ستصوَّب الأنظار والاهتمامات بشكل خاص على اللقاء الهام الذي سيُلعب بملعب الشهيد أحمد زبانة بين المنتخب النيجيري بنظيره الكونغولي، والذي سيتحدد على ضوئه المتأهل الثاني عن هذه المجموعة إلى الدور نصف النهائي، وبالتالي المترشح الرابع لمونديال تركيا. وتذهب التخمينات في مصلحة المنتخب النيجيري، الذي استعاد توزانه بفوزه في الجولة الثانية على منافسه الغابوني بهدف لصفر من توقيع جاجون عبد الجليل بواسطة ضربة جزاء صحيحة في الدقيقة ال19، وكادت حصيلة التسجيل أن تكون ثقيلة لولا رعونة المهاجمين النيجيريين، الذين ضيّعوا فرصا كثيرة لا تُعد ولا تُحصى على مدار الشوطين، مما أكد على عزم ”النسور الخضر” على استدراك ما فاتهم وعدم تضييع تواجدهم في دور متقدم من هذه المنافسة الإفريقية والحضور في كأس العالم لفئتهم. فالنتيجة التي حققها زملاء المهاجم المتألق كايودي، بقدر ما أراحت المدرب جون أوبوح فقد أقلقته من ناحية المردود، خاصة من خط الهجوم، الذي تَفنن في مسلسل الإهدار الكبير للفرص، ولحسن حظ فريقه أن منتخب الغابون تقهقر إلى الخلف، ولو تشجع في الهجوم لحصل العكس، لذلك من المحتمل أن يركز ناخب نيجيريا على ضرورة التركيز قبالة المرمى في مباراة اليوم ضد منتخب الكونغو الديمقراطية، حتى لا تنقلب الطاولة على منتخبه، ويفسد تخطيطه الذي صححه الأربعاء الماضي ولو بأقل الحصص. أما بالنسبة لمنتخب الكونغو الديمقراطية، الذي كان انتزع نقطة في اللقاء الأول أمام الغابون قبل أن ينهزم بصعوبة أمام المنتخب المالي، فلا يبدو أنه سيستسلم لخوفه من الترشيحات التي تميل لمنتخب نيجيريا، فهو لن يخسرشيئا مادامت الطلقة الأخيرة ويتمناها صائبة، لكن عليه أن يقوّي دفاعه الذي ظهر ثقيلا ضد مالي، خاصة حارسه المرتبك، والذي كان قدّم هدية الفوز للماليين. كما على الطاقم الفني معالجة التسرع الذي يطبع هجمات أشباله، والتي غالبا ما تفتقد للمسة الأخيرة، ما يدفع بهم إلى استغلال الكرات الثابتة إلى أقصى حد ممكن، كما حصل ضد منتخب مالي، الذي تمكن لاعبه نغوي إيموم عن طريق إحداها، من توقيع هدف رائع.