أجرى رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، محادثات موسعة مع رئيس جنوب إفريقيا، السيد جاكوب زوما، صباح أمس بالجزائر، شملت أعضاء وفدي البلدين، حيث شارك في هذه المحادثات عن الجانب الجزائري، الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، ووزير الشؤون الخارجية، السيد مراد مدلسي ووزير المالية كريم جودي والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل. وعن جنوب إفريقيا، حضر هذا اللقاء كل من وزيرة العلاقات الخارجية والتعاون السيدة ميت نكووانا مشابان والناطق باسم الرئاسة مارك ماهارات والمستشارة في الشؤون القانونية للرئيس السيدة بونيسوي ماخان والمستشار في الشؤون السياسية للرئيس فوسو شابالالا. وقبل ذلك، تحادث رئيس الجمهورية على انفراد بقصر الشعب مع رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، الذي اختتم زيارته لبلادنا مساء أمس. وعقب هذه المحادثات، أوضح رئيس جنوب إفريقيا”لقد خصصنا حيزا أكبر لمشاكل الأمن في القارة الإفريقية”. مضيفا في هذا الصدد، “نحن على قناعة بأنه يجب علينا كأفارقة تخصيص حيز أكبر وإيلاء اهتمام أكبر لمسائل الأمن، لاسيما إذا أخذنا بعين الاعتبار الأحداث الأخيرة في ليبيا ومالي وجمهورية إفريقيا الوسطى”. ولدى تطرقه إلى العلاقات الثنائية، أعرب السيد زوما عن “ارتياحه الكبير” لنوعية العلاقات التي تجمع البلدين. مشيرا في هذا الصدد، إلى أنه تطرق مع الرئيس بوتفليقة إلى انعقاد اللجنة المختلطة الجزائرية-الجنوب إفريقية، المزمع عقدها قبل نهاية السنة، وقال في هذا السياق “لاحظنا بأن هناك عددا من النقاط والمسائل التي ينبغي بحثها من قبل اللجنة المختلطة، بغية تعزيز العلاقات بين البلدين سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي”. ومن جهة أخرى، أشار السيد زوما إلى أنه تطرق مع رئيس الدولة إلى المسائل الإقليمية والدولية، لاسيما الصحراء الغربية وسوريا، مؤكدا “تطابق وجهات نظرهما إزاء هذه المسائل”. كما تطرق الطرفان إلى قمة بلدان مجموعة بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) التي انعقدت مؤخرا بدوربان (جنوب إفريقيا). وأكد في هذا الصدد، أن “احتضان إفريقيا للقمة سانحة، ستمكّنها من أن تصبح طرفا في معادلة ميزان القوى العالمية”. من جهة أخرى، مكنت محادثات الطرفين من إجراء مشاورات حول عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك. كما أقام الرئيس بوتفليقة مأدبة غداء بقصر الشعب على شرف الرئيس زوما، حضرها كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء الحكومة، إلى جانب ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر. كما انحنى رئيس جمهورية جنوب إفريقيا بمقام الشهيد أمام أرواح شهداء الثورة التحريرية الوطنية، وبعد أن وضع إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري للشهداء والتزم دقيقة صمت على أرواح شهداء الثورة التحريرية، توجه السيد زوما إلى متحف المجاهد، حيث اطلع على مختلف مراحل الثورة الجزائرية ووقع على السجّل الذهبي للمتحف. وكان ضيف الجزائر مرفوقا بالوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، السيد عبد القادر مساهل. وتتيح هذه الزيارة التي تندرج في إطار المشاورات المنتظمة بين البلدين، الفرصة لرئيسي الدولتين للشروع في تقييم مفصل للتعاون في جميع المجالات بين البلدين، على ضوء القرارات المتخذة خلال الدورة ال5 للجنة الثنائية العليا التي انعقدت في ماي 2010. كما سمحت هذه الزيارة أيضا لرئيسي الدولتين بالتطرق إلى القضايا السياسية الدولية والقارية ذات الاهتمام المشترك. وكانت وزيرة العلاقات الخارجية والتعاون لجمهورية جنوب إفريقيا، السيدة مايتي نكوانا مشابان، قد أكدت أول أمس، لدى وصولها إلى الجزائر العاصمة أنّ “الدول الإفريقية لا يمكنها أن تحقق التنمية في غياب الأمن والسلم على مستوى القارة برمتها”. وأشارت في تصريح لها” نحن مقتنعون بأنه يجب علينا أن نعمل في إطار الاتحاد الإفريقي، لايمكن أن تكون هناك تنمية في غياب السلم والأمن في القارة”. وإذ ذكرت بالدور الذي لعبته الجزائر خلال كفاح بلادها، وصفت السيدة مشابان العلاقات بين الجزائروجنوب إفريقيا ب«الجيدة جدا” والدليل على ذلك “توقيع ثلاثين اتفاقا أو اتفاقية بين البلدين منذ مدة طويلة “، وأضافت الوزيرة الجنوب إفريقية في هذا الصدد، “حاليا نعمل على تعزيز هذه العلاقات في المجال الاقتصادي والسياسي والاجتماعي” . يذكر، أن رئيس جنوب إفريقيا وصل الجزائر صباح أمس بدعوة من رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، حيث كان في استقباله رئيس مجلس الأمة، السيد عبد القادر بن صالح.