شدد وفد عن المجموعة البرلمانية الإيطالية للصداقة مع الشعب الصحراوي، التأكيد لوزير الخارجية الإيطالي جيوليو ترزي، على ضرورة قيام الاتحاد الأوروبي بتحرك عاجل من أجل وضع حد للانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان في مدن الصحراء الغربيةالمحتلة. وقالت النائب كارمن موتا منسقة المجموعة البرلمانية بعد تقديم عرض مفصل حول وضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية للوزير بمقر وزارة الخارجية الإيطالية، أن "تحرك الاتحاد الأوروبي أصبح أكثر من ضروري في ظل الوضع المأساوي لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية. وأعرب أعضاء الوفد عن "انشغالهم" الكبير إزاء ما يحدث من انتهاكات في المدن الصحراوية المحتلة والتي عرفت تصعيدا خطيرا منذ محاكمة المعتقلين الصحراويين، ضمن من أصبحوا يعرفون بمجموعة مخيم "أكديم إزيك" ال 24 من طرف المحكمة العسكرية بالعاصمة الرباط. ولفتت كارمن موتا انتباه وزير الخارجية الإيطالي إلى خطورة "الأحكام الثقيلة" التي أصدرتها هيئة هذه المحكمة الصورية، وشددت التأكيد على "ضرورة القيام بمبادرة إيطالية على المستوى الأوروبي لتوسيع صلاحيات بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية "مينورسو"، لتشمل مراقبة وضعية حقوق الإنسان" وطرح المسألة خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي المنتظر عقده شهر أفريل القادم، لبحث الوضع في الصحراء الغربية وكذا تمديد مهمة هذه البعثة. وأوضحت النائب أن بعثة "مينورسو "هي البعثة الأممية الوحيدة في العالم التي تفتقر حاليا إلى آلية لحماية المدنيين"، معتبرة أن "الوقت قد حان لتدارك مثل هذه الوضعية غير المبررة. ودعا الوفد إلى تمكين ممثلين عن السفارة الإيطالية بالمغرب لحضور محاكمات المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بصفة "ملاحظين"، على غرار ما تقوم به سفارات دول أخرى مثل الولاياتالمتحدة وسويسرا. كما تناول الوفد البرلماني الإيطالي مع وزير الخارجية الإيطالي"الوضع الإنساني الصعب" الذي يعيشه سكان مخيمات اللاجئين، حيث يقيم جزء كبير مع الصحراويين في المنفى منذ قرابة 40سنة وطالب ب«ضرورة" رفع حجم المساعدات الإنسانية لهؤلاء اللاجئين. وفي نفس سياق التأييد الدولي الذي تلقاه القضية الصحراوية على الصعيد الدولي وخاصة منذ محاكمة نشطاء مخيم "أكديم إيزيك"، جدد الرئيس الناميبي هيفيكي بوني بوهامبا التأكيد على دعم بلاده لحق الشعب الصحراوي "الغير قابل للتصرف" في تقرير مصيره والاستقلال. وجدد الرئيس بوهامبا في رسالة تهنئة إلى الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز بمناسبة الذكرى ال37 لإعلان الجمهورية الصحراوية مطالبته ب«التطبيق الفوري" و«اللامشروط" لقرارات الأممالمتحدة بشأن قضية الصحراء الغربية. ومن جهته، أدان وزير الداخلية الصحراوي حمادة سلمى"بشدة" استمرار المملكة المغربية في إنتاج وتصدير المخدرات، ورفضها محاربة هذه الآفة وتقديمها بدلا عن ذلك تسهيلات خاصة لشبكات التهريب الدولية للمخدرات، التي تبقى أهم مصدر للثراء غير المشروع الذي تستفيد منه الجهات الرسمية المغربية". وقال الوزير الصحراوي إن الرباط "ظلت دائما تدعم الاتجار غير المشروع بالمخدرات، منتهجة أساليب مختلفة، بما في ذلك تكوين ودعم عصابات إجرامية منظمة ومجموعات تهريب تعمل بقوة لإيجاد الطرق التي تمكنها من تصدير هذه السموم سواء للبلدان المجاورة أو أوروبا". وأكد حمادة سلمى أن الدولة الصحراوية مجندة "بقوة" لمحاربة هذه المحاولات "التي تسعى قوى الإجرام والتهريب إلى استغلالها" خدمة لأهداف الشعب الصحراوي ومصالحه". يذكر، أن آخر إحصائية تضمنها التقرير السنوي للهيئة الدولية لمراقبة المخدرات، أكدت أن حوالي 72 بالمائة من كمية المخدرات التي تم حجزها في مختلف مناطق العالم العام الماضي، مصدرها حقول القنب الهندي المنتشرة في منطقة الريف المغربي. وللتنديد بالممارسات المغربية ضدهم وبالمحاكمة الصورية التي أخضع لها نشطاء مخيم "أكديم إزيك" نظم الطلبة الصحراويون بمصر وقفة أمام السفارة المغربية بالقاهرة للتعبير عن تنديدهم بالإجراءات الانتقامية التي يتعمد موظفو هذه السفارة اتخاذها ضدهم، وعن احتجاجهم على المحاكمة العسكرية للمناضلين الصحراويين مطالبين الجامعة العربية برفع التعتيم الإعلامي عن القضية الصحراوية. وليست هي المرة الأولى التي يحتج فيها الطلبة الصحراويون في مصر، حيث سبقتها عدة وقفات واعتصامات ليلية داخل السفارة على مدى الأسابيع الماضية للتعبير عن امتعاضهم من تعامل السفارة المغربية معهم، والتي تحمل نزعة انتقامية بعد الوقفات النضالية التي قاموا بها في مصر لكشف ممارسات القمع وانتهاكات حقوق الإنسان من طرف سلطات الاحتلال المغربية بالأراضي الصحراوية المحتلة. وصرح أحد الطلبة الصحراويين المشاركين في الوقفات، أن الطلبة تلقوا"تهديدات" من مسؤولين بالسفارة لوقف أي شكل من أشكال المساعدات لهم، على خلفية الوقفة الاحتجاجية التي نظموها أمام مقر الجامعة العربية ورفع علم الجمهورية الصحراوية، وترديد شعارات تطالب بتقرير مصير الصحراء الغربية والتنديد بالممارسات القمعية المسلطة على المناضلين الصحراويين بالسجون المغربية. وأكد أحد الطلبة، أن مسؤولا بالسفارة قال لهم "عندما تصبحون مغاربة سنساعدكم"، كما أبدى غضبه من تصريحات الطلبة لوسائل الإعلام الأجنبية بشأن الرسالة الموجهة للجامعة العربية والتي طالبوا فيها برفع التعتيم الإعلامي عن قضية الصحراء الغربية. وأضاف، أن جلّ الطلبة الصحراويين في مصر ينحدرون من أسر فقيرة"، بعد أن منعوا بسبب التهميش والتمييز من دخول الجامعات المغربية" و«لم يستطيعوا دفع الرشاوى لتجاوز تلك العقبات فلجأ جلهم إلى معهد البحوث والدراسات العربية التابع للجامعة العربية بسبب تكلفته المالية". وأكد أن السلطات المغربية وأمام شعورها بازدياد فعاليات الناشطين الصحراويين بمصر انطلاقا من هذا المعهد الذي يدرس به نحو 100 طالب صحراوي، قررت إلغاء الاعتراف بشهاداته في سابقة لمعاقبة هؤلاء الطلبة وضرب أحلامهم في الحصول على مناصب عند الرجوع إلى الأراضي المحتلة.