نا وردية مونسي، الآنسة ليلى بلعيد وأمثلة عديدة عن نساء منطقة القبائل اللواتي رفعن التحدي في شتى المجالات، للتأكيد على دور المرأة والمكانة التي وصلت إليها بعد جهد وكفاح طويلين، حيث سعت كل واحدة منهن إلى إثبات نفسها في مجتمع محافظ يرى مكانة المرأة في المنزل دون سواه. وبمناسبة عيد المرأة، قامت “المساء” بنقل آراء نساء من البيئة الريفية والحضرية على السواء. في ال 90 سنة من عمرها وما تزال تخدم الأرض على بعد حوالي 55 كلم شرق ولاية تيزي وزو، تقع قرية محاقة التابعة لبلدية ايجر التي تحيط بها سلسلة جبلية جميلة، زادتها جمالا المنازل القديمة المشيدة بالأحجار، والتي تأوي أسرا عديدة، عاشت فيها أيامها الحلوى والمرة، تلك هي حياة “نا وردية مونسي” زوجة عوى محند البالغة من العمر 90 سنة، حدثتنا عن حياة المرأة الريفية. تقول “نا وردية”: “إن حياة المرأة الريفية تختلف اختلافا كبيرا مع حياة المرأة العصرية، فهي تعيش في ظل صعوبات وحياة قاسية مليئة بالتعب والشقاء، فهي ركيزة البيت، وبها يُشيّد ويُضمن بقاؤه متماسكا وقويا. ترتكز حياتها أساسا في خدمة الزوج والأبناء، إلى جانب خدمة الأرض.. هذه هي مهامها منذ صغر سنها إلى أن تفارق الحياة”. وأوضحت محدثتنا أنها رغم تقدمها في السن، فلا يمكنها التخلي عن خدمة الأرض، إذ حرصت طوال سنوات عمرها على القيام بأشغال الحرث، الزرع وغيرها، و“تعتبر رائحة التراب كالأوكسيجن والتخلي عنه يعني الاختناق”. وتضيف “نا وردية” أنها تخدم الأرض منذ وفاة زوجها، عندما كانت شابة، وقضت حياتها في ممارسة ذات النشاط الذي يضمن لها قوت عيشها وابنتها فاطمة. وقالت: إن المرأة القبائلية القروية قوية جدا، فتقوم بأشغال جد شاقة لا يمكن لبنات اليوم القيام بها.
ليلى بلعيد: ... على المرأة ألا تبقى مكتوفة اليدين. مثالنا الثاني، الآنسة ليلى بلعيد، ابنة قرية أقاوج بدائرة واقنون، تبلغ من العمر 39 سنة، كانت تحب فن الخياطة منذ صغرها، فتحت ورشة للخياطة بتيزي وزو، ثم نقلت إبداعاتها إلى العاصمة، حيث أصبح لديها زبائن كثر. ورغم الصعوبات التي واجهتها، إلا أنها تمكنت من تحقيق جزء من حلمها المتمثل في إعادة الاعتبار للباس التقليدي القبائلي، حتى تكون له مكانة عالمية. “المساء” زارتها في محلها الواقع بحي ثالة بمدينة تيزي وزو، فتحدثنا معها عما وصلت إليه اليوم، حيث تقول؛ إن بداياتها مع الخياطة كانت في المنزل، ثم التحقت بتكوين خاص بغية تنمية موهبتها التي استمرت في صقلها لسنوات طوال، وبفضل مختلف الشهادات التي حازت عليها الآنسة ليلى، استطاعت أن تكتسب معرفة أكثر في فن الخياطة وتعزز من معارفها في هذا الفن الأصيل. وبعد سلسلة التكوينات التي خضعت لها، وجدت نفسها مستعدة وجاهزة لبناء حياتها العملية وتحقيق حلمها، وهو ما تم فعلا في عام 2000، حيث فتحت ورشة خياطة بحي ثالة (مدينة تيزي وزو)، أين تطلق الآنسة بلعيد موديلاتها الجميلة والرائعة، ومعظمها يتمثل في اللباس القبائلي، مع إضفاء صبغة عصرية تتماشى مع السوق ومتطلبات الزبائن، إلى جانب فساتين السهرة بلمسة عصرية قبائلية؛ ك “جبة بوزقان”، “جبة واضية” وغيرها. وذكرت الآنسة بلعيد أن تجربتها تزيد عن 16 سنة في فن الخياطة، وستقدم عرضا مميزا وفريدا من نوعه للأزياء خلال الأيام القليلة القادمة، من خلال عرض 38 فستانا لموديلات مختلفة عصرية بلمسة قبائلية، إذ يمكن ارتداؤها يوميا، ولا تقتصر فقط على المناسبات والحفلات كما كانت عليه في الماضي. كما أضافت أنها تضع رسومات تقتبس جزء منها من ملابس الموضة، مع وضع بصمتها بتصور أشكال وموديلات مختلفة. ووجهت في الأخير رسالة للمرأة بمناسبة الاحتفال بعيدها العالمي، حيث دعتها إلى عدم البقاء مكتوفة اليدين، مع العمل على مواجهة الصعوبات وتجاوزها بإثبات نفسها وإبراز قدراتها في المشاركة في بناء المجتمع والدولة، وكذا تنمية ذاتها.
نساء ينشئن مؤسسات خاصة كشفت الأرقام المتحصل عليها لدى مديرية التشغيل لولاية تيزي وزو، عن إنشاء المرأة ل 162 مؤسسة مصغرة بفضل إجراء “أونساج”، مقابل استفادة 169 امرأة من تمويل لمشاريعهن في إطار إجراء “الكناك”، وذلك خلال سنة 2012. وحسب ما ذكرته السيدة زايدة غنية، المسؤولة الأولى عن القطاع ل “المساء”، فإن وكالة “أونساج” استقبلت 2724 ملفا مودعا من طرف الراغبين في إنشاء مؤسسات، منها 347 ملفا مودعا من قبل نساء، وتمت معالجة 811 ملفا خاصا بهذه الشريحة من بين 6861 ملفا مودعا لدى الوكالة. كما تمت الموافقة على 605 منها وتمويل 162 مشروعا في شتى الميادين، مما مكن من خلق 503 مناصب شغل مباشرة. من جهتها، استقبلت وكالة “الكناك” خلال نفس السنة؛ 4285 ملفا، منها 512 خاصا بالنساء، حيث تمت الموافقة على 302 من أصل 3402، وتم تمويل 1694 ملفا؛ منها 169 خاصا بالنساء، مما سمح بخلق 322 منصب شغل مباشر.