سلمت أولى جوازات السفر البيومترية رمزيا، أمس، في ستراسبورغ لرعايا جزائريين في إطار الزيارة التي يقوم بها كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، السيد بلقاسم ساحلي لفرنسا، ليكون بذلك قد أطلق عملية توسيع العملية البيومترية إلى كامل المراكز القنصلية الجزائرية في فرنسا والبالغ عددها 18 مركزا. هذه العملية التي انطلقت في ال15 جوان 2012 على مستوى سبعة مراكز قنصلية نموذجية، أضحت تخص الرعايا التابعين للدوائر القنصلية لستراسبورغ وليل وبيزنسون وبوردو وغرونوبل وميتز ومونبوليي ونانت ونيس وسانت ايتيان و تولوز. وأوضح السيد ساحلي في هذا الإطار، أن إجراء جواز السفر البيومتري سيوسع في أفريل المقبل للمراكز القنصلية في مجموع أوروبا قبل أن يوسع في نهاية السداسي الأول من سنة 2013 إلى باقي الرعايا الجزائريين عبر العالم. وعند تفقده لعملية إدراج المعطيات البيومترية، أعرب السيد ساحلي عن ارتياحه للاستقبال الذي يخصصه عمال قنصلية ستراسبورغ للرعايا الجزائريين وتخفيف إجراءات الحصول على الوثائق. والتقى بهذه المناسبة بممثلي الحركات الجمعوية والثقافية والمواطنين الذين قدموا لسحب وثائق إدارية. وفي تبادل عفوي لأطراف الحديث مع الرعايا، لمس الوزير استحسانهم للتأمين الجديد الخاص بإعادة الجثامين إلى أرض الوطن الذي تم اقتراحه مؤخرا على الجالية الوطنية بالخارج. وكان كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية في الخارج قد دعا رؤساء المراكز القنصلية في فرنسا إلى الإصغاء للرعايا الجزائريين، وذلك خلال اجتماع مع رؤساء المراكز القنصلية ال11 المعنيين بتعميم عملية تسليم جواز السفر البيومتري والذي عقد أول أمس الاثنين بمقر قنصلية الجزائر في بوبينيي.وحسبما أشار إليه بيان لوزارة الشؤون الخارجية أمس، فقد تطرق السيد ساحلي إلى "متابعة تنفيذ مخطط عمل الحكومة لفائدة الجالية الوطنية في الخارح"، داعيا رؤساء المراكز القنصلية إلى"مضاعفة الخرجات الميدانية للإجابة على انشغالات جاليتنا في إطار المسعى الحكومي الشامل الذي يشجع العمل الجواري والإصغاء والتفاعل". من جهة أخرى، ثمن كاتب الدولة "الجهود التي تبذلها السلطات العمومية التي وفرت جميع الشروط البشرية والمادية الضرورية لضمان نجاح هذه العملية، مؤكدا على أهمية المعالجة السريعة للملفات"، داعيا أيضا إلى "مواصلة الجهود الإعلامية والتحسيسية تجاه أعضاء جاليتنا". وفي تصريحه لوكالة الأنباء الجزائرية، أكد السيد ساحلي أنّ"جميع الشروط المادية واللوجيستية والبشرية قد تم توفيرها من أجل توسيع العملية على مجموع الرعايا الجزائريين المقيمين بفرنسا، ولم يبق إلا إجراء حملة إعلامية مع هؤلاء لإشراكهم في العملية وحتى نكون في الموعد". وأضاف في هذا الخصوص، أنه مع توسيع العملية على جميع الرعايا الجزائريين في فرنسا، تكون السلطات العمومية قد نجحت في تغطية 80 بالمائة من الجالية الوطنية في الخارج، مؤكدا أن الإحصائيات التي تتوفر عليها وزارته "ليست مشجعة" فيما يخص المشاركة العامة في العملية. وفي هذا الصدد، أشار السيد ساحلي إلى أن هذه الوضعية "مفهومة"، بما أن العملية تعد جديدة ولم تحظ بمرافقة "إعلامية وتحسيسية مناسبة سواء في الجزائر أو في الخارج". كما انتقد "البطء" المسجل في إصدار شهادات الميلاد (س 12) عبر الإنترنت والتي تعد ضرورية لاستخراج جواز السفر البيومتري بالنسبة للجزائريين الذين ولدوا في الجزائر والمقيمين في الخارج. وقد أصبحت عملية استخراج شهادة الميلاد (س 12) عبر الإنترنت ممكنة منذ ال15 جوان بالنسبة للرعايا الجزائريين المقيمين في فرنسا، ومنذ جانفي لأولئك المقيمين في بلدان أخرى. وفي هذا الإطار، جمع كاتب الدولة رؤساء المراكز القنصلية السبعة المعنيين بالإطلاق الرسمي للعملية " البيومترية" يوم 15 جانفي الماضي، والذين أجرى معهم أول عملية تقييم. وعليه، دعا السيد ساحلي المسؤولين القنصليين إلى"تكثيف الجهود من أجل رفع وتيرة منح جوازات السفر وتوفير شروط نجاح العملية". وقد اجتمع كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية المقيمة في الخارج بعد الظهيرة مع رؤساء المراكز القنصلية النموذجية ال7، من أجل تقييم الوضعية ومعرفة أسباب التباطؤ في إصدار شهادات الميلاد (س 12). كما أعلن السيد ساحلي عن لقاء سيتم قريبا بين كتابة الدولة ووزارة الداخلية من أجل التقليص من آجال إعداد الملفات، من خلال ربط وزارة الشؤون الخارجية وجميع المراكز القنصلية الموجودة بالأنترانيت. وأكد في هذا الخصوص، بأن اللجوء إلى هذا الربط بالأنترانيت مرهون ب«تحديد وزارة الداخلية لدرجة سرية المعطيات" المتضمنة في وثائق السفر.