يوقع وزير الفلاحة والتنمية الريفية، السيد رشيد بن عيسى، غدا، اتفاق شراكة في مجال التغذية مع وزير الفلاحة والأغذية الزراعية والغابة، الفرنسي السيد، ستيفان لوفول، الذي سيزور الجزائر بهدف تفعيل علاقات التعاون في مجال البحوث العلمية والتجارب للنهوض بالزراعة الإيكولوجية. وبالمناسبة، نظمت أمس ورشة عمل جزائرية - فرنسية تحت شعار "إنتاج أحسن بكيفية أخرى"، دعا خلالها وزير الفلاحة المشاركين إلى الخروج بأرضية عمل يتم عرضها على الوزير الفرنسي، لتحديد سبل توحيد الجهود الكفيلة بتوفير منتجات زراعية ذات نوعية، من دون المساس بالتوازن البيئي . الورشة التي شارك فيها عدة خبراء من الجزائر وفرنسا، نظمت على ضوء اللقاء الأخير الذي جمع وزير الفلاحة، السيد رشيد بن عيسى، بنظيره الفرنسي ستيفان لوفول بفرنسا شهر مارس الفارط، على هامش الصالون المهني للفلاحة، وتهدف إلى توحيد الجهود وتبادل الخبرات والمعارف من أجل ضمان توفير منتجات فلاحية ذات نوعية من دون المساس بالتوازن البيئي، وبالمناسبة أشاد وزير الفلاحة خلال افتتاح الأشغال بالمجهودات المبذولة من طرف الجزائر ضمن سياسة التجديد الفلاحي والريفي مما سمح بتحقيق ارتفاع محسوس في الإنتاج مع حل إشكالية العقار، مؤكدا أن تأخر الجزائر خلال العشرية الفارطة عاد بالفائدة على القطاع الفلاحي، بسبب عدم استعمال الفلاحين لأسمدة كيماوية خلافا للفلاحين الفرنسيين الذين أرهقوا الأراضي الفلاحية لتلبية طلبات السوق الدولية من القمح . كما طالب الوزير المشاركين، التفكير في خلق شبكة تواصل ما بين عدد من معاهد البحث والهيئات المعنية بتطوير القطاع الزراعي، بغرض تبادل الخبرات ونتائج البحوث خاصة في الجانب التقني، بما يسمح بضمان فلاحة مستقبلية وتطوير التحويل والصناعات الغذائية من خلال مرافقة الشباب في ميدان الابتكار والاستثمار في القطاع الفلاحي بكل فروعه . وبما أن إشكالية الحفاظ على خصوبة الأراضي الزراعية والاستغلال العقلاني للثروة المائية قضية مشتركة بين جميع الدول، يقول السيد بن عيسى إنه يجب" اليوم التفكير في صيغ حديثة في مجال الزراعة للحفاظ على ديمومة الإنتاج وتوفير طلبات السوق المحلية، وعليه فإن التفتح على ما يجري في مخابر الدول الأوروبية أمر أكثر من ضروري بالنسبة للجزائر" . من جهته، تطرق السيد برتران ايرفي نائب رئيس المجلس العام للتغذية والفلاحة والمساحات الريفية بفرنسا، إلى الوضع العام للقطاع الفلاحي بفرنسا وانشغالات المسؤولين والفلاحين حيال انخفاض الإنتاج، بسبب استنفاد الموارد الطبيعية، مشيرا إلى إعداد قانون خاص لدعم الإنتاج الطبيعي والإيكولوجي، من خلال تخصيص دعم مالي للفلاحين. وعن الورشة المنظمة بالجزائر، أشار المسؤول إلى أن الرهان المشترك للدولتين جعل الحكومتين تقرر تنسيق مجهوداتها، لضمان رفع طاقات الإنتاج على المدى البعيد من دون التأثير على الإمكانيات الطبيعية . وفي هذا السياق، أشار ممثل منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة "الفاو"، السيد عمار عساف، إلى رغبة المنظمة في مرافقة وزارة الفلاحة لحماية ثرواتها الطبيعية، وذلك من خلال توفير مختلف الوسائل التقنية وتكوين المرشدين الفلاحيين، لترشيد وعقلنة استغلال المياه من خلال تعميم أنظمة السقي التكميلي، وحسن اختيار الأسمدة والبذور وطريقة حرث الأراضي الفلاحية حتى لا يتم التأثير على التوازن البيئي، سواء عبر المساحات المزروعة أو الغابات تحت شعار "إنتاج أكثر بضرر أقل"، علما أن رهان منظمة الفاو" هو بلوغ "نسبة صفر في الفقر" عبر العالم، من خلال استغلال كل الأراضي الصالحة للزراعة بتوفير الغذاء .