أكد الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أمس، ببشار، أن الحكومة لن تتخذ أي قرار دون تشاور مع المعنيين ومن لهم الحق فيه، وجدد بالمناسبة استعداد الحكومة وإرادتها للعمل على تحقيق المطالب التي رفعها شباب ولاية ورقلة، مشيدا بموقف هؤلاء الشباب الذين حافظوا -حسبه- على الوحدة الوطنية والاستقرار وتفادوا أسلوب العنف في التعبير عن مطالبهم. ودعا السيد سلال لدى إشرافه على ندوة جهوية حول ”دور الجامعة في ترسيخ ثقافة السلم” نظمها الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين بجامعة بشار، الشباب إلى الثقة في دولتهم وحكومتهم، متعهدا بالعمل على التكفل بكل انشغالاتهم، وبذل الحكومة لكل الجهود المتاحة أمامها للاستجابة لمطالبهم، معتبرا في سياق متصل بأن المطالب التي رفعها شباب ورقلة والتي تركزت على مطلب الشغل، ”هي مطالب مشروعة والحكومة ستعمل مع هؤلاء الشباب لتحقيقها”. وأثنى الوزير الأول، بالمناسبة، على الوعي الذي تحلى به شباب هذه الولاية، في الإعلان عن مطالبهم الاجتماعية وابتعادهم عن أسلوب العنف ومحافظتهم على الوحدة الوطنية واستقرار البلاد، مؤكدا بأن الحكومة من جهتها لن تتبع أي طريق آخر غير التشاور والحوار في رسم سياساتها ووضع مخططاتها التنموية، التي لن تقصي أي طرف ولا جهة من الوطن. فيما نفى خلال لقائه بأعيان ولاية بشار أن يكون قد نعت شباب ولاية ورقلة أو أي شباب آخرين ب«الشرذمة”، مؤكدا بأنه لم يتلفظ بهذه الكلمة أبدا، مستغربا إثارتها على لسانه، مؤكدا أنه ليس من طباعه استخدام هذه الكلمات التي لا وجود لها في قاموسه اللفظي. كما ذكر في نفس الصدد بأن الدولة التي تؤمن بأن أحسن وأفضل استثمار في العصر الراهن، هو ذلك الذي يركز على تكوين الكفاءات البشرية، مبرزا الجهود الكبيرة التي بذلتها في مجال تطوير الجامعة الجزائرية وتوسيع انتشارها عبر مختلف جهات الوطن بما فيها الجهات الصحراوية البعيدة، مثلما هو الحال بالنسبة لولاية إليزي حيث تم فتح مركز جامعي بها مؤخرا. وفي حين أكد بأن الحكومة ”ستبقى تعمل بدون أي خلفيات ولا نية في تصفية حسابات مع أحد”، جدد رئيس الجهاز التنفيذي دعوته للشباب إلى حمل مستقبله ومستقبل بلاده بيده، قائلا في هذا الصدد ”ثقوا في أنفسكم وفي مستقبلكم، وثقوا في حكومتكم وفي جيشكم، وضعوا السلم في أعينكم”، وأكد بأن الجزائر التي تعرف القيمة الحقيقية للسلم بعد أن عانت ويلات العشرية السوداء، أضحت اليوم من الدول القليلة التي حققت استقرارا وتقدما في العديد من المجالات، مستدلا في هذا الخصوص باعترافات رئيسة صندوق النقد الدولي السيدة كريستين لاغارد قبل أيام، بأن الجزائر حققت تطورات كبيرة في الفترة الأخيرة. من جانب آخر، شدد السيد سلال على أن مكافحة الدولة للفساد ستستمر بكل صرامة ودون هوادة، مجددا التأكيد على أن مشروع تعديل الدستور سيأتي قريبا، لاسيما وأنه يندرج ضمن برنامج الإصلاحات السياسية التي أعلنها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والتي لم يتبق منها سوى مشروعين، من بينهما مشروع فتح قطاع الاتصال السمعي البصري.