تحدث السيد موسى ميساور رئيس الاتحادية الجزائرية لكمال الأجسام بكثير من الألم والمرارة عن الظروف التي تعمل هيئته في ظلها، مشيرا إلى أن النتائج الرائعة التي يحققها الرياضيون في مختلف المحافل الدولية وأخرها لقبين عالميين لم يشفع لهذه الرياضة .وبرر ميساور في هذا الحوار الذي خص به ” المساء” كلامه بضعف الميزانية المخصصة لفيدراليته والمقدرة ب 150 مليون سنتيم الى جانب نقص المنشآت مستدلا بسد أبواب القاعة البيضاوية أين تتدرب مختلف المنتخبات الوطنية كلما تعلق الأمر بتنظيم مؤتمرات وتجمعات وحفلات غنائية. ويعلق محدثنا آمالا كبيرة على لقاء الوزير محمد تهمي في ال14 أفريل الجاري ، حيث يأمل ميساور أن يتفهم المسؤول الأول على القطاع المشاكل التي تتخبط فيها رياضة كمال الأجسام من خلال الرفع للدعم المادي وحل معضلة القاعات. السيد ميساور ، ما سر عودتكم إلى تسيير الفيدرالية من جديد ؟ في الحقيقة العودة إلى تسير الهيئة الفيدرالية التي كنت على رأسها في العهدة الأولمبية 2006/2009، كان بطلب من عائلة رياضتي كمال الأجسام والحمل بالقوة (الباورليفتينغ ) لدرايتها الكاملة بالعمل القاعدي الذي قدمته للاختصاصين منذ قرابة 20 سنة ... وجلوسي على كرسي رئاسة هذه الهيئة الفيدرالية، سيمنح لي فرصة تجسيد مشروع تطوير رياضي طموح الذي حملته معي في العملية الانتخابية . هل يمكنكم أن تطلعونا على المحاور الكبرى لهذا المشروع الترقوي ؟ بطبيعة الحال، البرنامج الترقوي الذي حملته خلال العملية الانتخابية يهدف بالدرجة الأولى إلى إعادة ترتيب أمور الاتحادية التي عرفت اللاستقرار في السنوات الثلاث الماضية لاسيما في جانب التطوير والتكوين للقاعدة الذي يخص المدربين والحكام والمراقبين في التغذية الرياضية. وبشأن البرنامج، فإنه يحتوي على نقاط هامة أبرزها توسيع رقعة الممارسة من خلال إعادة بناء الرابطات الولائية التي أغلقت أبوابها خلال العهدة الماضية ، حيث قررنا فتح 30 رابطة وإنشاء ست أقطاب تكوينية في غضون ثلاث سنوات 2013/2016 ، وكذا الاستعانة بالخبرة الدولية لاسيما من فرنسا ومصر .
نفهم من كلامكم أن الخبرة المحلية غير قادرة على تجسيد هذا المخطط العملي ؟ هذا غير صحيح، لأن العلاقات الطيبة التي تجمعنا مع مختلف الاتحاديات الدولية لكمال الأجسام هي التي أثمرت بهذه الفكرة لاسيما وأن الاتحاد المصري والفرنسي عرضا علينا خدمتهما في المجال التكويني الذي يخص الحكام والمدربين بحكم تحديث الاختصاصين (كمال الأجسام والحمل بالقوة) في كل منافسة دولية وكذا في إطار التغذية الرياضية لنقص التوعية لدى الرياضي الجزائري الذي يبقى حائرا في كل الحصص التدريبية أمام نوعية التغذية المقدمة له سواء المستوردة أو المحلية.
ألا ترون أن نشاط كمال الأجسام والحمل بالقوة منحصر فقط على فئة الأكابر ؟ لا ... والدليل على ذلك وجود فريق الأواسط الذي يملك في تعداده عناصر تتراوح أعمارها 17 سنة.... وتنوي الإتحادية خلال العهدة الحالية 2013/2016 ، إنشاء لجنة خاصة بالمواهب الشابة لفئة ما دون 17 عام ، تهتم بتنشيط دورات جهوية ووطنية ... وفي الحقيقة هذه الفكرة غير جديدة حيث سبق لها وأن طبقت في العهدة 2006/2009، ونظرا للمردود الفني القيم الذي قدمته هذه الأخيرة قررنا إعادة إحياءها لا سيما وأن أبطال الجزائر هم خريجي هذه اللجنة على غرار محمد بوعافية صاحب الرقم القياسي العالمي لفئة (128 كلغ) وعيسى عبد القادر محطم الرقم القياسي العالمي لفئة (67 كلغ) وكذا محمد لكحل صاحب الميدالية الفضية في البطولة العالمية التي جرت بالعاصمة الهولندية ستوكهولم شهر جوان الماضي ، بالإضافة إلى محمد طوبال المتوج باللقب العالمي في الهند عام 2009.
على ذكر الفريق الوطني، ما هي المنافسات التي تنتظره خلال الموسم الجاري ؟ الفريق الوطني الذي تتدرب عناصره على مستوى أنديتهم ، يملك مواعيد رسمية هامة أبرزها منافسات كأس العالم المقررة بروسيا ما بين 10 و17 جوان المقبل ، والتي تخص كل من محمد لكحل ومحمد بوعافية اللذين ينشطان في فريق قليعة ونور الدين قاوي المحترف بنادي تولوز الفرنسي ، تليها مباشرة الألعاب العالمية المبرمجة بمدينة كالي الكولومبية من 27 جويلية إلى 4 أوت ، حيث ستكون الجزائر ممثلة برياضي واحد فقط يتعلق الأمر بمحمد بوعافية ، بالإضافة إلى البطولة الإفريقية لفئتي الأكابر والأواسط التي ستجرى بالمغرب شهر أكتوبر وهذا في اختصاص الحمل بالقوة (الباورليفتينغ ) ... وبشأن منافسات كمال الأجسام فستنظم ليبيا البطولة المغاربية في أواخر شهر أكتوبر المقبل ، التي ستستغلها التشكيلة الوطنية لوضع أخر لمسات تحضيراتها للبطولة العالمية المرتقبة بمدينة مراكش المغربية في الفترة ما بين 4 و8 نوفمبر .
أسلفتم أن تدريبات الفريق الوطني تجرى على مستوى أندية عناصره، فماذا عن القاعة الفيدرالية ؟ في الحقيقة الوزارة الوصية منحتنا قاعة فيدرالية موجودة بالقاعة البيضاوية لكن هذه الاستفادة لم تستغل جيدا لاسيما وأن الاتحادية خصصت مبلغ معتبر لتجهيزها بوسائل بيداغوجية هامة، حيث واجهتنا مشاكل كبيرة عرقلت مسار تدريبات ”الخضر” بسبب الرزنامة التنظيمية لهذه المنشأة التي تحتضن مؤتمرات وتجمعات والحفلات الغنائية ... وأود أن أشير أن الاتحادية المنقضية ولايتها كانت تلجأ في بعض الأحيان إلى كراء قاعات من عند الخواص الأمر الذي أدخلها في ديون لم تستطع تسديدها وبقية عالقة إلى حد الآن .
علمنا أن اتحاديتكم استلمت الشطر الأول من الميزانية، هل هي كافية مقارنة مع الرهانات التي سطرتموها ؟ هي ميزانية ضئيلة بالنظر إلى الرهانات التي تنتظرنا والتتويجات المتحصل عليها في إشارة إلى اللقبين العالميين بهولندا عام 2012 ، حيث استلمنا 150 مليون سنتيم كالدفعة الأولى من الميزانية وذلك قبل ثلاثة أسابيع ، وهي مقسمة على ثلاثة حصص 45 مليون سنتيم موجهة لمجال التطوير ، و5 ملايين سنتيم مخصصة للعمل المكتبي ، و100 مليون سنتيم لصالح الفريق الوطني ... للإشارة هذه المنحة تعد الأولى من نوعها بالنسبة لاتحاديتنا التي كانت تعتمد على إعانات الممولين الخواص الذين تكفلوا في السابق بسفريات النخبة الوطنية نحو الخارج وتدريباتهم بأرض الوطن .
من دون شك سيكون لقاؤكم مع الوزير يوم 14 أفريل الجاري، فرصة لإطلاعه عن هذه المشاكل التي تعرقل تطوير الفرع ؟ بطبيعة الحال، حيث نأمل من هذا اللقاء بأن يتفهم المسؤول الأول على القطاع المشاكل التي تتخبط فيها رياضة كمال الأجسام من خلال الرفع للدعم المادي وحل معضلة القاعة إلى جانب معرفة حيثيات سياسة التمييز التي مارستها وزارته على رياضيي هذه الفيدرالية حيث لم يستفيدوا من مستحقاتهم المالية المقدمة خلال الحفل التكريمي الذي نظم لصالح أحسن الرياضيين المتوجين لسنة 2012 ، مع العلم أن محمد لكحل ومحمد بوعافية وخالد كحيل المتوج بالمعدن النفيس في البطولة العربية لكمال الأجسام التي أقيمت بالمراكش المغربية ، صنفوا ضمن القائمة 41 التي تضم أحسن الرياضيين الذين يمثلون أفضل اتحاديات وطنية من حيث المردود ويتعلق الأمر بكل من ألعاب القوى ، الألعاب الجامعية ، رياضة المعاقين وكمال الأجسام .
هل من إضافة ؟ سنسعى من خلال لقائنا مع البروفيسور محمد تهمي ، الحصول على الموافقة الرسمية لإختضان الجزائر منافسات البطولة العربية للحمل بالقوة في شهر ديسمبر المقبل ، خصوصا وأن الدول العربية تلح على ذلك للاستفادة من خبرة الفريق المصنف في المركز الأول قاريا وعربيا.