يلقب مدرب شباب عين فكرون، نغيز، في الشرق الجزائري، بالتقني الاختصاصي في تحقيق الصعود مع الفرق التي يقود عارضتها الفنية، حيث أكد من جديد استحقاقه لهذه التسمية بعد نجاحه الباهر مع فريق عين فكرون، الذي يستعد للاحتفال معه بتأشيرة الصعود إلى الرابطة الأولى، وقد اتصلت به "المساء" وأجرت معه هذا الحوار... بداية، إلى ماذا ترجعون تفوقكم في بطولة الرابطة الثانية لهذا الموسم؟ لقد توفرت عوامل النجاح مع شباب عين فكرون قبل الشروع في منافسات البطولة، وذلك بفضل قيام إدارة النادي بوضع وسائل العمل في خدمة الفريق الذي لا ينقص لاعبوه أي شيء، سواء من حيث جو العمل الذي تميز بالطمأنينة والهدوء، أو الحوافز المادية مثل المرتبات والعلاوات التي تصلهم بدون تأخر، فضلا عن أنني أعرف إمكانيات وذهنية الأغلبية الكبيرة من اللاعبين، حيث دربت شباب عين فكرون الموسم الفارط، الذي حققنا في نهايته الصعود إلى الرابطة الثانية.
لقد نجحتم في وقت لم يكن ينتظركم أحد، فما السر في ذلك؟ في الحقيقة لم يكن لنا أي طموح في الصعود لأننا وضعنا في الحسبان ضرورة الحفاظ على الفريق ضمن الرابطة الثانية التي التحقنا بها في نهاية الموسم الفارط، لكن في خضم أطوار مرحلة الذهاب من المنافسة، كبرت طموحاتنا بعدما اكتشفنا أن مستوى الكثير من الفرق التي تشكل المجموعة متقارب جدا، فتغيرت حساباتنا وقلنا أنه بوسع تشكيلتنا لعب حظوظها في الصعود، وحققنا مفاجآت كبيرة في كثير من المباريات بعدما تم التقليل من قوة فريقنا، الذي برز بشكل خاص في بداية مرحلة العودة من البطولة، فلم نخسر فيها أية مباراة، وهذا يعد مشوارا ناجحا قلما نشاهده اليوم في بطولاتنا بمختلف أطوارها.
فريقكم يوجد على مرمى حجر من الفوز بتأشيرة الصعود، ألا يعد ذلك حلما لكم كمدرب؟ صحيح أنني فخور بالمشوار الكبير الذي قطعته مع شباب عين فكرون، لكن سبق لي وأن عشت وضعيات مماثلة مع فرق دربتها وحققت معها الصعود، منها شباب جيجل ووفاق القل وشباب مقرة وشلغوم العيد، وبسبب تلك النجاحات أصبح الجميع في الجهة الشرقية من البلاد يلقبني بالتقني المتخصص في تحقيق الصعود، لست متفاجئا من كل الإنجازات التي حققتها، لأنني واثق من العمل الذي أقوم به وحاليا لا ينقص سجلي الرياضي سوى التتويج بكأس الجمهورية ولقب الرابطة الأولى.
أليست خبرة بعض اللاعبين هي التي شكلت نسبة كبيرة من نجاح شباب عين فكرون في السيطرة على البطولة؟ لقد اعتمدنا على لاعبين ذوي خبرة ليس فقط من أجل لعب الأدوار الأولى، بل استقدمناهم لضمان بقاء الفريق في الرابطة الثانية، والذي كان بمثابة الهدف الرئيسي قبل انطلاق البطولة، وأظن ان كابري ومايدي وقارة وبورحلي ووشويب وعمران وصوالح، الذين لعبوا كلهم على مستوى عال من البطولة الجزائرية، أضافوا قوة أخرى لفريقينا، الذي يضم أيضا في صفوفه عناصر شابة تتميز بإمكانيات فنية وبدنية ممتازة، منها قارة وصاحبي وسايح سعيد وبن حملات وبن دريدي، حيث أصحبوا يشكلون مستقبل شباب عين فكرون.
وماذا تقولون عن أنصاركم؟ لقد كان الأنصار قوة إضافية كبيرة للاعبين والطاقم الفني ومسيري النادي، ولولاهم لما لعبنا الأدوار الأولى في البطولة، تصور أنهم كانوا يتنقلون إلى ملعب عين امليلة الذي نستقبل فيه منافسينا والبعيد عن عين فكرون بخمسين كيلومترا، حيث بقوا متضامنين مع الفريق إلى غاية اليوم، وأشكرهم كثيرا على السند المعنوي الكبير الذي قدموه لنا.
ما هي الفرق التي تستحق الصعود معكم الصعود إلى الرابطة الاحترافية الأولى؟ اختار بدون تردد أمل الأربعاء ومولودية بجاية، بالنظر إلى الأدوار الأولى التي أداها كل واحد منهما في البطولة منذ انطلاق المنافسة، وتأسفت لفشل بعض الفرق في هذا السباق، على غرار اتحاد البليدة، الذي أظن أنه كان ضحية المشاكل التي عاشها في مرحلة الذهاب وأثرت على مسيرته فيما بعد.
كلمة أخيرة؟ انتظر بفارغ الصبر يوم الاحتفال بصعودنا إلى الرابطة الاحترافية الأولى، وسيكون ذلك شيئا تاريخيا في مساري الرياضي ومسار شباب عين فكرون.