أعطى وزير التهيئة العمرانية والبيئة والمدينة، السيد عمارة بن يونس، أمس، إشارة انطلاق الغلق التدريجي لمركز الردم التقني بمنطقة أولاد فايت الذي وصفه "بالكارثة الإيكولوجية" بالنظر إلى سوء التسيير، مما جعل سكان المناطق المجاورة يتضررون من الروائح الكريهة وانتشار الحشرات الضارة. وبالمناسبة، أكد السيد الوزير أن عملية تسيير باقي مراكز الردم ستسلم إلى المختصين في المجال غير مستبعد اللجوء إلى الخبرة الأجنبية، معلنا عن تنصيب لجنة عمل على مستوى الوزارة لاقتراح الحلول لتعويض الأكياس البلاستيكية، ولجنة ثانية تدرس مشروع تحسين واجهة العاصمة من خلال تعميم قرار نزع الهوائيات المقعرة. الزيارة الميدانية التي قادت ممثل الحكومة لمركز الردم التقني لأولاد فايت، جعلته يقف على حجم ”الكارثة الطبيعية"، بعد تشبع المركز من ناحية جمع النفايات والطوابير الطويلة لشاحنات جمع النفايات التي تتسبب يوميا في إحداث اختناقات مرورية عمقت من المشاكل اليومية التي يعاني منها السكان بسبب مركز الردم ، وهي الانشغالات التي حاول بعض السكان رفعها للوزير الذي طمأنهم بحل جميع مشاكلهم المتعلقة بالبيئة بعد الغلق النهائي للمركز خلال 20 شهرا، على أن يشعر المواطن بالتحسن ابتداء من فصل الصيف المقبل، حيث سيتم إنجاز 59 بئرا لضخ الغازات السامة وتحويلها للمعاجلة، وهو ما سيحل نهائيا إشكالية الروائح الكريهة المنبعثة من المفرغة. وخلال الشروحات المقدمة للوزير حول نشاط المركز الذي فتح سنة 2002، أشار مدير البيئة، السيد مسعود تباني، إلى تسجيل تشبع الصناديق الأربعة التابعة للمركز الذي يمتد على مساحة 42 هكتارا مع نهاية 2012، وعليه شرع اليوم في عملية الغلق التدريجي للمركز الذي تحول من مكان عصري لجمع وردم النفايات إلى بؤرة للتلوث البيئي . وقد حمل السيد عمارة بن يونس مؤسسة جمع النفايات المنزلية " نات كوم" مسؤولية تدهور نشاط مركز الردم، مشيرا إلى أنّ الجزائر لا تملك اليوم مختصين في مجال تسيير مراكز الردم التقني، وحتى لا تسجل نفس النقائص بمراكز الردم الجديدة بكل من رغاية، حاميسي ببلدية زرالدة وقورصو بولاية بومرداس، تقرر إطلاق مناقصة وطنية ودولية لاختيار الشريك الذي يملك مؤهلات في هذا المجال، غير مستبعد اللجوء إلى الخبرة الأجنبية عبر الشراكة مع مؤسسة جزائرية وفق قاعدة " 51/49". وعن الغلاف المالي المخصص لإنشاء وغلق مركز الردم أولاد فايت، تحدث الوزير عن مبلغ 1,9 مليار دج، مشيرا إلى أن النفايات سيتم تحويلها ابتداء من فصل الصيف المقبل، نحو مركز الردم الجديد ببلدية زرالدة حاميسي الذي يمتد على مساحة 95 هكتارا، ويتم حاليا إنجازه من طرف المؤسسة الوطنية " امنهيد"بالشراكة مع مؤسسة إسبانية. وبخصوص إشكالية الأكياس البلاستيكية التي أصبحت تضر بالبيئة، أعلن الوزير عن تنصيب لجنة عمل على مستوى الوزارة قبل 15 يوما لدراسة الإشكال، واقتراح الحلول الناجعة في أقرب وقت . وتتوقع وزارة البيئة أن ترتفع نسبة استيعاب مراكز الردم الثلاثة إلى 3,8 مليون طن، من منطلق أن طاقة استيعاب مركز الردم برغاية تقدر ب 2 مليون طن، حاميسي 1,6 مليون طن وقورصو 2 مليون طن، علما أن كل مواطن يرمي ما معدله يوميا 0,95 كيلوغراما من النفايات .