سيحاول المنتخب النيجيري اليوم، أن يقص شريط المجموعة الثانية بانتصار أمام المنتخب المالي، وبالتالي إرسال إنذار للمنتخبات الأخرى من أنه موجود في”الكان” للمحافظة على لقبه، وفي نفس الوقت رفع رصيده من التتويجات إلى سبعة، وهذه النية كان قد كشف عنها مدربه أبوح جون مباشرة بعدما وطأت أقدام أشباله أرضية المطار الدولي أحمد بن بلة بالسانية. وأضاف مؤكدا على أن الهدف الأساسي الذي من أجله حضر كتيبته، حتى وإن اعترف بصعوبة المهمة أمام منتخبات، قال بأنها قوية وصعبة الترويض والتفاوض كالمنتخبين المصري والغاني، والمنتخب الوطني (مستضيف هذه الطبعة من كأس إفريقيا للأمم)، وكل هذه المنتخبات سجلت اسمها في مسار هذه المنافسة عل مدى 35 سنة . ويعول إبوح على تشكيلة نيجيرية منسجمة، مرصعة بفرديات جيدة يتقدمها حسان أبو بكر المحترف بالبطولة الدانماركية، وكايودي أولرنواجو أيوبامي الناشط في البطولة التركية، وأوليها إيقبي الذي يلعب في فريق الترجي التونسي، موضحا في الوقت نفسه أن ”النسور الخضراء” سوف ترمي بكل ثقلها لنيل الانتصار الأول الذي سيمهد لها الطريق للتأهل إلى الدور نصف النهائي. وفي السياق نفسه، أشار المدرب النيجيري إلى أنّ تشكيلته مرشحة كل مرة للعب الأدوار الأولى، لاسيما وأنها ستكون مدفوعة بزخم معنوي من صنع أكابرهم، الذين سبقوهم ورفعوا الكأس الإفريقية لفئتهم عاليا في بلاد نيلسون مانديلا . لكن هل سيكون المنتخب المالي صيدا سهلا لها ؟ الأكيد أنّ أحفاد ساليف كايتا، حتى وإن لم يتح لهم نيل ولا لقب واحد لحد الآن، والأحداث الأليمة التي يعرفها بلدهم، إلا أنهم سوف يجعلون من أكابرهم مثالا لهم لمقارعة النيجيريين، والماليين لم ينسوا أن خصمهم اليوم حرمهم من لقب إفريقي العام 1989، حيث هزمهم ذهابا وإيابا (2/1)و( 2/0) . وكباقي المنتخبات الأخرى المشاركة في العرس الإفريقي، فإن منتخب مالي له محترفوه الذين سيستند عليهم لمواجهة أرمادة نجوم نيجيريا، حيث يرتكز على خمسة، أربعة منهم يلعبون في فرنسا ويتعلق الأمر بكل من عبد الله كايتا وونيان أداما ( نانت) وكايتا تبكورو (غانغان) و يارنغو علي (أ.مارسيليا) وديارا بوباكري (نادي تورينو الإيطالي)، فضلا عن عناصر محلية متخرجة من أكاديمية ”ساليف كايتا” الشهيرة . أمّا اللقاء الثاني الذي سيجمع بين منتخبي جمهورية الكونغو الديموقراطية والغابون، فيبدو متكافئا للوهلة الأولى، ولو أن الترشيحات تميل إلى منتخب الكونغو باعتباره صاحب لقب قاري سنة 2007 تحصل عليه بعد فوزه على نيجيريا بهدف وحيد، و امتلاكه هو الآخر لستة محترفين أربعة يلعبون بفرنسا، ويخص الأمر كل من كريس ماكونغو وندوغالا أريستوت ودياكوفا لورهيم ووالونقوا أنطوني، وواحد ينشط في بلجيكا هو كريس مباتي، والسادس مانزيا بودجي يلعب في البطولة التونسية . وفي مواجهته، منتخب الغابون الذي سيعتمد على تشكيلة كلها من البلد باستثناء واحد يمارس بتونس، ويتعلق الأمر بمتوسط ميدان نادي صفاقس ديدي ندونغ إبراهيم، وبحسب مدربه، فإن ذلك لا يشكل عائقا كبيرا له، رغم إدراكه بأهمية المنازلة أمام الكونغوليين، بل ويتحدى مرافقي مجموعته من أنه ولاعبيه لم يأتوا إلى الجزائر من أجل المشاركة فحسب، بل لصنع المفاجأة مادام أن البعض لا يزال ينظر إليهم على أنهم صغار القارة كرويا. وقد أعدوا أسلحتهم بلقاء ودي تحضيري واجهوا فيه أول أمس نادي الكرمة، وفازوا به بهدف يتيم، وهو المنتخب الوحيد الذي لعب لقاء وديا في الجزائر، والأكيد أن المتعة والإثارة ستحضران بالمجموعة الثانية كنظيرتها الأولى، فما على المتتبعين وهواة الفنيات الإفريقية سوى اقتعاد كراس، إبتداء من اليوم بملعب الشهيد أحمد زبانة .