يرى مدرب المنتخب الوطني للملاكمة النسوية، خالد حريمة، أن الممارسة النسوية للفن النبيل تحتاج إلى منهجية في التكوين تراعي خصوصياتها، بالإضافة إلى تحفيز الملاكمات. مضيفا أنه لا ينبغي دمج المستويات الفنية مع بعضها البعض (مبتدئة مع ملاكمة خاضت الكثير من المنافسات). وقال حريمة في حوار خصه ل "المساء"، أن منازلات كأس الجزائر التي اختتمت يوم السبت الماضي بالقاعة متعددة الرياضات بالمحمدية (الجزائر العاصمة)، بينت له الرؤية بشأن التعداد الذي سيسافر به إلى البطولة العالمية المقررة في نهاية العام الجاري. بداية ، كيف يقيم التقني حريمة مستوى كأس الجزائر للملاكمة النسوية؟ في الحقيقة، المستوى الفني لمنافسات الكأس كان مختلفا من وزن لآخر... حيت ارتقت بعض المنازلات التي أدارتها ممارسات أندية بجاية والبلدية وبومرداس إلى الجيد، باعتبار فرق هذه الرابطات سيطرت على معظم الألقاب... فنادي شلغوم العيد تحصل على ميداليتين ذهبيتين متبوعا بنادي سيدي بن عودة في المركز الوصيف بذهبية واحدة وثلاث فضيات وبرونزية، ونادي الصومام في الصف الثالث بذهبية واحدة وفضيتين.
كأس الجزائر لهذا الموسم، كان مخالفا بالنسبة للدورات السابقة؟ فعلا، صيغة التنازل في منافسات "الأميرة" لهذا الموسم عرف تغييرا على مستواها، حيث صمم المكتب الفيدرالي الجديد للعبة برئاسة السيد نبيل سعدي، على أن تكون المشاركة في المنازلات النهائية عبر التصفيات الجهوية والوطنية، وذلك من أجل الوصول بالملاكمة النسوية إلى أرقى مستوى إفريقي وأوروبي وإعطاء الفرصة لكل الملاكمات عبر الرابطات للمشاركة والتنافس لنيل الكأس... وابتداء من الموسم المقبل ستكون التصفيات ولائية وحسب المنطقة ( وسط شرق - وسط غرب) ثم جهوية ووطنية، وهذا استكمالا لمشروع الفدرالية الرامي إلى تطوير مستوى الملاكمة في الجزائر.
كيف تنظرون إلى هذا الأسلوب التنافسي الجديد؟ هذه الطريقة ستسمح للأطقم الفنية بالانتقاء الأمثل للممارسين بصفة عامة وتحقيق التدرج في التأطير المرتكز على أسس تكوين متينة، علما أن تألق القفاز الجزائري سابقا كان بفضل سياسة التكوين المنتهجة... ومن أجل تحقيق هذا الهدف أقترح إنشاء مدرسة وطنية للملاكمة النسوية تتفرغ فيها الملاكمات اللائي يتم اكتشافهن لتعلم قواعد الفن النبيل عند العنصر النسوي والأسس العلمية الحديثة التي أضحت تحكم الاختصاص... ما يسمح بمتابعتهن عن قرب وإشراكهن في مختلف المنافسات الوطنية والدولية.
نستخلص من كلامكم، أن هذا المشروع سيجسد قريبا؟ بما أن هذه النقطة تعد إحدى المحاور الكبرى التي ارتكز عليها المخطط الترقوي للمكتب الفدرالي الجديد، فإن تطبيقها سيكون لا محالة خلال هذه العهدة، لا سيما أن المدربين أجمعوا على أن كأس الجزائر تميزت بفوارق كبيرة في المستوى الفني والبدني للملاكمات وتباين الأداء من ناد لآخر، علما أن الغلبة كانت في الأخير للفرق التي تملك تقاليد في الفن النبيل، على غرار أندية شلغوم العيد (ميلة)، سيد بن عودة (غليزان)، الصومام (بجاية)، وداد بوفاريك (البليدة)، حامة بوزيان (قسنطينة)، الحماية المدنية والنصر(وهران).
وماذا عن مجال التدريب؟ في الحقيقة مستوى مدربي الأندية الرياضية محدود، وهي في أمس الحاجة إلى تكوين يراعي التطورات العلمية التي عرفها الفن النبيل في العالم... فالمدرب حاليا ينبغي أن يكون له زاد وأفكار علمية في هذه الرياضة تفيده في تأطير الملاكمات، لا سيما فيما يخص طرق الإسعاف فوق الحلبة وكيفية التحضير.
بما أنكم المسؤول الأول عن الفريق الوطني النسوي، ما هو الرهان الذي ستعملون عليه خلال الموسم الجاري؟ تنوي الاتحادية خلال الموسم الجاري، إشراك ملاكمات الجزائر في كل المنافسات الإفريقية والدولية، من أجل الحصول على الخبرة التي يمكن استثمارها في البطولة العالمية المرتقبة نهاية السنة... وكما تعلمون، اقتصرت مشاركات الفريق النسوي خلال العهدة المنقضية، على التظاهرات القارية والدورات المغاربية، الأمر الذي جعله يدخل في فترة فراغ دامت قرابة تسعة أشهر.
ما هي العراقيل المتوقع مواجهتها في تحضير المنتخب لمونديال 2013؟ الصعوبات التي تواجهها الملاكمة النسوية لا تعد ولا تحصى... فعلى سبيل المثال، بطلات الجزائر من مختلف الأندية المحلية يزاولن تحضيراتهن في قاعات لا تتوفر على أدنى شروط التمرن جنبا إلى جنب مع زملائهم الذكور، ويتنقلن بوسائلهن الخاصة للمشاركة في الدورات الوطنية... والأندية الرياضية عامة خارج الجزائر العاصمة تضحي وتصرف من أموالها الخاصة للتحضير والتكوين لصالح المنتخب الوطني، دون أن تحظى بأي دعم من الوزارة الوصية أو الهيئة الفدرالية... فالبلدان التي تشجع حقيقة الرياضة تفسح المجال للمواهب الشابة للبروز في أي اختصاص رياضي عبر توفير كل وسائل العمل والتحضير الجيد وأهم من ذلك التحفيز.
ماذا تقصدون بالتحفيز؟ في اعتقادي، تكريم البطلات الحائزات على الكأس يكون عن طريق منح مبلغ مالي رمزي... لأن التتويج باللقب والشهادة لا يكفيان وحدهما لتشجيع الملاكمة على مواصلة حصد المزيد من النتائج الإيجابية وإذكاء روح التنافس بين الرياضيات.