكان إمامهم ورحم اللّه يوسف النبهاني الذي قال في همزيته الألفية "طيبة الغراء في مدح سيّد الأنبياء": "رُسُلُ اللّه هم هُداةُ البرايا ولكلّ محجّة بيضاء خصَّ منهم محمدًا بالمزايا الغر منها المعراج والإسراء مرّ في طيبة وموسى وعيسى ولقد شرّفت به إيلياء ثم صلّى بالأنبياء إماما وبه شرّف الجميع اقتداء ومضى ساريا الى العالم الع لويّ حيث العلا وحيث العلاءُ سبقته إلى السموات كيما ثم تجري استقباله الأنبياء فعلا فوقها كشمس نهار أطلعته بعد السماء سماء ثم عاد الضيف الكريم إلى الأهل وتمت من ربّه النعماء" فالرسول صلى اللّه عليه وسلم وهبت له مدينة الأنبياء القدس، فأضحت المدينة الثالثة التي كرمت به وباسمه عليه الصلاة والسلام، فلم يعرج به إلى السماء مباشرة، بل أسرى به ليلا من المسجد إلى المسجد ليؤم الأنبياء في القدس ومن ثم كرمه اللّه بالمعراج الى السماء. ويبقى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هو سيد الأنبياء ووريثهم الشرعي وإمامهم وسيدهم.