أكد، وزير الفلاحة والتنمية الريفية، السيد رشيد بن عيسي، أمس، أن الجزائر اهتمت منذ الاستقلال بالتعاونيات الفلاحية، لكن طريقة التنصيب الإجبارية حولت هذه الهياكل عن مسارها الصحيح مما جعل الوزارة اليوم تتدارك الأمر وتترك المجال مفتوحا للفلاحين لإنشاء تعاونيات بطريقة تطوعية بغرض الاشتراك في توفير وسائل الإنتاج وخلق تكامل فيما بينهم. وتتوقع الوزارة من خلال عمل التعاونيات تحسين الأمن الغذائي في المستقل وتثمين قدرات الإنتاج، من جهته، أعلن وزير الصيد البحري وتربية المائيات السيد سيد أحمد فروخي عن حرصه على تشجيع الصيادين على إنشاء تعاونيات بغرض تنظيم نشاطهم والسهر على تحسين الإنتاج ووفرته. وبمناسبة اختيار منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" شعار«التعاونيات الزراعية تغذي العالم"، أشار وزير القطاع خلال إشرافه أمس على فعاليات الاحتفالات باليوم العالمي للتغذية بمقر الغرفة الوطنية للفلاحة، إلى إيلاء اهتمام خاص لنشاط التعاونيات بعد النتائج الايجابية المحققة عبر عدة فروع من خلال تنصيب تعاونيات ذات منفعة عامة، وهي الفكرة التي بدأت تتبلور بين مختلف الشعب وساهمت بشكل كبير في تحسين الإنتاج. وأشاد السيد بن عيسي بالمجهودات المبذولة من طرف مهنيي القطاع الذين سايروا مخططات وبرامج الوزارة والدليل هو ارتفاع الإنتاج الزراعي من سنة إلى أخرى بما يخدم عملية تحسين الأمن الغذائي، مشيرا إلى أن 42 بالمائة من المنتوج الفلاحي توفره الأراضي المحاذية للساحل، 22 بالمائة توفره مناطق الهضاب و18,3 بالمائة توفره الأراضي المستصلحة بالجنوب و16 بالمائة هي المنتجات المزروعة في المناطق الجبلية. كما أرجع الوزير سر الارتفاع في الإنتاج إلى تشجيع الشراكة ما بين المنتجين والصناعيين في شكل تعاونيات، مع فتح المجال للمبادرات وتفعيل النظام التعاضدي لتسهيل الحصول على كل وسائل الإنتاج من مكننة وأسمدة وبذور. من جهته، أكد وزير الموارد المائية السيد حسين نسيب عزمه على تخصيص حصص إضافية من المياه لسقي الأراضي الفلاحية والسهر على إنجاح مشروع وزارة الفلاحة المتعلق بسقي 1,6 مليون هكتار من الأراضي الفلاحية قبل نهاية 2014، بشرط أن ينظم الفلاحون أنفسهم في شكل تعاونيات لتسهيل عمليات التموين بمياه السقي، مشيرا إلى إعطاء توجيهات بغرض تجهيز أكبر عدد من المسطحات المائية بمضخات وقنوات لإيصال المياه للمساحات الفلاحية، وهو المشروع الذي يتم بالتنسيق مع وزارتي الفلاحة والبيئة. بالمقابل، ألح ممثل الحكومة على ضرورة تنسيق الجهود في المستقبل لاقتصاد المياه من منطلق أن الجزائر تقع ضمن المناطق شبه الجافة ولا يمكن ضمان الوفرة في المياه كل سنة. ولدى تطرق وزير الصيد البحري والموارد الصيدية السيد سيد أحمد فروخي إلى شعار الاحتفالات باليوم العالمي للتغذية، أكد أن قطاعه هو الآخر مجبر اليوم على التفكير في صيغ تعاضدية لجمع الصيادين في جمعيات تسمح لهم مستقلا بالتشارك في توفير وسائل الإنتاج، خاصة وأن 80 بالمائة من مهنيي القطاع من الحرفيين ولا يمكن الاستغناء عنهم، ولذلك وجب طرح عدة صيغ لتنظيم المهنة قبل الحديث عن رفع الإنتاج، مشيرا إلى أن حصة الجزائر من الصيد كانت سنوات الاستقلال لا تزيد عن 20 ألف طن واليوم ارتفعت إلى 120 ألف طن، غير أنها لا تلبي طلبات السوق خاصة إذا علما أن حصة الفرد الواحد من السمك بلغت 9 كيلوغرامات في السنة بالنسبة لسكان الشمال و5 كيلوغرام في السنة لسكان الجنوب. وعلى هامش الاحتفالات التي تميزت بتنظيم معرض للإنتاج الفلاحي والصيد البحري قرأ ممثل "الفاو" بالجزائر السيد نبيل عساف رسالة المدير العام للمنظمة السيد جوزيه غراز يانو دا سيلفا الذي أكد فيها عزم المنظمة هذه السنة على تسليط الضوء على مساهمات التعاونيات الزراعية ومنظمات المنتجين في تحسين الأمن الغذائي، وتوفير فرص العمل مع التخفيف من ظاهرة الفقر وسط السكان، وعليه تعتبر منظمة الأغذية والزراعة التعاونيات الفلاحية شريكا فعالا لمنظمة "الفاو" لمكافحة الجوع والفقر لذلك قررت الأممالمتحدة اختيار لهذه السنة شعار "السنة الدولية للتعاونيات".