شد جناح الحيوانات المحنّطة لمديرية الغابات المشاركة في فعاليات صالون الفلاحة الذي احتضنه قصر المعارض مؤخرا ونال شهرة كبيرة، اهتمام العائلات والأطفال الذين وجدوا أنفسهم أمام نماذج لحيوانات وطيور مختلفة، منها ما كانت مشاهدته حلما بالنسبة لهم مثل طائر الهدهد والصقر والأيّل. ولأن عملية حفظ الحيوانات الميتة عملية هامة يحرص عليها متخصصون علاوة على دورها الفعال في الجانب التربوي والعلمي، المساء نقلت لكم تفاصيل العملية، وسبل حماية الحيوانات والطيور والمائيات في الجزائر. كيف يمكن تصنيف الحيوان بأنه محمي؟ وكيف يمكن تحنيطه بعد وفاته الطبيعية في محيطه الإيكولوجي؟ هي أسئلة طرحناها على المهندس عيساني رضوان متخصص في علم الغابات المسؤول عن الجناح فقال: ”في البداية نقوم بعملية تصنيف الحيوانات بين المحمية وغير المحمية، أما الصنف الأول فهو الذي يعاني من مشكل التكاثر الذي يشير إلى خطر الانقراض، وهذا بعدما نقوم بعملية الجرد لمعرفة أعدادها على مستويات تواجدها، ثم على المستوى الوطني، ولهذا فقد صدر مرسوم رئاسي يحمي العديد من الحيوانات مثل الأيّل البربري، الذي قلّ عدده بسبب الصيد العشوائي والأمراض التي تتربص به في البراري، وكذا حيوان الشيهب أو ”الضربان” الذي كان في السابق يُصطاد بقوة هو الآخر للحمه اللذيذ، الذي يستعمله بعض الأفراد للعلاج أيضا، كما تتم الاستفادة من أشواكه في عملية الحياكة التي تقوم بها السيدات، ففي وقت سابق لم تكن هناك وسائل خاصة للعملية، ولهذا صدرت قوانين تعمل محافظة الغابات على تنفيذها؛ بحيث يُمنع اصطياد الضربان وتربيته والمتاجرة به، كما صُنف ضمن الحيوانات المتوحشة، علما أن عدد الحيوانات المحمية على مستوى الوطن 43 حيوانا ثديا، بالإضافة إلى الطيور ومنها البلبل، الذي تناقصت أعداده بسبب الصيد العشوائي وسجنه بالأقفاص، مما يصعّب عملية تكاثره، وهنا أود الإشارة إلى أن ثمن أنواع الطيور محمي بقوانين دولية، إلى جانب ربع الحيوانات الثدية، وعدد من الحشرات، وهذا الأمر الذي لا يعرفه الكثيرون. وحول عملية تحنيط الحيوانات الميتة قال المهندس: ”هناك مصالح خاصة على مستوى مراكز حماية الصيد تقوم بعملية التحنيط، حيث يقوم بالعملية متخصص يعمل في البداية على إخراج أحشاء وأعضاء الحيوان الداخلية بواسطة آلة تشريح، وتتم عملية تنظيف البطن بمواد كيميائية خاصة، ثم تضاف مواد محافظة حتى لا تتحلل الجثة مع الوقت بفعل البكتيريا الموجودة بالهواء، ويتم حفظ الجلد والهيكل العظمي لحشوه بمادة معيّنة، ثم يوضع في أماكن معيَّنة مثل متاحف الحدائق ومتحف دار الطبيعة بمحمية زرالدة. وحول كيفية تلقين الصغار أسس التربية البيئية يقول محدثنا: ”هناك برنامج توعوي للأطفال بالتعاون مع منطقة تكاثر الصيد بزرالدة ومركز تربية الصيديات مع المدارس والنوادي الخضراء، التي تعمل على توضيح طرق حماية النباتات والحيوانات، حيث تشرح للطفل كيفية تكاثر الحيوانات ومكان عيشها والتمثيل الغذائي، وهي معلومات تدخل في التوعية، التي نسعى من خلالها للاستثمار في أبنائنا، من خلال غرس الثقافة البيئية فيهم”. ويواصل المهندس قائلا: ”بمتحف دار الطبيعة بمحمية زرالدة لدينا نماذج مختلفة من الأسماك، نسعى من خلالها لتعريف الطفل بالبحر وميزاته والبحريات الموجودة فيه، وكذا أوراق الأشجار المختلفة، مع عرض مفصل للسلسلة الغذائية، حيث ننطلق من البذرة إلى عوامل تكوينها وأهمية الماء والرياح والطيور في نقل البذور عبر الأماكن.