اختارت "الجزائرية للطرق السريعة"، مؤخرا، ثلاثة مجمعات مختلطة تضم مؤسسات جزائرية وأخرى إيطالية، برتغالية، إسبانية وسويدية بصفة مؤقتة، لإنجاز مشروع تجهيز الطريق السيار شرق - غرب بمحطات الدفع وفضاءات الراحة ومراكز الصيانة وذلك في آجال تتراوح بين 18 و24 شهرا. وتعكف اللجنة التقنية المنصبة من قبل وكالة "الجزائرية للطرق السريعة" حاليا على دراسة عروض ثلاثة مجمعات دولية تم اعتبارها أحسن العروض المقدمة في إطار المناقصة الدولية التي تم الإعلان عنها في صائفة 2011، والخاصة بتجهيز الأشطر الثلاثة من الطريق السيار شرق – غرب ب55 محطة دفع و76 فضاء للراحة و22 مركز صيانة، في انتظار الإعلان النهائي عن الاستلام الرسمي للمشروع من قبل هذه المجمعات. وقد قاربت قيمة العروض الثلاثة في مجملها ال102 ملايير دينار، بينما بلغت النسبة الإجمالية لتدخل المؤسسات الجزائرية في هذه المجمعات الدولية 45 بالمائة، وبمستويات متفاوتة بين كل شطر من الأشطر الثلاثة، حيث تشرف المؤسسة الجزائرية "كوسيدار" التي تحتل حصة 66,5 بالمائة من المجمع الذي يضم أيضا مؤسستي "إندرا" الإسبانية و«إريكسون" السويدية على إدارة أشغال هذا المجمع الدولي المكلف بإنجاز شطر الوسط من الطريق السيار الممتد بين ولايتي برج بوعريرج والشلف على مسافة 169 كلم. في حين يشارك المجمع الجزائري الخاص "اوتي أر أش بي" بنسبة 46 بالمائة في حصص المجمع الدولي الذي سيعنى بأشغال تجهيز الشطر الغربي من الطريق السيار والممتد من ولاية الشلف إلى الحدود الجزائرية-المغربية على مسافة 359 كلم، وذلك إلى جانب المؤسسة البرتغالية "تيكسيرا دويرتي" المديرة لأشغال هذا المجمع، والمؤسسة الإسبانية "سيس". وبخلاف الشطرين السابقين، فإن مستوى تدخل المؤسسات الجزائرية في أشغال تجهيز الشطر الشرقي من الطريق السيار شرق - غرب من برج بوعريريج إلى غاية الحدود التونسية على مسافة 399 كلم، يعد الأضعف وبنسبة لا تتعدى 22,6 بالمائة، تمثلها المؤسسة الجزائرية الخاصة "روتاهيم" للأشغال العمومية الكائن مقرها الإجتماعي ببرج بوعريرج، والتي ستعمل ضمن هذا المجمع الذي أطلق عليه اسم "جرييا" إلى جانب 6 مؤسسات إيطالية منها "سي أم سي" التي ستدير الأشغال، "بروجير"، "تيكنوسيتاف"، "ايمات"، "دوكاتي انرجيا" و«كورديولي". ويبدو أن الوكالة الجزائرية للطرق السريعة التي تعمل تحت وصاية وزارة الأشغال العمومية، راعت في ضبطها لآجال إنجاز كل عمليات تجهيز الطريق السيار عاملين أساسيين، يرتبطان بحجم كل شطر من جهة وكذا حجم التجهيزات التي ستضمها هذه الأشطر والمرتبطة بشكل أساسي بعدد المحولات التي يضمها الطريق، حيث حددت في هذا الإطار 18 شهرا للمجمعين المكلفين بتجهيز شطري الشرق والوسط، فيما حددت آجال ب24 شطرا بالنسبة لعمليات تجهيز الشطر الغربي من المشروع. وينتظر أن تستكمل اللجنة التقنية تقييمها النهائي للعروض الخاصة بصفقة تجهيز الطريق السيار شرق- غرب وضبطها لتاريخ انطلاق الاشغال بشكل فعلي مع استكمال الأشغال المتبقية من هذا المشروع في جزء من شطره الشرقي، الذي عاينه مؤخرا الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، وتم الإعلان بالمناسبة عن تسليمه بداية من نهاية شهر مارس المقبل، مع استكمال الشطر الرابط بين قسنطينة وسكيكدة في مرحلة أولى، ثم تكثيف الأشغال لإنهاء الجزء المتبقي بولاية الطارف في مرحلة ثانية. وتشمل عملية تجهيز الطريق السيار شرق - غرب التي انطلقت في جانبها المرتبط بالمشاريع الموكلة بالتراضي للمؤسسات الوطنية على غرار جانب إنجاز محطات الوقود من قبل المؤسسة الوطنية "نفطال" وتجهيز الطريق بشبكة الألياف البصرية من قبل مؤسسة "اتصالات الجزائر"، إنجاز 55 محطة دفع و76 فضاء للراحة و22 مركز صيانة، وقد حددت الجزائرية للطرق السريعة في بيان المناقصة الخاصة بهذا الملف، مختلف التفاصيل المرتبطة بهذه المرافق، حيث أشارت إلى أن التجهيزات الرئيسية التي سيتجهز بها الطريق تضم مراكز الاستغلال والصيانة، محطات الدفع بنوعيها، المنجزة على مستوى المحولات، والموضوعة بحواجز وسط الطريق، وكذا مرافقها الملحقة التي تشمل غرف المراقبة، فضاءات الراحة وما تضم من مرافق ضرورية لمستعملي الطريق كالمصليات، والحمامات، فضلا عن التجهيزات الكهربائية ولوازم الانارة العمومية، ووسائل الاتصال والبرمجيات الخاصة بتشغيل نظام الدفع وإشارات المرور العمودية والأفقية. وحسب الدراسات الخاصة بتجهيز الطريق فإن محطات الدفع سيتم توزيعها على غالبية المحولات التي تسمح لمستعملي الطريق بالدخول إلى الطريق السيار، وسيتم تجهيزها بأنظمة الإنذار الأمني لمنع عبور السيارات التي تقل مواد خطيرة أو محظورة. وفي انتظار الإعلان قريبا من قبل الحكومة عن القيمة المالية الرمزية التي ستعتمد مقابل استعمال الطريق السيار، تواصل مؤسسة "نفطال" عملية إنجاز محطات الوقود ال42 التي يرتقب تسليمها بشكل نهائي مع نهاية السنة الجارية، طبقا لما أعلنته الشركة قبل أيام بمناسبة الاحتفال بذكرى تأميم المحروقات، حيث تم التأكيد على تسليم 9 محطات لحد الآن، فيما ستسلم المحطات ال33 المتبقية قبل نهاية 2013. كما تتواصل أيضا عملية تجهيز الطريق السيار بشبكة الألياف البصرية، لتحضير الأرضية لتشغيل شبكات الاتصال والأنظمة المعلوماتية المتطورة التي ستضمن تسيير وتأمين هياكل وتجهيزات هذا الإنجاز الوطني الإستراتيجي، وذلك بموجب الاتفاقية المبرمة بين وزارتي الأشغال العمومية والبريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال في نوفمبر 2011، والتي تجاوز مستوى تنفيذها لحد الآن ال80 بالمائة.