تنطلق مساء اليوم بالمركب الرياضي متعدد الرياضات ”عمر أوسياف” بمدينة عين تموشنت، وقائع الطبعة الثامنة عشر من كأس إفريقيا للأمم لأقل من 20 سنة (أواسط)، التي تشرفت بتنظيمها مدينة عين تموشنت مناصفة مع مدينة وهران، وهذا إلى غاية ال30 من شهر مارس الجاري. ومنذ علمها باختيارها لتنظيم جانب من هذا الحدث القاري، صوبت اللجنة المنظمة بمدينة عين تموشنت برئاسة السيد هاشمي محمد، رئيس الرابطة الولاية لكرة القدم اهتمامها لتجهيز ماهو مطلوب، ونجحت في ضبط كل الأمور، ووضع كافة الترتيبات حتى تكون إقامة الوفود الإفريقية بيننا في ظروف مريحة، وكذا ضبط برنامج حفل الافتتاح الذي قال عنه هاشمي، أنه سيكون مميزا يعبر عن تاريخ مدينة عين تموشنت وتقاليدها المستمدة من التاريخ والحضارات المتعاقبة التي مرت بها بلادنا، ويتضمن لوحات فنية تبرز ثقافات الدول المشاركة المستمدة من جذور القارة السمراء، وأوضح رئيس اللجنة المنظمة، أن التحضيرات لهذا الموعد الإفريقي شمل جميع الجوانب، بداية من إعادة تهيئة ملعب المركب متعدد الرياضات ”أوسياف عمر”، وزرع أرضيته ببساط إصطناعي من آخر جيل، وتجهيز ملعب مخصص للتدريبات سينفرد به المنتخب الوطني، ومسبح نصف أولمبي فضلا عن قاعة للمحاضرات، وأخرى مخصصة للكشف عن المنشطات، وبناء مقصورة خاصة بالصحفيين، باستطاعتها استيعاب العدد الكبير من رجال الإعلام الذين سيغطون هذا الحدث الرياضي، كما شملت التهييئات ملعبي مدينتي حمام بوحجر وبني صاف، اللذين ستتدرب على أرضيتهما المنتخبات الأخرى المشكلة للمجموعة الأولى (مصر،غاناوالبنين)، بالإضافة إلى حجز ثلاثة فنادق، الأول مخصص للفريق الوطني لوحده، وهو محاذي للمركب الرياضي، وفندق ”الهواء الجميل 1” الذي سيستضيف المنتخب المصري، في حين سينزل منتخبا البنين وغانا بفندق ” الهواء الجميل2”، وحتى مع الإنزال الأخير لوفد الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم المتكون من صايدو مدير البرتوكول لدى رئيس” الكاف”، وخالد نصار مدير التنظيم الرياضية بنفس الهيئة، وتحفظه على بعض الأمور استعجلت اللجنة المنظمة، وعالجتها بما جلب الارتياح للجميع في الأخير. ويؤكد المتحدث، على أن استضافة مدينة عين تموشنت لهذا العرس الإفريقي، سيعود بالفائدة عليها وشبابها، حيث تضاعفت الإمكانيات بها، سواء من حيث تعزيز القاعدة الفندقية أو بناء مرافق جديدة، فضلا على تهيئة الملاعب والقاعات، بما يتيح للرياضيين المحليين ممارسة واسعة ومريحة مستقبلا. وكانت هذه المرافق الرياضية، قد حضيت أول أمس، بزيارة رئيس الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم عيسى حياتو، رفقة وفد هام برئاسة محمد روراوة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، والذي سيحضر حفل افتتاح الطبعة الثامنة عشرة لكأس إفريقيا، والمقابلة الافتتاحية التي ستجمع فريقنا الوطني بنظيره البنيني اليوم بداية من الساعة الخامسة والنصف. وكمدينة عين تموشنت، فإن مدينة وهران عنت هي الأخرى بتحضير نصيبها من احتضان هذا الموعد الإفريقي، وعلى جميع المستويات الرياضية بإعادة تهيئة بعض مرافق ملعب الشهيد أحمد زبانة، كغرف الملابس والمنصة الشرفية والخاصة بالصحفيين، وملاعب سيدي الشحمي الذي خصص لتدريبات الحكام تحت قيادة الثنائي بلعيد لكارن وإيدي مايي، علما وأن عددهم في هذه الدورة هو 28(12 حكما رئيسيا و16 حكما مساعدا)، والكرمة والسانية اللذين ستتدرب فوق ميدانيهما منتخبات المجموعة الثانية، المتشكلة من صاحب اللقب منتخب نيجيريا، مالي،جمهورية الكونغو الديموقراطية والغابون، وحتى من ناحية الاستقبال، وفرت لضيوف ”الباهية” كل الظروف المواتية لإقامة جيدة بالجزائر، حيث خصصت لهم أفخم الفنادق.
رهان وهدف واحد:مونديال تركيا أمّا من ناحية الرهان الرياضي، فلاشك أن هذه الطبعة ستكون قوية ومثيرة، بالنظر للمنتخبات المتواجدة، ففريقنا الوطني يصبو إلى نيل لقب آخر يضاف للمتحصل عليه العام 1979، أو بلوغ الدور نصف النهائي على الأقل حتى يحضر المونديال الذي غاب عنه طيلة 35 عاما، وتركيا هي الوجهة القادمة سنة 2014، ونيجيريا صاحبة أكبر عدد من التتويجات (خمسة 86،85،87،89 و2011)، تريد الحفاظ على اللقب والبصم على مشاركة مونديالية هي الأخرى، ومنتخب غانا صاحب الصولات والجولات في القارة الإفريقية، حيث نال التاج الإفريقي مرتين(1993و2009)، وصاحب كأس عالمية العام 2009، والمنتخب المصري الذي يحوز على الرقم القياسي في عدد المشاركات الإفريقية (عشرة) مع لقبين (81و91)، ويقوده المحترفان أمير عادل (نادي هيندوفن الهولندي)، وأحمد حسن كوكا (ري وافي البرتغالي)، ومنتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية الذي يتمنى تكرار إنجازه وحيازته على الكأس الإفريقية الغالية العام 2007، ومنتخب مالي الذي يتوفر على خزان جيد من اللاعبين الموهوبين، وحتى المنتخبات الأخرى، ستكون مدفوعة بحماس تشريف ألوانها وبلوغ المونديال التركي، مستندة على التحضيرات الجيدة والجدية التي خاضتها في الخارج، كحال منتخب البنين الذي أجرى تربصه الأخير بمدينة مارسيليا الفرنسية. وبهذه المشاركة النوعية، يترقب المتتبعون والرياضيون الأفارقة مستوى فنيا رفيعا، ومتعة كروية لا يحسن صنعها وإهداءها إلا لاعبو القارة السمراء، فبعضهم يصنع أفراح أندية أوروبية عديدة، فكيف لا يقومون بالمثل في عرسهم الإفريقي بالجزائر؟