كما كان متوقعا، تمكن المنتخب النيجيري من اقتطاع بطاقة التأهل إلى الدور نصف النهائي من منافسة كأس إفريقيا للأمم لأقل من 20 سنة، وكذا إلى مونديال تركيا، بعد فوزه في لقاء الجولة الثالثة والأخيرة من المجموعة الثانية، التي تجري وقائعها بملعب الشهيد أحمد زبانة، على منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية بثلاثة أهداف لواحد، ولم يكتف النيجيريون بالفوز، بل تصدروا مجموعتهم مستفيدين من تعثر غريمهم المالي أمام منتخب الغابون... الفريق النيجيري لم يسلك عديد الطرق ليحقق هدفه، بل كانت وجهته منطقة خصمه منذ صافرة البداية، حيث شكل ضغطا كبيرا على المنتخب الكونغولي الذي انهار أمام الحملات الهجومية المتتالية لأشبال المدرب أبوح جون سام، الذين أضاعوا أهدافا أكيدة خلال نصف الساعة الأول من اللقاء عن طريق باكالا في الدقيقة22 وعبد الجليل أجاغون في الدقيقة 26، قبل أن يجسدوا سيطرتهم على مجريات المقابلة بهدف أول في الدقيقة 34 عن طريق ضربة جزاء صحيحة تحصل عليها إيكبيبي، نفذها زميله عبد الجليل أجاغون بنجاح، وقد حفز كثيرا صاحب لقب الدورة السابقة في الكاميرون نجاة مدافعه أمافولو من الإقصاء، بعدما اكتفى حكم اللقاء مايمانا بإشهار البطاقة الصفراء في وجهه عوض الحمراء، بعدما تعمد عرقلة مهاجم كونغولي وهو في وضعية آخر مدافع في الخط الخلفي. وأمام تواضع أداء منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية، واصل المنتخب النيجيري الإغارة على مرماه، حتى طرقها بهدف ثان في الدقيقة 39 سجله المهاجم عمر أمويني مستغلا خطأ من المدافع الكونغولي أميومار، وقبلها كاد أجاغون أن يهز الشباك لولا رعونته قبالة المرمى في الدقيقة 37...الشوط الثاني سار كالأول لمصلحة النيجيريين، الذي قتلوا المقابلة بهدف ثالث سجله نفس موقع الثاني عمر أمونيي في الدقيقة الأولى بعد الاستئناف، وكادت الحصة أن ترتفع لو لم يدخلوا في فخ السهولة، وهو ما استغله المنتخب الكونغولي لتوقيع هدف شرفي في الدقيقة 72 بواسطة بومبال، الذي قذف كرة من خارج منطقة العمليات اصطدمت بقدم أحد المدافعين النيجيرين قبل أن تهز شباك حارسهم عصمان الذي عاش أمسية هادئة أول أمس. المدرب النيجيري أبوح جون سام، صرح عقب نهاية المقابلة، أن منتخبه كان عازما على الفوز في هذا اللقاء الثالث، ليس لتحقيق التأهل إلى الدور نصف النهائي فحسب، بل والذهاب بعيدا في هذه الدورة. وأضاف : ” لا يهمني عدد الأهداف التي سجلناها، بل إن ما كان يشغلني هو الفوز بعد بدايتنا الخاطئة ضد مالي، وأرى ذلك أمرا طبيعيا لأنه غالبا ما تستهل بعض المنتخبات أي منافسة بوتيرة بطيئة قبل أن ترتفع مع مرور الوقت وتوالي المباريات، وما سأركز عليه الآن، هو تطوير طريقة لعبنا قبل اقتحام الدور نصف النهائي”. أما مدرب منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية بودوين لوفومبا، فذهب بعيدا في تصريحه، عندما شكك في سن بعض اللاعبين المشاركين في هذه الطبعة الثامنة عشر من كأس إفريقيا للأمم لأقل من 20 سنة، حيث قال : ” هناك أمر خطير لم أود التصريح بعد اللقاء الأول ويخل بالروح الرياضية في هذه الدورة، وهو إقحام بعض المنتخبات لاعبين أكبر سنا من المحددة والمقررة، وبالنسبة لنا، فإن هزيمتنا كانت متوقعة أمام منتخب نيجيريا القوي في خط هجومه، والذي يستحق التأهل، ولسوء حظنا أننا لم نستغلل نقطة ضعفه في الدفاع، لأننا شاركنا لأول مرة بمنتخب شاب، وهذا الذي صنع الفارق، أما المستوى العام للبطولة فكان متقاربا”.