امتازت دائما المباريات بين مولودية وهران واتحاد الجزائر بالأداء الجيد الممزوج بالفنيات، مما يعطي نكهة خاصة للموعد الذي يجمع اليوم هذين الفريقين بملعب أحمد زبانة لحساب نصف نهائي كأس الجمهورية. وعكس فريق الحمراوة، يتواجد اتحاد الجزائر في أحسن أحواله بعد تأهله إلى نهائي الكأس العربية وثمن كأس الكاف واستمراره في التنافس على كأس الجمهورية والمركز الثاني في البطولة المؤهل إلى كأس الرابطة للموسم القادم، والتي تشكل بالنسبة للاعبيه عوامل بسيكولوجية هامة يريدون استغلالها للعودة من هذا التنقل بتأشيرة التأهل إلى الدور النهائي من كأس الجمهورية. بالنسبة لمدربي الفريق الثنائي كوربيس ودزيري، الأمر لا يتعلق بالاعتماد على حسابات دقيقة مثلما يجري الحال عادة في البطولة، حيث سيبحث الطاقم الفني لاتحاد الجزائر عن الطريقة السهلة التي تمكن فريقه من الوصول إلى نهائي كأس الجمهورية للمرة السابعة عشرة بعد ان ذاق تتويجاتها ثماني مرات. ومن بين التعليمات الكثيرة التي ألح عليها كوربيس أمام لاعبيه، ضرورة تفادي الضغط الكبير الذي سيشكله عليهم أنصار الحمراوة، حيث يدرك التقني الفرنسي أن مجرد تجاوز الارتباك سيمكن تشكيلته من اللعب بقوتها المعتادة، وسيسهل له عملية توجيه لاعبيه بالكيفية التي يريد التأثير بها على الخصم الوهراني، لا سيما في حالة تمكن فريق سوسطارة من السيطرة جيدا على اللعب الجماعي، الذي أصبح يشكل قوته الاولى ويدخل ذلك ضمن الإسترتيجية التي وضعها المدرب كوربيس منذ اعتلائه العارضة الفنية، والتي سمحت له إلى حد الآن بتسيير المجموعة حسب إمكانيات كل لاعب. وقد تعود كوربيس تفادي إدخال تغييرات كثيرة على التشكيلة الأساسية التي اعتاد الاعتماد عليها، غير أن المباراة ضد مولودية وهران ستدفعه هذه المرة إلى إعادة النظر في خط الدفاع الذي أصبح مصدر إزعاج، حيث لن يستفيد اتحاد الجزائر من خدمات مدافعيه بدبودة ويخلف، الأول يعاني من إصابة تلقاها في لقاء العودة من كأس الكاف، في حين أنهى اللاعب الثاني الموسم قبل الأوان بعد أن خضع لعملية جراحية، وأكثر ما تأسف له كوربيس هو استحالة الاستفادة من خدمات المدافع القوي بن موسى الذي لم يتدرب منذ أكثر من عشرة أيام بسبب انشغاله بزفافه، ويعد الشاب بن عمارة المرشح بقوة لاحتلال الجهة اليسرى من الدفاع في غياب بدبودة وبن موسى، في حين يتوقع أن يضع كوربيس ثقته في ربيع مفتاح كظهير أيمن في الخط الخلفي الذي سيقوده في الوسط الثنائي خوالد والشافعي، أما في وسط الميدان، ورغم غياب بوشمة والعرفي بسبب الإقصاء، فإن أمام كوربيس حرية كبيرة لوضع أنسب العناصر في هذه المنطقة من الميدان، وينتظر أن يقع اختياره على الثنائي فاهم بوعزة وكودري لامتياز كل منهما باستعداد بدني جيد يسمح له بالاسترجاع، بينما في الجهة المقابلة لهما نجد كلا من فرحات وجديات اللذين ستقع عليهما مهمة تدعيم الخط الأمامي المشكل من زياية وقاسمي، كما يمكن للطاقم الفني لاتحاد الجزائر الاعتماد في الحالات الاستعجالية على المهاجمين المخضرمين دحام وسيقر المعروفين بحاسيتهما الكبيرة في التهديف.